في البداية.. تذكروا اسم هذا السياسي بعد أربع سنوات وهو حاكم ولاية (يوتاه) الأسبق السيد جون هونتسمان... وشيء آخر وهو هل فوز السيد دونالد ترامب مفاجأة. وأكثر من ذلك.. هل من الممكن يتم سحب فوزه بسبب فضيحة الجامعة المسماه باسمه أو هل من الممكن أن تتم مساءلته قبل أن يدخل رسميا ليحكم من البيت الأبيض؟ الواقع يقول كيف استطاع مواطن وبليونير أمريكي كل ما يعرفه هو الاستثمار ولم يسبق له أن شغل أي منصب حكومي ولم يشتغل بالسياسة تماما. ولعلم القارئ فمعظم رجال الأعمال أو العسكر من أصحاب الرتب العالية أو ذائعي الصيت في أمريكا يتم سؤالهم حتى ولو كان ذلك أثناء حديث عابر إن كان يريد أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية. ولكن ما هو محير هو أن السيد دونالد ترامب كان من ضمن حوالي 22 مرشحا قويا وكان ترتيبه في أسفل القائمة من ناحية قدرته على المنافسة في حزبه. ولكن ومع الوقت استطاع التغلب على كل من في حزبه وعندها بدأت أمريكا والعالم أجمع في حيرة وتخوف لدرجة أن الكثير من حزبه الجمهوري انقلبوا ضد الحزب ووقفوا مع منافسيه وتم توجيه وسائل الإعلام لكي تكون ضده وتم وضع مؤشرات الاستبيان تقول إن دونالد ترامب ليس له فرصة ضد هيلاري كلينتون. فماذا حصل؟ في الحقيقة، كان هناك عدة عوامل ساعدته في مهمته، ومنها أن الحزب الديموقراطي حكم لفترات متتالية، ولا بد من التغيير. والنقطة المهمة الأخرى وهي أن من ينافسه كانت امرأة. وللعلم فالمجتمع الأمريكي مهما قيل عن أسلوب ونمط حياته فهو مختلف عن أوروبا. فالشعب الأمريكي في الوقت الحالي لا يرغب في أن يرى امرأة تحكم أمريكا؛ لأنه وببساطة ليس جاهزا. ويختلف التكوين الاجتماعي الأمريكي عن أوروبا والتي رأت حكم أو نفوذ المرأة منذ مئات السنين عبر الأسر الحاكمة لدول أوروبا. وشيء آخر وهو أن المرأة المرشحة للرئاسة في أمريكا كانت هيلاري كلينتون والتي ينقصها الكثير مما يريده المجتمع الأمريكي وخاصة نظرة من يعرفها من النساء. وقد كان الكثير يعرف هدفها لتكون أول امرأة تحكم أمريكا منذ أن كانت السيدة الأولى في البيت الأبيض. ولكن ومع ذلك فالحركة النسائية الأمريكية رغم كل ما يقال عنها لم تصل إلى مرحلة متقدمة وسط دولة تعتبر الأقوى اقتصاديا وعسكريا وتحكمها قبضة رجولية قوية. ورغم كل ما قيل عن دونالد ترامب، فقد يكون هو الأفضل ليس لأمريكا لأن هذا شأنهم، ولكن قد يكون من صالح العالم أجمع كون أمريكا أكبر دولة مؤثرة على سير الكثير من الأمور في العالم، وكون الحزب الجمهوري يميل إلى اتخاذ القرار بينما الحزب الديموقراطي يميل إلى التردد. وكل ما أراده المواطن الأمريكي استعادة أمريكا، وهذا ما قاله لهم السيد دونالد ترامب ولهذا انتخبوه.