مع دخول معركة استعادة آخر آكبر معاقل تنظيم "داعش" في العراق أسبوعها الرابع، خاضت قوات مكافحة الإرهاب العراقية اشتباكات عنيفة في الأحياء الشرقية، في مسعى لتعزيز مواقعها قبل تقدمها نحو مطار الموصل. وقال قائد "فوج الموصل" في قوات مكافحة الإرهاب الضابط برتبة مقدم منتظر سالم، أمس، إن "الاشتباكات قوية، ونحن نحاول أن نثبت مواقعنا في حي العربجية، قبل أن نواصل هجومنا إلى حي البكر". من جهته، ذكر المقدم الركن علي فاضل أن "الإرهابيين كانوا يستخدمون طائرات طائرة مسيرة من دون طيار، وأسقطنا واحدة بحي العربجية"، مؤكداً أن "القوات العراقية المتمركزة من الجهة الجنوبية تتقدم باتجاه أهدافها وتدور اشتباكات مع عناصر التنظيم أسفرت عن تفجير خمس عجلات مفخخة ضمن المحور الجنوبي وهي الآن على مقربة من مطار الموصل الدولي بهدف السيطرة عليه تماما". ومع احتدام المعارك في عمق المدينة، خرج مدنيون بعضهم يحمل رايات بيضاء إلى أطراف الموصل، وتجمعوا قرب شاحنة عسكرية عراقية ستقلهم إلى خارج المدينة. في السياق، أعلن محافظ نينوى نوفل العاكوب، أمس، عن تشكيل غرفة عمليات في ناحية برطلة التابعة للمحافظة لتسهيل عودة النازحين وتوفير الخدمات الصحية بالدوائر. إلى ذلك، قال العقيد خالد الجواري من قيادة عمليات نينوى، أمس، إن "عناصر بتنظيم داعش أعدمت وسط شارع البكر أمام انظار عشرات المدنيين رميا بالرصاص 26 شخصا يمثلون ثلاث عوائل، بينهم أطفال ورجال ونساء لرفضهم وضع قواعد صواريخ للتنظيم في منازلهم". وأضاف الجواري أن "داعش ينفذ إعدامات ضد المدنيين الذين لا يتعاونون معه في معارك الموصل"، مؤكدا أن "القوات العراقية شرعت باقتحام منطقة القادسية الأولى بعد انتهاء القوات العراقية وسيطرتهم على منطقة القادسية الثانية وتحريرها بالكامل من بطش التنظيم". وذكر أن "الساعات المقبلة ستشهد إعلان القوات العراقية بشرى تحرير القادسية الثانية وتوجهها الى مركز الأيسر شرقي الموصل". وفي السياق، أفاد مصدر محلي في محافظة نينوى، أمس، بأن تنظيم "داعش" فرض حظراً للتجوال في مدينة الموصل، بعد مقتل عدد من قياداته بقصف للتحالف الدولي في الساحل الأيمن للمدينة. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "التنظيم اصدر أوامر بمنع الأهالي من الخروج من منازلهم والتجوال في الشوارع، في حين نشر عناصره بعدد من شوارع المدينة". في سياق آخر، أعلن قائممقام قضاء عنه في محافظة الأنبار سعد عواد، أمس، قيام تنظيم "داعش" بتفجير أبنية القائممقامية والمجلس المحلي والقضاء والدفاع المدني في القضاء بواسطة عبوات ناسفة، مضيفا أن "التنظيم قام بسرقة المحطة الكهربائية في مدينة عنه ونقلها الى خارج القضاء". ورغم التحذيرات الدولية، استمرت الانتهاكات الإنسانية بعدما أظهر مقطع فيديو جديد قيام مسلحين يلبسون ثياباً عسكرية بإعدام طفل بدهسه تحت دبابة في جريمة صادمة اتهمت عشائر عراقية ميليشيات الحشد الشعبي بارتكابها. وتدوال ناشطون هذا الفيديو على مواقع التواصل، مؤكدين أن الواقعة سجلت في إطار معركة الموصل، ووجهوا إلى القوات العراقية أصابع الاتهام، إلا أنه لم يتسن التأكد من هوية الأشخاص، أو من تاريخ المقطع ومكانه.