• رأى أحد الإعلاميين العرب المخضرمين أن بعض مسؤولـي الإعلام العرب يقعون في سوء اختيارهم لأعوانـهم، ومساعديـهم، ممن يتولون مناصب قيادية في مؤسساتـهم الإعلامية، حتى إذا وضعوا على المحك، يفاجئون بما لم يكن في الحسبان، ويتضح أنـهم ليسوا أهلا للمناصب القيادية التي يتولونـها، بمرتبات ممتازة، وحوافز يسيل لـها اللعاب، ورأى هذا الإعلامي ــ أيضا ــ أن سوء الاختيار أدى إلـى تراجع معظم أداء المؤسسات الإعــــلامية العـربية، وألحق الضرر البالغ باســـتـراتــيــجـــيـــاتــها، وخططها، وأخر كثيرا من برامجها الطموحة، وحملوا مسؤولية ذلك أولئك المسؤولين الإعلاميين العرب، مع أنهم قد يكونون حسني النية في الاختيار، ولكن حسن النوايا وحده لا يكفي، والـمعول كثيرا يكون على: التأهيل العلمي المتخصص، والخبرات، والتجارب، ولكنه درس يجب أن يستفيد منه آخرون، ممن تعودوا على الاختيار دون التفقه فـي من يُختار، ويتولـى القيادة، وهو أفرغ من فؤاد أم موسى، وأفقر من فأر في كنيسة ــ كما يقول المثل الإنجليزي، وحينما يستعصي على أي مسؤول إعلامي عربـي ــ كما يرى هذا الإعلامي العربي المخضرم ــ حسن الاختيار، فإن عليه أن يتحمل وحده سوء الاختيار، وما ينجم عنه من خسارة فادحة، وهدر للوقت، ولقد قيل: إن القوي لا يحترم إلا القوي، ومن ثم فالمسؤول الإعلامي الضعيف عبء على من اختاره، وسلمه قيادة مناصب قيادية رفيعة، أدى فيها سوء الاختيار إلـى نتائج لا تحمد عقباها، أحدثت ثغرات نفذت منها الأخطاء القاتلة، وتضرجت بدمائها حكايات تشبه الأساطير، ورسمت صورة فاضحة لسوء الاختيار.