×
محافظة المدينة المنورة

هل الشعب المصري جبان وتنبل؟!

صورة الخبر

2016/11/10 المضحك المبكي أن الحكومة العراقية تفتعل مشكلة مع تركيا بحجج «السيادة» و«عدم التدخل» و«العدوان الخارجي»، بينما الإيرانيون وميليشياتهم وملاليهم يحتلون العراق كله ويعتبرون بغداد عاصمة الإمبراطورية الفارسية، ويسرحون ويمرحون ويفتون ويغتالون ويسلبون وينهبون في وضح النهار، وفوق رؤوسهم ترفرف الأعلام الإيرانية وصور خميني وخامنئي وسليماني والرايات الصفراء والخضراء والسوداء والبمبي! وافتعلت الحكومة العراقية قبل ذلك مشكلة مع سفير المملكة العربية السعودية في بغداد ثامر السبهان لأنه دعا إلى الوحدة الوطنية العراقية وعدم تقسيم العراق وضرورة المصالحة المجتمعية. وهو لم يتحرك في السرّ ولا خلف الأبواب المغلقة ولا في السراديب. كل تحركاته في العراق كانت علناً وبموافقة وزارة الخارجية ووزارة العدل (بالنسبة للسجون والمعتقلات التي تضم متهمين سعوديين سواء في بغداد أو الناصرية). وقدم الرجل كل ما لديه من وثائق للحكومة العراقية عن محاولات اغتياله أو الاعتداء على السفارة أو التهديدات العلنية التي يطلقها رعاع الميليشيات الطائفية وبعض أدعياء الدين من منابر الجمعة في كربلاء والنجف. وحين صمد السفير بشجاعة واحترام للقوانين العراقية والقواعد الدبلوماسية طلب الملا إبراهيم الجعفري وزير الخارجية من المملكة إبعاده أو تغييره. وحسناً فعلت السعودية بسحب سفيرها، وحسناً فعلت أيضاً قبل ذلك بعدة أشهر حين أعادت فتح سفارتها في بغداد المغلقة منذ عام 1990م بعد إلحاح وتوسل شديدين من رئيس الجمهورية السابق جلال الطالباني والحالي فؤاد معصوم، ومعهما (يا للمفارقة) نوري المالكي، ووزير الخارجية الحالي الجعفري والسابق هوشيار زيباري، إضافة إلى دعوات وجهها مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان مراراً لإرسال سفير لبغداد وقنصل لأربيل. وطبعاً كانت هناك دعوات مماثلة من أطراف أخرى مثل الدكتور أياد علاوي وأسامة النجيفي. أقول حسناً فعلت المملكة بفتح السفارة لفضح حقيقة نوايا حكام العراق في المنطقة الخضراء، وإن كان العراقيون الأصلاء الوطنيون يتمنون الاستمرار في مقاطعة هذا النظام الطائفي الإيراني الدموي. بغداد لا تحكمها حكومة الجعفري أو المالكي أو العبادي، والثلاثة قياديون في حزب الدعوة الإيراني، ولكن يحكمها قاسم سليماني قائد فيلق القدس، الذراع العسكري لنظام الملالي في طهران الذي ما زال لا يثق في الجيش الإيراني بعد أكثر من 37 عاماً على عودة خميني من باريس إلى طهران. وقاسم سليماني يحكم العراق ليس بجنود أو متطوعين إيرانيين، ولكن بمستشارين عسكريين وسياسيين وملالي إيرانيين يقودون عملياً وفكرياً وميدانياً أكثر من ستين فصيلاً مسلحاً من الميليشيات الطائفية الإرهابية التي تتفوق على إرهاب «داعش» في تعطشها للدماء والاغتيالات والتفجيرات حتى في المدن والمناطق التي تسكنها أكثرية شيعية. أمامي الآن قائمة عن فصائل «الحشد الشعبي» التي «اخترعها» المرجع السيستاني بحجة محاربة داعش ثم حولها حزب الدعوة إلى جيش موازٍ للجيش الحالي تمهيداً لتحويلها إلى حرس ثوري عراقي على طريقة الحرس الثوري الإيراني. وهذه الفصائل تستخدم أحدث الأسلحة الأمريكية والإيرانية ودبابات ومدرعات وسيارات هامفي المصفحة الأمريكية، بل وتستخدم طائرات بلا طيار وطائرات هليكوبتر وأنظمة اتصالات وسيطرة حديثة، وتقيم الكمائن في كل مكان توجد فيه ولها معتقلاتها ومشانقها ووسائل تعذيبها ولطمياتها. وينقسم ولاء هذه الميليشيات، وكلها من طائفة معينة في الجنوب، بين خامنئي والسيستاني والشيرازي واليعقوبي والحيدري وحسن نصر الله والحائري، وفصيل واحد تابع لمقتدى الصدر هو «سرايا السلام» يتلقى تعليماته وتوجيهاته من مقتدى وليس من قاسم سليماني. مجموع هذه الفصائل حتى الآن هو 68 فصيلاً، أربعون منها مرجعها الأعلى خامنئي و17 مرجعها السيستاني، وبينها ثمانية فصائل تتخذ من الحدود العراقية – السعودية في مدينة النخيب موقعاً رئيساً لها. والنكتة المبكية هي أن هناك مع هذه العصابات كتيبة اسمها «بابليون» يقودها ريان الكلداني (وهو اسم مستعار) وهي مسيحية مرجعها خامنئي وموقعها ما يسمى بحزام بغداد، وترفع شعار: «يالثارات الحسين»!