اتهمت المعارضة السورية الروس والنظام بارتكاب المجازر في جنوب سوريا وشمالها، وأعلنت أن الطائرات الحربية «نفذّت غارات مكثّفة على تجمعات للمدنيين، خلّفت عشرات القتلى أغلبهم من الأطفال، لا سيما في مخيّم للنازحين قرب الحدود الأردنية». ولم يوفّر القصف الجوي، وفق المعارضة، العاصمة دمشق، وتحديدًا حي جوبر الواقع تحت سيطرة المعارضة. في حين خرجت مظاهرات حاشدة في مدينة دوما بالغوطة الشرقية تطالب المعارضة بتوحيد صفوفها، وتشكيل جبهة واحدة للردّ على «جرائم النظام ومجازره». الطيران الحربي التابع للنظام شن غارات جوية، استهدفت معبر نصيب الحدودي مع الأردن، أدت إلى وقوع مجزرة مروعة في صفوف النازحين أغلبهم من عائلة واحدة. ونشر ناشطون صورًا للمجزرة المروّعة، وقالوا إن «الغارات الجوية استهدفت تجمعًا للمساكن يعيش فيه عوائل نازحة من عدة مناطق في سوريا، وقد أدت الغارات لسقوط ما لا يقل عن 10 شهداء بينهم أطفال ونساء وعشرات الجرحى»، مؤكدين أن «معظم الشهداء والجرحى من عائلة واحدة نازحة من ريف حمص». وتبعد المنطقة المستهدفة بضعة أمتار عن الحدود الأردنية، وقال الناشطون، إن النازحين «اعتقدوا أن هذه المنطقة ستكون بعيدة عن القصف والاستهداف كونها قريبة من الحدود، لكن يبدو أنه لا مكان آمنا لأي مدني في سوريا، ونظام الأسد وروسيا لا رادع لهم». بدورها أصدرت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» تقريرًا أمس، حمل عنوان «النظام السوري يقصف روضة للأطفال ويقتل 9 منهم»، وثقت مجزرة استهداف روضة أطفال في مدينة حرستا بريف دمشق الماضي. واستند التقرير إلى روايات عدد من أهالي المدينة وشهود العيان وناجين من الحوادث، كما تضمن صورًا وفيديوهات تم التحقق منها وأظهرت الأضرار في ساحة الروضة والضحايا من الأطفال. وبحسب التقرير فإن منطقة الروضة المستهدفة «عبارة عن منطقة مدنية، لا يوجد فيها أي مراكز عسكرية أو مخازن أسلحة تابعة لفصائل المعارضة المسلحة أو الفصائل الإسلامية أثناء الهجوم أو حتى قبله». وتابع: «قرابة الساعة التاسعة صباحًا قصفت مدفعية تابعة لقوات الأسد ما لا يقل عن 8 قذائف هاون سقطت في محيط روضة (أجيال المستقبل) في حي الزحلة، إحدى هذه القذائف سقطت على ساحة الروضة». وأفاد تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بأن «القصف تزامن مع وقت الاستراحة التي يتجمع فيها الأطفال في ساحة المدرسة، ما أدى إلى استشهاد 9 أطفال، وجرح قرابة 15 آخرين، وأدى إلى أضرار مادية في ساحة الروضة». وتضمُ الروضة المستهدفة ما لا يقل عن 30 طفلاً وطفلة أعمارهم تتراوح بين 4 - 6 سنوات. من ناحية أخرى، كانت الغوطة الشرقية (محيط دمشق) أمس، هدفًا للقصف الجوي والمدفعي، وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن الطيران الحربي النظامي «نفّذ غارتين على قرية الافتريس، ما أسفر عن استشهاد طفل وسقوط 5 جرحى، فيما نفذت طائرات حربية 5 غارات على بلدات حوش الصالحية النشابية وأوتايا بالغوطة الشرقية». وفي الوقت نفسه، دارت اشتباكات عنيفة على محور الريحان بالغوطة الشرقية، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، و«جيش الإسلام» من جهة أخرى، كما دارت اشتباكات بين الطرفين في محور أوتوستراد دمشق - حمص. بينما خرجت مظاهرات في مدينة دوما ومناطق أخرى في الغوطة الشرقية، تطالب مقاتلي «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» بنبذ الخلافات وفتح جبهات مع النظام، وإزالة الحواجز بين مناطق سيطرتهما. ولم تكن الغوطة الغربية أفضل حالاً، حيث تجددت المعارك على جبهة البويضة - دير خبية، بين فصائل المعارضة من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من أخرى، وأفيد عن تقدم للنظام وسيطرته على أبنية في شرق طريق دروشا، كما تمكن من رصد طريق شارع الزهور في بلدة خان الشيح ناريًا، حيث كانت البلدة عرضة لقصف جوي وصاروخي مكثف، وقد ألقت مروحيات النظام 25 برميلاً متفجرًا على أحياء البلدة. أما في شمال سوريا، فقد قتل أربعة مدنيين وأصيب أكثر من عشرة آخرين ظهر أمس، جراء استهداف الطيران الحربي الروسي بلدة كفر داعل الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف محافظة حلب الغربي. وقال الناشط الإعلامي المعارض «أبو فارس الحلبي» إن الطيران الروسي شن غارتين إحداهما بالصواريخ الفراغية والثانية بالصواريخ المحملة بالقنابل العنقودية على وسط وأطراف كفر داعل، لافتا إلى أن من بين القتلى اثنين من عائلة واحدة. وأوضح الحلبي أن الجرحى «نقلوا إلى مشفى ميداني لتلقي العلاج، قي حين نقلت الحالات الخطرة إلى المشافي التركية عبر معبر باب الهوى الحدودي الخاضع لسيطرة المعارضة بريف إدلب الشمالي الغربي». من جهته، أعلن «مكتب أخبار سوريا» المعارض، أن الطيران الروسي شنّ غارات بالصواريخ الفراغية والمحملة بالقنابل العنقودية على بلدة السميرية وقرى برج حسين الظاهر وأبو غتة وبرج عذاوي الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف حلب الجنوبي، ما أدى إلى دمار بمنازل المدنيين وأضرار مادية أخرى.