×
محافظة المنطقة الشرقية

5 وفيات وأخرى إصابات في حادث مروع بالأفلاج

صورة الخبر

شكّل فوز دونالد ترمب المرشح الجمهوري الأمريكي الأربعاء الماضي لكثير من الأمريكيين فوزاً تاريخياً وربما فرصةً أخيرة لتغيير المسار الاستراتيجي الأمريكي من العدوانية إلى التعايش والمسالمة مع بقية البشر والاهتمام بالمصالح الأمريكية الداخلية ونسيان تصرف أمريكا كشرطي العالم ، واستعادة الدور الحضاري الذي كسبت أمريكا المكانة الخاصة التي ظلت تحتلها إلى الماضي القريب بناءً على تفوقها في مجالات الاقتصاد والعلم و التقنيات والصناعة المتطورة والأعمال ، وليس مجرد انتصار مرشح رئاسي لحزب سياسي أمريكي على حزب آخر. فصورة الولايات المتحدة الذهنية في أنظار العالم قد شوهتها ما اقترفته يداها من جرائم حرب ضد المسلمين عموماً و أهل السنة على وجه الخصوص ، وهي لذلك لم تعد تستطيع أن تدعى الفوقية الأخلاقية التي تزعمها لذاتها على بقية العالم بعد أن شوهها تعمدها إهانة المسلمين بكل السبل كما في جوانتانامو وأبو غريب وبغرام واستخدامها الأسلحة الفتاكة المحرمة دولياً ضد المسلمين كاليورانيوم المنضب و الفسفور الأبيض والقنابل التي تهتك الأنسجة الحية لدرجة لا تنفع معها التدخلات الجراحية ،شنتها ضمن استراتيجية جائرة تبنتها ضد العالم العربي والإسلامي أسمتها بالفوضى الخلاقة ، فأخذت على عاتقها محاربة الإسلام والمسلمين طوال فترات ولاية كل من: جورج بوش الأب ، وبيل كلينتون ، وجورج بوش الابن ، وأوباما. وهو ما كان متوقعاً من هاليري كلينتون لو أنها فازت في الانتخابات الرئاسية. ورأوا في فوزة انتصاراً للرجل العادي الذي لم يتدرج في أروقة الكونغرس على المؤسسات التقليدية السياسية و العسكرية في أمريكا ونهاية عهد حكم النخب السياسية oligarchy في أمريكا بل وربما في العالم ، وزمان تفوق الإعلام الاجتماعي على الشبكة على الإعلام التقليدي الموجّه. لقد كان فوز ترامب ليس لشخصه لكن لتغير المناخ السياسي العالمي بمثابة انقلاب كامل على أسس العملية السياسية في العالم الغربي. وهنا تكمن الفرص للعرب و المسلمين. و قد يقول قائل ما لنا و ما لصالح من دارت الدائرة بأمريكا ؟، لكن العالم العربي والإسلامي كبقية العالم معني بشكل قوي لمتابعة وتحليل ولتفهم المستجدات السياسية على خارطة العالم وفي أمريكا بالذات لأن كثيراً من عدم الاستقرار الذي تعاني منه المنطقة بسبب السياسات الأمريكية فيها خلال الثلاثة عقود الماضية، فالإستراتيجية الأمريكية ( الفوضى الخلاقة ) المعمول بها حتى هذا الحين قتلت الملايين من أبناء العالم العربي والإسلامي ودمرت البنية التحتية لعدد من دول عالمنا العربي الإسلامي بدءاً بالمساجد والمستشفيات والطرقات والكباري والمرافق العامة والمنازل والمصانع كما في أفغانستان وفي العراق وسوريا وليبيا وكما يفعل الحوثيون أحلاف إيران وروسيا باليمن .... الخ والسلسلة متتابعة حلقاتها والمخططات تستهدف الكل . إعادة التعمير لكل ذلك الدمار يحتاج إلى مئات المليارات دون بصيص أمل من أين ستتوفر مبالغ في إعادة التعمير ، ناهيك عن السماح لإسرائيل بتدمير غزة مراراً وتكراراً و حبس ما يناهز 2 مليون إنسان في تلك الرقعة الصغيرة من الأرض في أسوأ ظروف بيئية تاريخياً. كل ذلك التدمير و التقتيل والتشريد تحت ذريعة محاربة الإرهاب الذي أنشاؤه و رعوه وأنفقوا عليه ترليونات الدولارات لخلق الذرائع في مهاجمة العالم الإسلامي كلما احتاجوا إليها. ترامب الأمريكي وبوتين بينهما نوع تقارب في التوجهات السياسية بالنسبة لمستقبل المنطقة والإقليم على حساب الشعوب والدول المسلمة السنية بالذات ، ولابد لقيادات دول المنطقة من قطع الطريق على ذلك التحالف المفترض من خلال أولاً التكتل الاقتصادي للوقاية من استغلال الأزمات المالية إلى ثورات مجمرة ، وثانياً إبرام اتفاقية دفاع مشترك ضمن إطار مشروع نهضة إسلامية آن أوانه ، ولا مناص منها ( الخطوات الدراماتيكية ) قبل أن تتلفت شعوب و حكومات المنطقة في كل الاتجاهات فلا ترى إلا خراباً .. نسأل الله الحفظ والحماية والرشد والتوفيق والسداد.