×
محافظة المدينة المنورة

إمام المسجد النبوي يحذّر من منازعة «ولاة الأمر» والخروج عليهم

صورة الخبر

بعد الخروج المدوي لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وجدت القارة العجوز المثقلة بالأزمات نفسها أمام تحد جديد عقب فوز الشعبوي دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، فيما تتصاعد الموجة الشعبوية الأوروبية، مشكلة قوة انتخابية تهدد القوى السياسية التقليدية ووجود الاتحاد بنفسه. طرح فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية مجموعة من المشكلات الجديدة التي لا يملك الاتحاد الأوروبي الأدوات اللازمة للتعامل معها، وهو لا يزال يترنح من قرار بريطانيا الانسحاب من عضويته. فقد انشغلت قيادات التكتل بتنامي الميل لمناهضة مؤسسات الحكم في القارة الأوروبية ذاتها لدرجة أنها لم تهتم باحتمال وصول رجل وصفه نائب المستشارة الألمانية بأنه «رائد حركة دولية جديدة استبدادية ومغالية في الوطنية» إلى السلطة في الولايات المتحدة. الخطة هي الصلاة! في اليوم السابق على الانتخابات قال أحد زعماء الاتحاد الأوروبي إن خطة الطوارئ تتمثل في «رسم علامة الصليب على الصدور والدعاء». وفي اليوم التالي للانتخابات لخص دبلوماسي أوروبي رفيع المعضلة بينما كانت قيادات أوروبا تتعهد بالتعاون مع ترامب. فقال الدبلوماسي لرويترز: «حيث إننا رفضنا التفكير فعليا في هذا السيناريو لدينا قائمة أسئلة بحاجة إلى أجوبة. لكن كل شيء تقريبا مجهول». النهوض مسؤولية وفي رأي البعض يتعين على أوروبا الآن أن تنهض وتتولى قدرا أكبر من المسؤولية، سواء من أجل الأمن الأوروبي أو من أجل العالم إذا التزم ترامب بما ردده خلال حملته الانتخابية من تقليص للالتزامات الدفاعية الأميركية وغيرها من الالتزامات الأميركية في الخارج. وتمثل العلاقات التجارية وتغير المناخ وروسيا وتنظيم «داعش» مجالات قد يتعين على أوروبا أن تختط فيها مسارا لنفسها إذا انسحبت واشنطن تحت قيادة ترامب من المسرح العالمي. وقال مانفريد فيبر حليف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الذي يقود كتلة المحافظين في البرلمان الأوروبي: «هذه صيحة تنبيه أخرى. الأمر يرجع الآن لأوروبا. علينا أن نكون أكثر ثقة في النفس ونتحمل قدرا أكبر من المسؤولية»، وأضاف: «لا نعرف ماذا نتوقع من الولايات المتحدة». معضلة وقال ديدييه رايندرز وزير خارجية بلجيكا إن البيت الأبيض في ظل ترامب «قد يساعد البعض في أوروبا على إدراك الحاجة إلى تعزيز التعاون الدفاعي فيما بين الأوروبيين». غير أن قيادات الاتحاد تدرك أن المتشددين المشككين في الوحدة الأوروبية وما وجدوه من تشجيع في فوز ترامب وتصويت بريطانيا على الانسحاب من التكتل في يونيو الماضي قد يستغلون أي محاولة لتعزيز التعاون لدفعهم إلى المصير الانتخابي المخزي الذي لقيته المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وسط تقدم الشعبويين في اكثر من دولة، خصوصا في ألمانيا وفرنسا وأيضا تصاعد النزعة الوطنية والقومية. الشطر الشرقي ويشعر الشطر الشرقي من أوروبا بالقلق، خشية أن يستغل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعهد ترامب بتحسين العلاقات مع موسكو التي ترزح تحت العقوبات من أجل مد نفوذ روسيا مثلما حدث في أوكرانيا. وشعر رئيس حلف شمال الأطلسي النرويجي الجنسية أنه مضطر للإفصاح عن موقفه أن ترامب لا يمكنه التراجع فيما يخص الضمانات الأمنية. تظاهر بالشجاعة وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت عن الزلزال السياسي الذي شهدته واشنطن في ذكرى مرور 27 عاما على سقوط حائط برلين: «لا يمكن أن يغمض لأوروبا جفن بعد خروج بريطانيا وبعد انتخاب دونالد ترامب». ولا تزال واشنطن تتولى توفير الجزء الأكبر من القوات العسكرية المكلفة بالدفاع عن القارة الأوروبية. وقال ايرولت «يجب أن تتحد أوروبا بشكل أكبر وأن تكون أنشط وأن تأخذ بزمام المبادرة بشكل أكبر. حتى ولو لتحمي نفسها فقط». وفي لقاءات خاصة يتشكك مسؤولون كبار في قدرتها على ذلك. وتساءل دبلوماسي أوروبي كبير «أوروبا ستحتاج لبذل المزيد للاعتناء بنفسها، لكن هل نحن قادرون على ذلك؟» ويعاني الاتحاد الأوروبي توترات بسبب السياسة الاقتصادية وأزمة اللاجئين السوريين وانسحاب بريطانيا من عضويته، ومازال منقسما بدرجة كبيرة. وقال دبلوماسي أوروبي رفيع آخر لرويترز: «هذا يغير نموذج عمل الاتحاد الأوروبي. لكن ليس لدينا أدنى فكرة عن كيفية هذا التغير». ورفض إشارات إلى أن انسحاب أميركا من بعض ارتباطاتها قد يتيح بعض الفوائد مثل إرغام الأوروبيين على الاستثمار أكثر في التعاون فيما بينهم وزيادة الإنفاق على الدفاع. وقال: «ليس هذا ببصيص الأمل. بل تظاهر بالشجاعة». رد مشترك ودعا وزراء خارجية الاتحاد إلى عقد اجتماع خاص على العشاء يوم الأحد لبحث ما يعنيه انتخاب ترامب لأوروبا. وقال جايلز ميريت من مركز أبحاث «فريندز أوف يوروب» المؤيد للاتحاد الأوروبي في بروكسل إن الزعماء يجب ألا يتوانوا عن التحرك لتفادي المشاكل، وقد يعملون على تنشيط اتحادهم بالمساعدة في الدفاع عن الاستقرار العالمي. وأضاف أن عليهم «صياغة رد أوروبي مشترك... قبل أن يطأ الرئيس ترامب أرض المكتب البيضاوي». تغيير النظام بالكامل ولم يكن أحد يذكر يريد للانتخابات الأميركية هذه النتيجة سوى رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان. واكتفت قيادات الاتحاد الأوروبي ومبعوثو إدارة أوباما بتسليط الضوء على التاريخ المشترك والمثل المشتركة في معرض تأكيدها على استمرار التعاون. وبعد حملة الانتخابات الأميركية التي اتسمت باتهامات بالعنصرية والانحياز لجنس على حساب الآخر قالت ميركل التي تستعد هي نفسها لخوض معركة انتخابية العام المقبل إنها ستعمل مع ترامب على أساس القيم المشتركة بما فيها «احترام ... كرامة الناس بغض النظر عن أصلهم أو لون بشرتهم أو دينهم أو جنسهم». ورد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك وهو رئيس وزراء بولندا السابق الذي يرأس القمم الأوروبية على ما وصفه «بالتحديات الجديدة» و«الغموض الذي يكتنف مستقبل العلاقات عبر الأطلسي» بالتأكيد على روابط الدم التي تربط الطرفين منذ قرون. وشدد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على ضرورة تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة لمواجهة تغير المناخ والتهديدات الأمنية من الإسلاميين والاقتصاد العالمي. ولم يستطع سفير واشنطن لدى حلف شمال الأطلسي تقديم أي تفاصيل عن سياسة الإدارة الجديدة، لكنه طمأن نظراءه الأوروبيين في بروكسل أن حلف شمال الأطلسي كان يحظى على الدوام بدعم الحزبين الرئيسيين في واشنطن. وقال أنتوني غاردنر مبعوث الرئيس باراك أوباما لدى الاتحاد الأوروبي والذي يتأهب لترك منصبه إن من الممكن أن يحدث تغير في مجالات من بينها العقوبات على روسيا ودعم أوكرانيا والانتشار النووي والتجارة وحلف شمال الأطلسي والشرق الأوسط لكنه أضاف «لنتريث لمعرفة من سيعينون كمستشارين كبار له». وأضاف أنه لا يتوقع أن تتخلى واشنطن عن الاتحاد الذي كان شريكا رئيسيا في السنوات الخمسين الأخيرة لكن تطميناته لم تقض على أحساس أقرب إلى الذعر بين بعض كبار المسؤولين في بروكسل. وقال أحدهم وقد بدا على وجهه التجهم «هذا أمر وبيل. فخروج بريطانيا كان خطأ غبيا ومضرا.. لكن الناس المسؤولين عن تنفيذه ليسوا مجانين بالكامل. أما الآن فلدينا شخص شعبوي في السلطة يمكنه أن يغير النظام كما نعرفه بالكامل».