أكدت وزارة الدفاع الروسية تلقيها رسالة من البعثة الأممية في سوريا بطلب تمديد قرات التهدئة الإنسانية في حلب، لكنها اعتبرت أن القيام بهذه الخطوة قد تؤدي لنتائج ضارة. وأوضح اللواء إيغور كوناشينكوف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية في بيان صحفي، الخميس 10 نوفمبر/تشرين الثاني، أن الوزارة تلقت الرسالة بهذا الشأن من رئيس البعثة الإنسانية للأم المتحدة بسوريا، عبر ممثلها في جنيف يوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني. واستدرك قائلا: "إنها ليس أول مرة نتلقى فيها مثل هذا الطلبات. وهي تبدو دائما كمحاولة لإيجاد ذريعة جديدة لإفشال عمليات إيصال المساعدات الإنسانية الأممية إلى سكان حلب". وأعاد كوناشينكوف إلى الأذهان أن المركز الروسي المعني بمصالحة الأطراف المتنازعة في سوريا، تمكن، بغض النظر عن مواعيد فترات التهدئة الإنسانية ومدتها، من إيصال ما يربو عن 100 طن من المساعدات للمحتاجين في المدينة. وذكر بأن روسيا لا تفرض فترات التهدئة في حلب بشكل مفاجئ، بل تعلن عنها مسبقا، ما يتيح وقتا كافيا لإعداد العمليات الإنسانية. وأوضح قائلا: "أبلغنا ممثلي الأمم المتحدة مسبقا بمواعيد كل هدنة إنسانية ومواقع الممرات لخروج المدنيين والمسحلين، وبعدد الحافلات وسيارات الإسعافالمتاحة والمطابخ الميدانية وإجراءات ضمان الأمن". وأعرب عن قناعته إن "أولئك الذين يريدون مساعدة سكان حلب، يساعدونهم فعلا". وأوضحت كوناشينكوف أن وزارة الدفاع الروسية ترى أن تمديد فترات التهدئة الإنسانية بلا مسوغ سيأتي بنتائج عكسية. وأوضح قائلا: "بلا شك، فترات التهدئة ضرورية، لكننا تعتبر تمديدها بلا مسوغ، ليس من أجل تقديم مساعدة فعلية للسكان المسالمين، بل من أجل تمكين الإرهابيين من استعادة قدراتهم القتالية، أمرا ضارا ومتعارضا مع العقل السليم". يذكر أن آخر فترة تهدئة إنسانية في حلب كانت استمرت لمدة 10 ساعات يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني. وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت تعليق طلعات الطيران الروسي والسوري في سماء حلب منذ 18 أكتوبر/تشرين الأول، دعما للجهود الإنسانية. على الرغم من ذلك لم تتمكن الأمم المتحدة والصليب الإحمر من إجلاء الجرحى والمصابين من أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، حتى الآن. وكان المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط، روبرت مارديني، قد اعترف بفشل خطة إجلاء الجرحى وأفراد عائلاتهم من شرق حلب، موضحا أن فصائل المعارضة داخل حلب لم تقدم الضمانات الضرورية لتنفيذ عملية الإجلاء. وذكر مارديني أن المفاوضات بدأت حول إجلاء 200 مصاب بجروح خطرة مع عائلاتهم، إلا أنها انتهت بالتوصل إلى اتفاق على إجلاء 10 جرحى فقط مع عائلاتهم، مشيرا إلى أن إجلاء حتى هؤلاء الأشخاص العشرة فشل بسبب عدم وجود ضمانات أمنية كافية. المصدر: وكالات أوكسانا شفانديوك