على وقع أنغام Air Force One اعتلى دونالد ترامب الخشبة برفقة أكبر مستشاري حملته المقربين، الذين يسن كل منهم أسنانه لتولي مناصب عليا في حكومة ترامب مع حلول شهر يناير/كانون الثاني. وقد شكر ترامب كلاً من رودي جولياني وكريس كريستي والسيناتور جيف سيشنز، الذي قدِم للاحتفال بالنصر المفاجئ، وقوفاً على المسرح بمشاركة عائلتي ترامب وزميله في حملته الانتخابية حاكم إنديانا مايك بينس. ومن المرجح لهذه الأسماء الثلاثة التي تحظى بثقة ترامب، أن توكل لهم مهام ومناصب كبرى في الإدارة الجديدة، حسب تقرير لموقع Politico جنباً إلى جنب مع خطباء ومتحدثين محافظين لامعين كان المرشح الجمهوري قد ابتعثهم وأرسلهم إلى مناطق متفرقة لحشد الدعم لحملته الانتخابية في الأسابيع الأخيرة، وفق تقرير نشرته صحيفة "" البريطانية، الأربعاء 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2016. كذلك قد تسوق الرياح بعض المقربين من ترامب إلى داخل أسوار واشنطن أيضاً، فخبيرة استطلاع الآراء التي تحولت إلى مديرة حملته الانتخابية، كيلي آن كونواي قالت لديلي ميل إنها مستعدة للاضطلاع بدور يوكل إليها في واشنطن. كذلك سكرتيرته الصحفية هوب هيكس التي لمع نجمها في الإعلام السياسي قد تسوقها الرياح جنوباً. ومن الذين كبر رصيدهم لدى الملياردير وحازوا ثقته المطلقة مع نهاية حملته الانتخابية كان صهره جاريد كوشنر، ما يعني أن كوشنر وزوجته إيفانكا ترامب التي ستصبح ابنة رئيس الجمهورية سيكون لهما وجود وحضور كبير في واشنطن. إضافة إلى ذلك يقال إن رئيس اللجنة الوطنية الجمهورية رينس بريبس الذي اعتلى المنصة بكل فخر وسط حفل النصر قد يضطلع بمنصب رئيس موظفي البيت الأبيض. أما سكوتي نيل هيوز، التي كانت أهم الوجوه الإخبارية المفوهة تمثيلا لمعسكر ترامب فقد قالت إنها مستعدة لأي منصب كان طالما أن مرشحها فاز. تقول في رسالة إلكترونية لها بعثتها إلى ديلي ميل "سأساند ترامب وسياساته بأي طريقة فيها مصلحة البلد، قد يكون ذلك بالمتابعة في موقعي الحالي الذي أنا سعيدة جداً به في الإعلام، وقد يكون دوراً آخر رسمياً أكثر في إدارة ترامب". رودي جولياني عندما اعتلى ترامب منصة النصر أجال نظره في المحفل الكبير من حوله باحثاً عن ابن نيويورك رودي جولياني ليقول "أود توجيه شكر خاص لعمدتنا السابق، رودي جولياني. لقد بذل مجهوداً لا يصدق، فقد رافقنا طوال الرحلة والمشوار وفي كل الاجتماعات. رودي هذا لا يتغير". وقال موقع "Politico" إن جولياني يوشك أن يتولى رئاسة الادعاء العام. وجولياني كان عمدة نيويورك السابق الذي أسهم في جعل المدينة تقف على قدميها من جديد إبان هجمات 11 سبتمبر/أيلول، وهو جمهوري قح يقف إلى جانب ترامب. كانت لديه عام 2008 طموحات رئاسية، بيد أنه سحب ترشحه بسرعة بعد أول جولتين من الانتخابات الأولية. فبانضمامه إلى قافلة ترامب تحدث جولياني في المؤتمر الوطني الجمهوري بالنيابة عن ترامب، الذي يعد نفسه مرشح "القانون والنظام" مثلما كان جولياني يظن بنفسه حينما كان ينظف شوارع نيويورك في التسعينيات. كذلك كان جولياني رجل ترامب وأهل ثقته وممثله الذي ناب عنه حينما كان ترامب يعاني بعد مقطع الفيديو المشين الذي تحدث فيه بقذارة عن أسلوبه مع النساء، وهو الوقت الذي كان فيه الجمهوريون ينفضون من حول ترامب متبرئين منه ومن ترشحه. كريس كريستي وعلى منصة حفل النصر كذلك أثنى ترامب على منافس سياسي سابق له هو حاكم نيوجيرزي كريس كريستي. إذ قال ترامب عن كريستي الواقف وسط مرافقيه "أيها الحضور، لقد كان الحاكم كريستي فوق ما يصدق". وكان كريستي نفسه رشح نفسه للرئاسة لهذه الدورةـ غير أنه صعق الوسط السياسي حينما أعلن دعمه لترشح ترامب أواخر فبراير/شباط الماضي قبل أشهر من نهاية الانتخابات الجمهورية الأولية. ويعزى الفضل إلى كريستي في القضاء على المرشح سيناتور فلوريدا ماركو روبيو، الذي كانت الآمال منعقدة عليه لتمثيل مستقبل الحزب الجمهوري، فروبيو الذي أعيد انتخابه البارحة لتمثيل الولاية من جديد في مجلس الشيوخ كان قد لقي من كريستي الكثير من الهجوم الشرس أثناء المناظرة الجمهورية في ولاية نيوهامبشر أوائل فبراير/شباط الماضي. كما كان ترامب يفكر بمكافأة المتحدث والمتكلم المفوه ابن نيوجيرسي بمنحه منصب نائب الرئيس. كريستي الذي حضر احتفال النصر ليلة الانتخاب في فندق Midtown Hilton بنيويورك كان المرشح الذي ظن الجميع أنه سيضمن تولي منصب المدعي العام في جيبه، ولكن مع تورط اثنين من مساعديه في فضيحة بريدج غيت عام 2013 فلعل اسم جولياني يكون أسلم وآمن لتولي ذاك المنصب الحساس بدلاً من كريستي. السيناتور جيف سيشنز كذلك خص ترامب بالذكر السيناتور سيشنز، منوهاً بأنه كان "السيناتور الأول ورجل السياسة الرفيع الأول" الذي يعلن دعمه لترشح ترامب ومشوار حملته الطويل نحو البيت الأبيض. فقال عنه ترامب "إنه يحظى باحترام كبير في واشنطن لأنه من أذكى ما يمكن". ولمكافأته فقد يعين ترامب سيناتور آلاباما سيشنز في منصب وزير الدفاع. لكن الملياردير يفكر أيضاً بتعيين الجنرال الفريق مايكل فلين في ذاك المنصب، إلا أن على الكونغرس حينها الموافقة على إبطال العمل بقانون يقول إن من يتولى وزارة الدفاع عليه أن يكون قد خرج من الجيش قبل 7 سنوات. وفي وقت سابق من هذا العام كان فلين على قائمة ترامب لأفضل مرشحي منصب نائب الرئيس. ومن الأسماء الأخرى المتداولة لرئاسة البنتاغون كل من مستشار الأمن القومي السابق ستيفن هادلي والسيناتور الجمهوري السابق جيم تالنت. نيوت غينغريتش أمام المتحدث السابق في مجلس النواب نيوت غينغريتش خيارات تبدأ من قيادة مجمع الإدارة الأميركية كابيتول هيل، وحتى ترؤس وزارة الخارجية حيث تحوم حوله تقارير كثيرة تقول إنه مرشح لتولي منصب وزير الخارجية. يعد غينغريتش أحد قادة الفكر في الحزب الجمهوري، وكان في شهر مايو/أيار الماضي قد أعلن دعمه لترامب مع اقتراب الانتخابات الأولية من نهايتها. كما كانت لدى متحدث مجلس النواب السابق أيضاً طموحات رئاسية، وبدا أنه يحرز شيئاً من التقدم على ميت رومني، الذي غدا في نهاية المطاف مرشح الحزب الجمهوري الرسمي عام 2012. أما في فريق ترامب فقد غدا غينغريتش مستشاراً لا غنى عنه، كما أدرجه ترامب على قائمة أفضل مرشحيه لتولي منصب نائب الرئيس، مثل كريستي تماماً. من المرشحين البارزين أيضاً لوزارة الخارجية سيناتور ولاية تينيسي بوب كوركر الذي دعم ترامب في حملته؛ وهو حالياً يترأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ. كذلك من المرشحة أسماؤهم لمنصب وزارة الخارجية السفير الأميركي السابق في الأمم المتحدة جون بولتون. الحاكمة سارة بيلين أما سارة بيلين حاكمة آلاسكا سابقاً، التي دعمت ترامب منذ يناير/كانون الثاني وساندته هذا الأسبوع من ديترويت في ميشيغان، التي كان فوزه فيها احتمالاً كبيراً، فهناك الكثير من الأقاويل بأنها قد تتولى منصب وزارة الداخلية. ولعل أشهر مقولات سارة التي تردد اقتباسها عنها كثيراً هي عبارتها الشهيرة "احفر يا حبيبي احفر"، التي قالتها دعماً لمشاريع حفر آبار النفط، كما عرف عنها حبها لصيد الحيوانات. وكانت في الماضي قد ألمحت إلى أنها ترحب بالانضمام إلى فريق إدارة ترامب، مشيرة إلى أنه روحٌ بريّة متمردة في بيت عائلة الحزب الجمهوري. وبيلين نفسها سياسية مخضرمة ألِفت أجواء الحملات الرئاسية، حيث كانت رفيقة حملة سيناتور أريزونا جون ماكين في سباق ترشحه عن الحزب الجمهوري عام 2008. ولكن بعض الجمهوريين الآن يخشون من صعوبة اجتذاب الكفاءات والمواهب، خاصة بين النساء، نظراً للمنافسة الحامية الشرسة التي شهدتها الانتخابات الأولية في أوساط الجمهوريين أنفسهم، ونظراً لأن الكثيرين من علية القوم في الحزب لم يمنحوا دعمهم لترامب. ومن النساء الأخريات اللاتي قد تدرج أسماؤهن في لائحة إدارة ترامب، كل من حاكمة أريزونا جان بروير وحاكمة أوكلاهوما ميري فولين وممثلة ولاية وايومينغ سينثيا لوميس، فجميعهن مرشحات لتولي منصب وزارة الداخلية. هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة "The Daily Mail" البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط .