حافظ المنتخب الكاميروني على تواجده في نهائيات كأس العالم FIFA منذ نسخة إيطاليا 1990، باستثناء دورة ألمانيا 2006 التي غابت عنها الأسود غير المروضة بعد التعادل المخيب على أرضهم أمام المنتخب المصري، في قصة أغرب من الخيال، لما كان الجميع ينتظر تأهل زملاء صامويل إيتو بسهولة إلى النهائيات بعد الفوز الذي عادوا به من أبيدجان أمام كوت ديفوار، لكن ركلة الجزاء الضائعة من بيير وومي والتي كلفته حرق منزله حينها بخرت حلم ملايين الكاميرونيين ليتأهل حينها منتخب كوت ديفوار بقيادة ديديه دروجبا. ورغم الخيبة الكبيرة في 2006، لم يتوقف المنتخب الكاميروني عند تلك الحادثة، بل حافظ على تقاليده وتأهل إلى جنوب أفريقيا 2010 وبعدها بلغ البرازيل 2014 على حساب منتخب تونس لما فاز عليه برباعية مقابل هدف في المباراة المشهورة في يواندي، لتشاء الصدف مرة أخرى أن يواجه الأسود منتخباً عربياً آخراً في طريق روسيا 2018، وهو المنتخب الجزائري الذي يصنفه الكثيرون أنه أحسن منتخب في أفريقيا حالياً. ورغم أن الكل رشّح الجزائر للفوز في أول جولة أمام الكاميرون، لكن أشبال المدرب البلجيكي هيجو بروس وقفوا الند للند وعادوا بنقطة تعادل ثمينة إلى الديار بفضل لاعبين كانوا محاربين فوق الميدان. موقع FIFA.com تحدث مع أحد هؤلاء اللاعبين أرناود سوتشوين دجوم أحد المتألقين في وسط الميدان وساهم في غلق المنافذ أمام رفقاء محرز، وقال عن هذا اللقاء "التعادل الذي حققناه في الجزائر كان بفضل تضامن اللاعبين فوق أرضية الميدان، واللعب بطريقتنا الجماعية المعتادة، مع الاعتماد على المهارات الفنية في الوقت المناسب، فكل هذه الأمور سمحت لنا بتحقيق انطلاقة جيدة في التصفيات." وعلى غرار المنتخبات الأفريقية الأخرى، سيكون منتخب الكاميرون على موعد مع ثاني جولة في التصفيات، عندما يستقبل منتخب زامبيا، وعن هذه المباراة، يقول أرناود "مباراة صعبة خاصة أننا سنلعبها على أرضنا وأمام جمهورنا، لكن بدورنا سندخل بعزيمة كبيرة لتحقيق الفوز، أولاً لحصد النقاط الثلاث، وثانيا لتأكيد النتيجة التي حققناها في الجزائر، ومواصلة النتائج الإيجابية في بداية التصفيات." رغم تعثر الرصاصات النحاسية على أرضها أمام نيجيريا وخسارتها بنتيجة (2-1)، لكنها تبقى عنيدة ولطالما عادت من بعيد وحققت نتائج جيدة، وهو نفس رأي لاعب هيرتس الاسكتلندي، حين صرح قائلاً "رغم النتيجة السلبية لمنتخب زامبيا في بداية المشوار، إلا أن استصغارهم سيكون خطأً كبيراً من جانبنا، لأنهم منتخب يملك إمكانيات كبيرة، وعلينا دخول المقابلة بتركيز كبير واللعب بمستوى عالي لتحقيق الانتصار والنقاط الثلاث." مجموعة صعبة لا تصدق منتخبات الكاميرون ونيجيريا وزامبيا أن الجزائر فقدت الكثير من حظوظها بسبب تعادلها الأول على أرضها، بل يرون أن محاربي الصحراء مجروحين وبإمكانهم العودة في هذه المجموعة وبلوغ روسيا 2018، وأصر أرناود على التحذير من العودة المحتملة للجزائر، قائلا "رغم التعادل داخل الديار أمام الكاميرون، لكن المنتخب الجزائري يبقى المرشح الأول عن هذه المجموعة لبلوغ نهائيات كأس العالم روسيا 2018 FIFA، وهذا لامتلاكهم منتخب قوي مكون من لاعبين كبار يلعبون في أقوى البطولات العالمية." كما يرى وسط ميدان الكاميرون أن المجموعة الثالثة هي الأولى مقارنة بكل المجموعات، وأردف قائلا "التأهل عن هذه المجموعة سيلعب لغاية الرمق الأخير من دون شك،وكل النقاط ستكون ثمينة، لأن المجموعة متكونة من أربعة منتخبات قوية وكلها لديها الإمكانيات لتحقيق التأهل." ولم يخفي أرناود حلمه كلاعب شاب في المشاركة لأول مرة في نهائيات كأس العالم FIFA لما قال "أحلم ككل لاعب بالمشاركة في كأس العالم، وهو حلم كل لاعب كرة قدم أن شارك في هذه المنافسة الكبيرة التي تستقطب أنظار كل العالم في تلك الفترة، فهو حلم أريد تحقيقه." وعلى غرار المنتخب الأفريقية الأخرى، تعرف منتخب الكاميرون على منافسيه في نهائيات كأس أفريقيا الجابون 2017 والمؤهلة إلى كأس القارات روسيا 2017 FIFA، حيث وقعت الأسود غير المروضة مع الجابون، بوركينافاسو وغينيا بيساو، ويقول اللاعب الشاب "المجموعة التي وقعنا فيها متوازنة، ومستوى منتخباتها مرتفع، ونحن كمنتخب كاميروني مطالبين باحترام الجميع وعدم استصغار أي منتخب، وأظن أننا نملك الإمكانيات للتأهل في هذه المجموعة." وقبل أن يختم الحوار تحدث أرناود عن أهداف منتخب بلاده في السنتين المقبلتين، قائلا "هدفنا في دورة الغابون هو لعب المباريات واحدة بواحدة ومحاولة الذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة" مضيفا "الكاميرون منتخب كبير، وسنفعل المستحيل للتألق في كأس أفريقيا لكن بلوغ نهائيات كأس العالم FIFA سيكون أمراً رائعاً."