×
محافظة حائل

أكثر من 350 أسرة منتجة تشارك في معرض #حائل

صورة الخبر

عندما نضع هدفاً واضحاً جلياً أمام أعيننا، فإننا نسخر كل السبل لتحويل صيغة الهدف من صيغة الخيال إلى صيغة الواقع. عندما يتصارع عقلي من طرف، وجسدي المرهق من طرف آخر على صوت المنبه الصباحي المزعج، أي منهما يفوز على الآخر؟ النوم أم الدبلوم؟ الدفء الناعم أم الطموح؟ الهدف الصغير قصير المدى أم الهدف الكبير طويل المدى؟ عندما أقطع طريقي الذي يكافئ 25 دقيقة مشياً متوجهاً إلى عملي الصباحي، في طريق لا رصيف له، على أنقاض قطط نافقة قضت نحبها على الطرقات وبقايا خردة سيارات ونفايات عضوية، أتألم في داخلي، فأحاول أن أُبهج قلبي بالجانب المُشرق، منوهاً عقلي الباطني بأنه مع كل خطوة قدم أتألم فيها، هناك أخرى تتقدم إلى جانبها؛ لترسخ مبدأ الهدف الساعي إليه في طريقي للعمل. وأعود للبيت مسرعاً وقت الظهيرة، لأتناول ما وُفقت أمي في إعداده من طعام، في وقت كان يسمى لديَّ قديماً بوقت القيلولة، ونحو عملي المسائي انطلق مؤجلاً لقائي مع المأخذة إلى الليل، ومحارباً نعسة عيني بهدف طالما يدور في الوجدان. بمجرد أن أستعيد بهجة انتهاء العمل المسائي حتى أتأزم في وسيلة مواصلات تقودني إلى أقرب نقطة لبيتي، فأنتظر، في طريق ظننتُ أنه للركاب، وأنتظر، في ليل خيّم عليه الهدوء المخيف، وأنتظر حتى مرّ ذلك السائق الذي لم أدرك إن كان متعباً من نهار عمل طويل، أو يترنح وكأنه شارب شيء ما، ركبتُ وما بيدي من حيلة غير دعوة رب البرية، وقطع بي الطريق فيما يزيد على الساعة، وعلى أنغام أغنية "عبد القادر يا بوعلام" للفنان الجزائري الشاب خالد، وبشدة صوت تقترب من حد الطرش، وصلنا إلى منطقة في مدينتي، ومن قوة الرائحة، أدركتَ بسهولة أين يذهب طعامك بعد أن تقضيه! فيزول الطرش وتزول الرائحة وتتقوقع في لحظة نشوة مفتخراً بما حققتَ هذا اليوم، فما ينفّك يشاكسُ جسدي المرهق عقلي الباطني: أراكَ سعيداً هناك بالأعلى؟ يُجِيبُ مبتسماً: سعيد لأجلكم، عملكم اليوم لم يذهبْ سُدى، والآن نحن أقرب للهدف من أي يوم سابق، الهدف الذي قُمنا من أجله صباحاً يا رفيق مشاويري! سأكون مستعداً للانتظار، وللتضحية بأهداف الطريق من أجل هدف الغاية، ولتحمل قسوة الطريق لكي أحظى بلحظة هنية تساوي الدنيا وما فيها، سأكون ذلك الصيّاد الذي يقضي جُلّ وقته صابراً من أجل سمكة يفتخر بها أمام زملائه في الميناء، سأكون ذلك الابن العصامي الذي ترك قَصْر والده؛ ليبني بعرق جبينه إمبراطورية لنفسه، سأكون تلك العنكبوت التي أخذت بالأسباب، بنت مصيدتها وصبرت، وما إن جاءتْ فريستها قفزت فرحاً ناسية أياماً من الجوع والتعب، يوماً ما سأكون ذلك الحُلم. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.