وبين فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم, أن الخطيئة إذا خفيت لم تضرّ إلا صاحبها, وإذا ظهرت ولم تغيّر ضرّت العامة, قال عليه الصلاة والسلام "ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أعزّ وأكثر ممن يعمله فلم يغيّروه إلا عمّهم الله بعقاب" رواه أحمد وأشار فضيلته, إلى أن الذنب يعظم خطره إذا جاهر به العبد أو استصغره أو فرح به أو تهاون بستر الله عليه, والذنب على الذنب يعمي والمجاهرة به من أعظم الأوزار, لقوله عليه الصلاة والسلام " كل أمتي معافى إلا المجاهرين" متفق عليه . وشدّد, على أهمية الاستغفار والإنابة إلى الله والرجوع إليه بطاعته وعدم معصيته, فربنا سبحانه الرؤوف اللطيف الحليم إذا أخطأ العباد أنذرهم, فيمنع عنهم القطر ليلجئوا إليه بالاستغفار والإنابة, فإذا كثر الاستغفار وصدر عن قلوب ذليلة لله دفع الله عنها ظروباً من النقم, وصرف عنها صروفاً من البلايا والمحن, قال عز وجل "وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ", فبالاستغفار أنزل عليهم الخير والرحمات, وبه تنال السعاة يعطى كل ذي فضل فضله, وينهمر المطر من السماء, فينعم الخلق بالقطر ويستبشرون بالزرع والأبناء والعيون, قال سبحانه " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا". وختم فضيلته الخطبة, مذكراً أنه مع الاستغفار لابد من ملازمة التوبة, فلا تظلموا خلقاً, ولا تمزقوا بالغيبة عرضاَ, وتسامحوا وتراحموا واتفقوا ولا تشاحنوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا, واحفظوا أموالكم من دنس المحرمات والشبهات, وأكثروا من الصدقة بكسبكم الحلال ترزقوا, وأمروا بالمعروف تخصبوا, وانهوا عن المنكر تنصروا, واسعوا إلى التماس هبات الوهّاب, فربنا كريم ودود, من لجأ إليه أعطاه, ومن قرب منه أدناه, ومن سأله أرضاه, وما ضاق على العباد أمر ولجئوا إليه إلا رزقهم بغير حساب, ولا عظم عليهم خطب إلا جعل لهم معه فرجاً قريباً وأبواب فضله واسعة, فجعل سبحانه من الاستغفار أرزاقاً ومع الدعاء عطاْء, فتوجهوا إليه مستغفرين راغبين مؤملين داعين متوكلين راجين منيبين إليه تائبين تنالوا العطايا من الكريم المنّان. // يتبع // 08:44ت م spa.gov.sa/1557376