يبدو أن غالبية الشعب السعودي بعد صدور القرارات الحكومية مشغول باختيار قبعة التقشف المناسبة والتقيد بتطبيقها كمنهج جديد في حياته, وهذا بالطبع غاية في الأهمية حتى لا يكون هناك عجز في موازنة الأسرة السنوية في ظل الأوضاع الراهنة في المنطقة والتي تستلزم إعادة بنود الصرف وتقليص قائمة الاحتياجات. الغرض من التغير الى قبعة التقشف يأتي نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية و التراجع الكبير في أسعار النفط الى ادنى مستوياته وعدم وجود بدائل دفع الحكومة الي عمل رؤية 2030 بهدف توفير مناخ اقتصاد استثماري عالمي قائم على التنوع الحر و المنافسة التجارية بجانب النفط الذي يعتبر الايراد الوحيد للدخل والمحرك لاقتصادنا الحالي. تبديل قبعة الصرف من الرخاء الى التقشف, ليس بالأمر السهل, ويحتاج الى تغيير الدور الذي كنت تقوم به في السابق على قدر استطاعتك مع التأكد بأداء دور التقشف بشكل جدي من خلال توفير ما يناسبك ويضمن لك العيش بطريقة جيدة وملائمة للمواقف المختلفة. الدور الذي يجب القيام به حاليا هو مراقبة نفسك وأنت ترتدي قبعة التقشف من خلال تغير نمط الخرائط التفكيرية بذهنك مع التدرب على تمارين PMI والتي سوف تساعدك على معالجة افكارك وفهم نقاط القوة والضعف استنادا على تحديد الأولويات والاقتناع بالبدائل المتاحة فالامر ليس مجرد تغير في قبعة تفكيرك بل ايضا ادراك أن هذه المرحلة تمنحنا فرصة كيف ننظم حياتنا على نحو أفضل. عدم قناعتك بالتغير وارتداء قبعة التقشف معناه انك سوف تفقد جانب مهم في حياتك وهو الانضباط المالي والذي سوف يؤثر على حياتك ويفقدك السيطرة على مصاريفك الى حد قد يدخلك الى دائرة الافلاس نتيجة زيادة المصاريف وقد يكون هناك تاثير مضاعف سوف تكتشفه تدريجيا مع مرور الوقت عندما تتصاعد المشاكل في حياتك. ولهذا ناكد أننا لسنا الوحيدين بالعالم الذي نتجه الى ارتداء قبعة التقشف بل هناك شعوب اخرى سبقونا ومنها اليونان واسبانيا وايطاليا وغيرهم من الشعوب التي طالتها ازمات مالية واضطرت الى عمل سياسات تقشفيه كان لها اثار سلبية كبير في حياتهم الاجتماعية و الاقتصادية. ما يهمنا في الوقت الحالي هو تجاوز هذه المرحلة من خلال ارتداء قبعة التقشف وتقبلها في حياتنا واعتبارها عامل ايجابي سوف يساعدنا في معالجة افكارنا وتحسينها الى الافضل من خلال حد العجز بين ما ننفقه ونحصله من ايرادات وهذا يعطينا الفعالية الكبيرة في ادارة المال وتحقيق رؤية 2030 بكل احترافية بعيد عن الازمات !!.
