×
محافظة المنطقة الشرقية

معارك كرّ وفرّ في محيط يبرود بالقلمون

صورة الخبر

دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مجدداً أمس، الرئيسَ الفلسطيني محمود عباس إلى الاعتراف بإسرائيل دولة «يهودية»، كما دعاه إلى الطلب من شعبه أن «يتخلى عن وهْم إغراق إسرائيل باللاجئين». وقال نتانياهو في خطابه أمام المؤتمر السنوي للجنة العلاقات الخارجية الأميركية- الإسرائيلي (آيباك): «أيها الرئيس عباس، اعترف بالدولة اليهودية... وقل للفلسطينيين أن يتخلوا عن وهْم إغراق إسرائيل باللاجئين». وأضاف متوجهاً لعباس أيضاً: «بالاعتراف بالدولة اليهودية، ستجعل من الواضح أنك مستعد تماماً لإنهاء الصراع»، في إشارة إلى المسألة الحساسة التي أصبحت نقطة مهمة في محادثات السلام المتعثرة التي تقودها الولايات المتحدة. وقال إنه في حال توقيع إسرائيل على اتفاق سلام، «فإننا بالتأكيد سنتعرض إلى هجوم من حزب الله وحماس والقاعدة وغيرهم»، ما يعني انه يتوجب على الدولة العبرية الحفاظ على أمنها. وأكد أن حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل ستفشل، وأنها لن تمنع الدولة العبرية من أن تصبح قوة اقتصادية، وقال: «الحركة (المقاطعة) ليست سوى مهزلة. إنها ستفشل». وحذر نتانياهو القوى الدولية من السماح لإيران بالاحتفاظ بالقدرة على تخصيب اليورانيوم، وقال إنه يتعين تفكيك كل تلك التكنولوجيا، مشدداً على وجوب زيادة الضغوط الديبلوماسية على طهران عوضاً عن تخفيف العقوبات الذي عرض على إيران بموجب اتفاق موقت مع الولايات المتحدة وخمس قوى عالمية كبرى أبرم في تشرين الثاني (نوفمبر). وأضاف: «للأسف تتحدث قوى العالم عن الإبقاء على قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم. وآمل بألا تفعل (القوى) ذلك لأنه سيكون خطأ جسيماً. فهو سيترك إيران على عتبة التحول لقوة نووية». واعتبر شعث أن خطاب نتانياهو «إعلان إسرائيلي رسمي من طرف واحد بإنهاء المفاوضات»، مضيفاً: «أعلن نتانياهو اليوم بوضوح رفضه كل قواعد السلام، وكل قواعد المفاوضات النهائية التي اتفقنا عليها مع الإدارة الأميركية، وهي حل قضايا الحدود واللاجئين والاستيطان وكل قضايا الوضع النهائي». وتابع: «نتانياهو أعلن أنه لا يريد قوات دولية، أي يريد قوات إسرائيلية، ولا يريد حلاً لقضية اللاجئين، ويريد الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية، وهذا مرفوض تماماً». واعتبر شعث كلام نتانياهو «تحدياً للإدارة الأميركية، ويقطع الطريق على أي حل قائم على الشرعية الدولية وحل الدولتين ويرفض حقوق الشعب الفلسطيني». وأضاف: «إذا قبلت الإدارة الأميركية هذا الأمر، ولا أعتقد بأنها ستقبل، فنحن سنرفض». وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن في كلمة ألقاها مساء أول من امس أمام «لجنة العلاقات الخارجية الأميركية- الإسرائيلية» (آيباك) المجتمعة في واشنطن رفضه أي دعوة إلى مقاطعة إسرائيل، وقال: «لقد وصلنا إلى لحظة في التاريخ... تتطلب من الولايات المتحدة أن تبذل كل ما هو ممكن للمساعدة في إنهاء هذا النزاع لمرة واحدة وأخيرة». ويأتي خطاب نتانياهو أمام «آيباك» غداة لقائه الرئيس باراك اوباما الذي دعاه إلى اتخاذ قرارات «صعبة» من أجل السلام، فرد عليه بأن الفلسطينيين لم يفوا بالتزاماتهم في هذه العملية. وقال أوباما في مستهل اجتماع مع نتانياهو في المكتب البيضوي: «أعتقد أنه لا تزال ممكنة إقامة دولتين، دولة إسرائيل اليهودية ودولة فلسطين يعيش فيهما الناس بسلام وأمن». واستدرك قائلاً: «لكن هذا الأمر صعب ويتطلب تسويات يقوم بها الجميع»، ملاحظاً أن المهلة المحددة لانتهاء المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين «تقترب وينبغي اتخاذ بعض القرارات الصعبة». من جهته، اعتبر نتانياهو أنه بخلاف بلاده، فإن الفلسطينيين لم يقوموا بما هو ضروري في هذا الملف. وقال إن «الأعوام العشرين التي مضت منذ دخلت إسرائيل في عملية السلام طبعتها إجراءات غير مسبوقة اتخذتها إسرائيل للدفع بالسلام. لقد انسحبنا من مدن في يهودا والناصرة (الضفة الغربية). لقد أخلينا قطاع غزة تماماً، لم نكتف بتجميد مستوطنات، بل قمنا بتفكيك مستوطنات برمتها. لقد أفرجنا عن مئات الإرهابيين، بينهم عشرات في الأشهر الأخيرة». وأضاف: «حين تنظرون إلى ما حصلنا عليه في المقابل، إنها اعتداءات انتحارية عديدة، وآلاف من الصواريخ أطلقت على مدننا من مناطق قمنا بإخلائها، وتشجيع الفلسطينيين من دون توقف على كره إسرائيل. إذاً، إسرائيل قامت بما يتوجب عليها القيام به، وأنا متأسف لقول ذلك، إلا أن الفلسطينيين لم يقوموا بالمثل». وقبل أن يتطرق إلى مفاوضات السلام، تحدث نتانياهو أولاً عن إيران، مؤكداً لأوباما أن ملفها النووي يمثل التحدي «الأكبر» الذي يواجهه البلدان. وقال: «التحدي الأكبر من دون أدنى شك هو منع إيران من امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية»، داعياً إلى تفكيك كامل للمنشآت النووية الإيرانية. وغادر نتانياهو البيت الأبيض بعد نحو ثلاث ساعات من وصوله. من جانبه، رحب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، الذي وصل إلى واشنطن أمس، بمواقف اوباما، واصفاً النظرية القائلة بأن الاستيطان سيساهم في تحسين أمن إسرائيل، بأنها «وهم»، وقال: «على نتانياهو أن يفهم ذلك، إنها الحقيقة». ومن المقرر أن يستقبل اوباما في 17 آذار (مارس) الرئيس محمود عباس. عباس ووقف الاستيطان في غضون ذلك، قال مسؤول فلسطيني ومصادر إسرائيلية أمس إن الرئيس عباس اكد استحالة تمديد مفاوضات السلام الجارية مع إسرائيل من دون وقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى. ونقل عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» محمد المدني عن عباس قوله خلال لقاء جمعه في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله مع زعيمة حزب «ميريتس» اليساري الإسرائيلي زهافا غالؤون أول من امس: «لا يمكن أن تستمر المفاوضات مع استمرار الاستيطان». وقال بيان عن مكتب غالؤون إنه بالإضافة الى مطالبته بوقف الاستيطان، فإن عباس سيطالب أيضاً بإطلاق «المزيد من الأسرى بعد الدفعة المقبلة، بما في ذلك النساء والشبان والمعتقلين الإداريين». وكان لقاء عباس- غالؤون جرى قبل ساعات من لقاء جمع الرئيس باراك أوباما بنتانياهو في واشنطن.