أشارت مجلة ناشونال إنترست الأميركية إلى الهجوم الذي تشنه القوات العراقية والتحالف الدولي على الموصل لاستعادتها من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، وقالت إن الانتصار العسكري لا يعتبر حقيقيا على المستوى الإستراتيجي. وأوضحت -من خلال مقال للكاتب جاك غولدستون- أن مرحلة ما بعد استعادة الموصل تشكل مهمة صعبة فيما يتعلق بإعادة إعمارها، وذلك على شاكلة الصعوبة التي ظهرت في أعقاب الحرب على أفغانستان أو غزو العراقنفسه. وأضافت أن قوات التحالف ربما تكون على وشك استعادة الموصل من سيطرة تنظيم الدولة، ولكن لا ينبغي لها التفكير فقط بالنصر العسكري، بل إن عليها التفكير بما جرى في العراق أو ليبيا في أعقاب تخليصهما من الحكم الدكتاتوري. وأوضحت أن استعادة الموصل لن تسفر عن السلام والاستقرار في حال عدم وجود التخطيط اللازم والموظفين القادرين على القيام بالمهام الكبرى لحفظ النظام، وأشارت إلى ضرورة توفير الخدمات العامة لأهالي الموصل وإلى إيجاد هيئة إدارية شاملة وفعالة في المدينة. البشمركة بغطاء مدفعي وجوي تتقدم نحو بعشيقة(الجزيرة) حرب طائفية وقالت المجلة إنه إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة لمرحلة ما بعد استعادة الموصل فإنه يخشى من الانزلاق لحرب طائفية، وإن الأسواء قد يتمثل في انتشار الصراعات الطائفية عبر المنطقة، وبالتالي تهديد استقرارها على النطاق الأوسع. وأشارت إلى التعدد العرقي والطائفي الذي كان سائدا في الموصل قبل سيطرة تنظيم الدولة، وقالت إنها كانت تضم مسلمين سنة وشيعة وأكرادا ومسيحيين وآشوريين، وإن الأقليات التي سبق لها الفرار من المدينة سرعان ما تحاول العودة إليها. وأضافت أن تصادم المصالح بين الأغلبية السنية في الموصل والحكومة العراقية بقيادة الشيعة كان من أبرز الأسباب التي مكنت تنظيم الدولة من السيطرة على المدينة منتصف 2014. وقالت إن من الضروري إعداد مجلس محلي متنوع وشامل مؤلف من الأعراق الرئيسية والتركيبة السكانية للموصل، وأن يرتبط هذا المجلس بعلاقات متينة مع الحكومة الوطنية في بغداد وأن يجد الاحترام من جانبها في المقابل. وأشارت إلى العديد من الإجراءات الأخرى الواجب اتخاذها والمتعلقة بحفظ الأمن وإعادة اللاجئين وتوفير الخدمات الأساسية والطبية وإعادة الأمل إلى السكان نحو حياة أفضل، وذلك خشية العودة إلى العنف والفوضى بشكل أكبر.