في بضع سنين، لن يستغرق الانتقال بين دبي وأبوظبي اللتين تفصل بينهما مسافة 150 كيلومتراً، أكثر من 12 دقيقة، في حال أنجزت شركة «هايبرلوب وان» الأميركية خط القطار الفائق السرعة الذي تكاد سرعته تفوق سرعة الصوت. والثلاثاء، وقعت شركة «هايبرلوب وان» الأميركية مع السلطات في إمارة دبي اتفاقاً لاجراء دراسة تقييم لجدوى انشاء هذا القطار في الإمارات، وسوف تفسح الاتفاقية المجال أمام عصر جديد من السفر فائق السرعة إلى جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك 48 دقيقة إلى الرياض، 23 دقيقة إلى الدوحة، 27 دقيقة إلى مسقط و36 دقيقة إلى الكويت. وقال بوب لويد مدير الشركة التنفيذي قبل حفل التوقيع «نحن هنا لتوقيع اتفاق تاريخي مع شركائنا في هيئة الطرق والمواصلات في دبي..، وسنبدأ بتقييم امكانية انشاء أول نظام هايبرلوب في العالم». وأوضح أمام صحافيين «سنركز في البداية على الفائدة التي ستقدمها +هايبرلوب وان+ في دبي وسائر ارجاء دولة الإمارات العربية المتحدة». وتقوم فكرة هذا القطار على نقل الركاب في حجرات تتحرك بسرعة فائقة في نفق مضغوط. وفي مايو الماضي، أجرت الشركة في الصحراء الأميركية أول تجربة علنية على القطار الفائق السرعة في مشروع يرمي إلى نقل الركاب مسافة 600 كيلومتر في نصف ساعة، إذ أن الحجرة يمكن أن تنطلق بسرعة تصل إلى 1200 كيلومتر في الساعة. وبحسب القيمين على مشروع القطارات الفائقة السرعة، يمكن نقل الركاب والبضائع بين امارتي دبي وأبوظبي بما لا يزيد عن 12 دقيقة. ويمكن بعد ذلك أن تتسع شبكة هذه القطارات، لتصل دبي بالرياض في 50 دقيقة، علماً أن الرحلة بالطائرة بين المدينتين تستغرق ساعتين. وأكد لويد أن شركته التي يعمل فيها ألفا شخص تخوض مباحثات مع أبوظبي أيضاً لمشروع مماثل، وأن لقاء مع المسؤولين فيها قد يعقد في الأيام المقبلة. التنفيذ لم يحدد أي موعد لانشاء خط القطارات، لكن لويد أوضح أن الأمر قابل للتنفيذ في خمس سنوات من الناحية التقنية. وقال مطر الطاير المدير العام لهيئة الطرق والمواصلات في دبي أن كلفة المشروع ستكون «عاملاً مهماً» في اتخاذ القرار بالمضي قدماً، إضافة إلى السلامة ودراسات السوق. وشدد على أن الاتفاق الموقع الثلاثاء لا ينص على البدء بالمشروع، وانما فقط على دراسة جدواه الاقتصادية، مشيراً إلى أن هيئة الطرق والمواصلات تطمح إلى تطوير وسائل النقل الآلية في دبي بحلول العام 2030. وتؤكد «هايبرلوب وان» أن قطاراتها الفائقة السرعة أكثر أمناً من الطائرات، وأقل كلفة من القطارات السريعة، ولا تستهلك من الطاقة نسبة لعدد الركاب أكثر مما يستهلكه راكب دراجة هوائية. ماسك وتراود فكرة الحجرات التي تسافر سريعاً في نفق لا تحتك بجوانبه العلماء وأصحاب الخيال العلمي منذ زمن طويل، لكن الفضل في وضعها على سكة التنفيذ يعود إلى الملياردير الأميركي ايلون ماسك صاحب الابتكارات الثورية، مثل السيارات الكهربائية «تيسلا»، وهو نفسه مالك شركة «سبايس اكس» الفضائية التي تتعاون معها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في مجال الشحن الفضائي. وتقول شركة «هايبرلوب وان» أنها رصدت لمشروع القطارات الفائقة السرعة مبلغ 160 مليون دولار. والشهر الماضي، أعلنت شركة موانئ دبي العالمية استثمارها في شركة «هايبرلوب» لتنضم إلى الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديد وشركة «جنرال الكتريك» الأميركية وصندوق الدولة الروسي (ار دي آي اف). وتعد دبي حاضرة ثقافية وسياحية في المنطقة تطمح إلى التجديد والابتكار والاستثمار في التقنيات الحديثة، وهي جذبت في العام 2015 أكثر من 14 مليون سائح. وازاء الازدحام في حركة السير في شوارعها، أطلقت في سبتمبر الماضي مشروع الحافلات الصغرى من دون سائق في مرحلة تجريبية. وهذه الحافلات من تصميم شركة «ايزي مايل» الفرنسية ومجموعة «اومنيكس» ومقرها في دبي، وهي تعمل بدفع محرك كهربائي على مسار محدد، في سرعة تصل إلى أربعين كيلومتراً في الساعة.