مرة جديدة أثبت الحوثي ومن خلفه أربابه في إيران أن حقدهم على قبلة المسلمين ليس وليد الساعة، بل هذا الحقد عمره مئات السنين وبدأ مع محاولة أبرهة الحبشي غزو مكة وهدم الكعبة، لرفض العرب استبدالها بالحج إلى معبد كبير قام أبرهة الحبشي ببنائه لإظهار الولاء المطلق للنجاشي! إن التاريخ اليوم يعيد نفسه، ولكن بصورة جديدة وأشخاص جدد، إنه الخامنئي الحاقد على أرض الحرمين وعلى بيت الله الحرام، والذي أرسل سابقا مجموعات إرهابية لاستهدافه في حادثة شهيرة هي الحادثة الثانية للحرم المكي، والتي تمت في حج سنة 1409/1989 في الساعة العاشرة مساء، حيث حدث انفجاران، الأول في أحد الطرق المؤدية إلى الحرم المكي، والآخر فوق الجسر المجاور للحرم المكي، وبحسب المعلومات حينها فإن المجموعة الإرهابية التي نفذت العملية حصلت على المتفجرات من السفارة الإيرانية في الكويت وقامت بتهريبها إلى السعودية حيث قامت بزرعها وتفجيرها. لم يكن هذا الاعتداء هو الأول ولم يكن الأخير، فخلال حج عام 2015 قامت بعثة الحج الإيرانية بارتكاب مخالفات والسير بشكل معاكس للحجاج، مما تسبب في مقتل العشرات منهم في محاولة لزرع الفتنة والخلاف بين المسلمين وإفشال موسم الحج! فمن لم يقرأ عن الاعتداء الذي تعرضت له الكعبة وهو الأكثر جدية وخطورة؟ ففي عام 930 ميلادي، 317 للهجرة، هاجم القرامطة مكة في موسم الحج، واعتدوا على الحجاج و"استحلوا حرمة البيت الحرام"، فخلعوا باب الكعبة وسلبوا كسوتها ونهبوا وسلبوا المدينة، وقتلوا حسب مصادر تاريخية حوالي 30 ألف شخص بين سكان المدينة الأصليين والحجاج، كما حملوا الحجر الأسود ليبقى معهم 22 سنة قبل أن يعود إلى مكة. ومن منا لا يستمع إلى التهديدات الدائمة التي يطلقها مقربون من إيران من سياسيين ورجال دين وعسكريين يتوعدون باحتلال الكعبة ورفع رايات طائفية عليها، بالإضافة إلى السعي الدائم لدى القيادات الدينية في إيران إلى تشجيع مواطنيهم وأتباعهم من أفضلية الحج إلى النجف وكربلاء، عوضا عن مكة المكرمة، والطلب الدائم في كل سنة من المجتمع الدولي بوضع المدينة وموسم الحج تحت وصاية إسلامية، مما يؤكد حجم الحقد الذي يحمله هؤلاء لمكة والمسلمين! نعم، إن الخامنئي هو أبرهة الحبشي في هذا العصر وهو عدو لبيت الله الحرام وهو الذي يحرض ليلا نهارا من أجل مقاطعة مواسم الحج والعمرة، وهو أيضا الذي يمد الحوثي بالصواريخ الإرهابية التي استهدفت المدن السعودية واقتربت من مكة المكرمة في آخر اعتداء! للبيت رب يحميه بلا شك، وكما قال الله سبحانه وتعالى: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) وهذا ما سيحصل للنظام الإيراني وأدواته من البحرين إلى لبنان، حيث يكون الانتصار للإسلام والمسلمين والهزيمة لإيران والمرتدين التابعين لها على حساب أوطانهم ودينهم وأعراضهم! لقد حول النظام الإيراني أنظار حلفائه والتابعين له عن مكة المكرمة ليجعل من كربلاء أرضا مقدسة للحج، وتاجر بالمراقد الدينية المنتشرة في سورية والعراق ولبنان لمصالحه، وتراه يجن جنونه عندما يصيب هذه المراقد أي أذى نتيجة الإرهاب الذي صنعوه ويدعمونه فكيف ارتضى هذا النظام لبيت الله أن يصبح هدفا لصواريخ صنعت في إيران وأُطلقت باتجاه البيت الحرام بأوامر الحرس الثوري الذي يقوده الخامنئي؟ يبدو أن الإيراني لا يعرف أن لصبر المملكة العربية السعودية حدودا، وأن استمرار الحوثي ومن خلفه إيران في التطاول على أرض الحرمين وشعبها سيكلف النظام الإيراني الكثير، ولن ينفع ساعتها أي ندم، وأن من استطاع أن يمنع أبرهة الحبشي من هدم الكعبة بطيور من أبابيل تحمل حجارة من سجيل سيمنع الخامنئي أيضا وميليشياته من تحقيق أي هدف داخل المملكة والخليج العربي. لقد ظهر لنا جميعا أن الحوثي وحزب الله وميليشيات الحشد هم الفيلة في جيش أبرهة الخامنئي، وأن نهايتهم ستكون كنهاية أبرهة الحبشي، فلا خوف على مكة ولا على أهلها وزوارها. في النهاية أقول للشعب السعودي وقيادته الحكيمة، من كان مع الله كان الله معه، أنتم الشعب الذي يحمل الأمانة ويحمي ويخدم بيت الله الحرام، وثقة العالم الإسلامي كلها بكم وبقيادتكم الشجاعة، ونحن كما قلنا سابقا نكرر ونقول إننا جنود في جيش سلمان بن عبدالعزيز في الدفاع عن المملكة وشعبها والعالم العربي والإسلامي.