أعلنت السلطات الألمانية توجيه «ضربة مهمة» الى الإسلاميين على أراضيها، بعد توقيف خمسة أفراد، بينهم ثلاثة دعاة، اتُّهموا بتشكيل «شبكة إقليمية سلفية» تعمل لمصلحة تنظيم «داعش». وأوقف الخمسة خلال حملات دهم شملت ولايتَي سكسونيا السفلى وشمال رينانيا - وستفاليا. وسلمت أجهزة الأمن الخمسة إلى النيابة العامة للتحقيق معهم، قبل إحالتهم على القضاء في كارلسروه، علماً أن أعمارهم تراوح بين 26 و50 سنة. وأعلن مكتب الادعاء أن «المشتبه بهم الخمسة شكّلوا شبكة إقليمية سلفية جهادية يرأسها المتهم أحمد عبدالعزيز عبدالله»، مضيفاً أن «هدف الشبكة إرسال أشخاص للانضمام الى تنظيم داعش في سورية». وتابع أن تركياً يُدعى حسن س. وألمانياً صربياً يُدعى بوبا س. كُلِّفا تعليم المجندين اللغة العربية وتدريسهم مواد إسلامية «متشددة». وأشار المكتب الى أن زعيم المجموعة ترك تنفيذ الخطط العملي لرجلين أوقفا أيضاً، هما الألماني محمود و. والكاميروني أحمد ف.ي. وزاد أن الشبكة أرسلت شاباً واحداً على الأقل وعائلته الى سورية، للانضمام الى «داعش». وأفادت معلومات حصلت عليها النيابة العامة الألمانية من ألماني يُدعى أنيل أو. (22 سنة)، هرب من القتال في صفوف «داعش» في سورية، بعد أشهر على وصوله إليها، بأن زعيم المجموعة هو الداعية السلفي أحمد عبدالعزيز عبدالله، المُكنّى «أبو العلاء» (32 سنة)، وهو عراقي ينشط في مسجد مدينة هيلدسهايم في ولاية سكسونيا السفلى، ويُعتبر أبرز قياديّي «داعش» في ألمانيا. وركّز عمل «أبو العلاء» ورفاقه على تجنيد مسلحين للتنظيم، وتدبير طرق إيصالهم إليه في سورية والعراق. وكانت السلطات الأمنية تشتبه بـ»أبو العلاء» الذي يتحدث الألمانية بطلاقة ويخطب بها، لذلك فتّشت مسجد مدينة هيلدسهايم في تموز (يوليو) الماضي، بعد تأكدها من أن 20 إسلامياً غادروا ألمانيا إلى سورية والعراق، كانوا يترددون إليه قبل ذلك في شكل لافت. ولم يكن «أبو العلاء» يخفي في خطاباته انتسابه الصريح إلى «داعش». واعتبر وزير العدل الألماني هايكو ماس، أن توقيف الخمسة «يشكّل ضربة مهمة للإسلاميين» في بلاده، فيما شدد وزير الداخلية توماس دي ميزيير على أهمية منع «تطرف» الأفراد، بحيث «قد يصبحون إرهابيين». وأضاف: «لا نريد إرهاباً في ألمانيا، ولا تصديره منها». وأفادت الأرقام الرسمية لجهاز الاستخبارات الألماني في أيار (مايو) الماضي، بأن 820 متشدداً غادروا ألمانيا الى سورية والعراق، عاد حوالى ثلثهم وقُتل 140، وما زال 420 منهم في هذين البلدين. ويُقدّر الجهاز عدد المسلمين المتشددين في ألمانيا بحوالى 8900 شخص، اعتبر مسؤولون أمنيون أن 500 منهم فقط يشكّلون تهديداً أمنياً. في غضون ذلك، كشف محققون فرنسيون أن متشدداً بلجيكياً مغربياً يُدعى أسامة عطار، كان أحد المنسقين من سورية للهجمات التي شهدتها باريس وبروكسيل، وتبنّاها «داعش». وقالت مصادر أن المحققين يعتقدون أن الاسم الحركي «أبو أحمد» الذي ورد في التحقيقات، يخفي وراءه هذا المتشدد الذي بات عضواً في التنظيم. وأضافت أنه «المنسق الوحيد من سورية الذي حُدِّدت هويته، في إطار التحقيقات». وبرزت كنية «أبو أحمد» في التحقيق بعد الهجمات، إثر توقيف الجزائري عادل حدادي والباكستاني محمد عثمان في 10 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وكانا وصلا في 3 تشرين الأول (أكتوبر) 2015 الى جزيرة ليروس اليونانية، مع مهاجرين، ومع انتحاريَّين عراقيَّين فجّرا نفسيهما خارج ملعب «ستاد دو فرانس» في باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ورجّح حدادي أن يكون أسامة عطار هو «أبو أحمد»، مشيراً الى أنه نظم مجيئه وعثمان، من سورية الى أوروبا. وأقرّ بتكليفهما تنفيذ التفجيرات في باريس. وعطار هو قريب للشقيقين البكراوي اللذين فجّرا نفسيهما خلال هجمات بروكسيل، ومعروف لدى أجهزة الاستخبارات منذ سنوات. الى ذلك، أعلنت وزارة العدل الأميركية أن هارون ترافيس دانيلز المعروف باسم هارون محمد أو أبو يوسف (20 سنة)، وهو من أوهايو، أوقف خلال محاولته التوجّه الى ليبيا، للانضمام إلى «داعش»، علماً أنه اتُّهم بمحاولة تقديم دعم مادي للتنظيم.