كشف ميهاي كونستانتين كومان؛ سفير رومانيا في السعودية، عن مفاوضات مشتركة تجري بين البلدين لتصدير الأعلاف بأسعار معقولة، مشيرا إلى أن بلاده تمتلك أكبر مزارع إنتاج أعلاف على مستوى دول الاتحاد الأوروبي، بحكم موقعها الجغرافي والمناخ الجيد للبلاد. وأضاف السفير الروماني في حوار مع «الاقتصادية»، أن بلاده مستعدة لتقديم تسهيلات للمستثمرين السعوديين، منها 16 في المائة إعفاء من ضريبة الأرباح، كما أنه يمكن الاستفادة من نسبة الأرباح المعاد استثمارها في استيراد المعدات التكنولوجية الجديدة المستخدمة لأغراض تجارية. وقال إن المستثمرين السعوديين بإمكانهم الاستفادة أيضا من خصم يبلغ 50 في المائة من القيمة المالية للأصول للسنة الأولى من الاستثمار وعديد من المزايا المالية الأخرى. وأشار إلى أنه من أجل دعم رواد الأعمال والمستثمرين، تقوم الحكومة الرومانية بتسهيل إجراءات الأعمال التجارية والاستثمارية، وتقليل الوقت اللازم لهذه الإجراءات، وتقليصها من 29 يوما إلى أقصى حد وهو عشرة أيام، وفيما يلي تفاصيل الحوار.. بداية، كيف تنظرون إلى استثمارات الشركات السعودية في الاقتصاد الروماني؟ قرار المستثمرين السعوديين الذين توجهوا للاستثمار في رومانيا، يعتبر حكيما، لأن أسواق رومانيا الاستثمارية مزدهرة باعتبارها دولة مستقرة اقتصاديا، وتعد الأسرع نموا على المستوى الاقتصادي بين دول الاتحاد الأوروبي وفق إحصائيات العام الماضي. وحقيقة لا يزال هنالك الكثير من الفرص الاستثمارية التجارية للشركات السعودية، وأحب أن أؤكد أن رومانيا تمثل سوقا جيدة ولديها تقاليد تجارية تاريخية قديمة، وتعد شريكا موثوقا لدى جميع الدول الأوروبية الأخرى، ويمكن أن تستخدم أو تلعب دورا استراتيجيا بين منطقتي الشرق الأوسط وأوروبا الغربية. ما نوع الاستثمارات الموجودة حاليا بين السعودية ورومانيا؟ تتركز الاستثمارات السعودية التي تعد الأكثر أهمية في عدة مجالات مثل الكهرباء والأسلاك الكهربائية، والألواح، والحديد الصلب وغيرها من المنتجات التي تشتهر بها منطقة رومانيا، أما المجالات الأخرى التي تستهدفها الشركات السعودية هي أنظمة العقارات والمياه والنقل، كما أن الشركات الرومانية، تستهدف مجالات، الكهرباء، وأنظمة الإضاءة، والأنابيب غير الملحومة، والمنتجات المعدنية ونظام النقل. ما حجم التبادل التجاري بين البلدين؟ وهل هناك توقيع لاتفاقيات تعاون وشراكة تجارية خلال الفترة المقبلة؟ يمكننا أن نقدر التبادل التجاري بين الرياض وبوخارست خلال التسعة الأشهر الأولى من عام 2016 بنحو 400 مليون دولار، وهذا الرقم أقل بكثير من الإمكانات الحقيقية لاقتصادي البلدين، وفي هذا الاتجاه فإننا نشجع الشركات في كلا البلدين على إظهار المزيد من النشاطات والحركة، وحقيقة من المؤسف أن ثمار طبيعية معروفة توجد في مزارع رومانيا ومنتجات كالخضراوات والجبن ولحم البقر والغنم ليست موجودة على رفوف محال السوبر ماركت المنتشرة في السعودية، ونلاحظ أن المسافة جوا قريبة بين السعودية ورومانيا لا تستغرق سوى نحو خمس أو أربع ساعات. أما فيما يخص الإجابة عن الجزء الثاني من السؤال السابق الخاص باتفاقيات التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، فإنه كما نعلم جميعا أن رومانيا هي عضو معتمد كامل العضوية في الاتحاد الأوروبي منذ كانون الثاني (يناير) عام 2007، ويقوم تعاوننا مع السعودية على قاعدة وأساس اتفاق عام بين الاتحاد الأوروبي والمملكة. تمثل الزراعة القطاع الأكثر جاذبية في الاقتصاد الروماني للمستثمرين السعوديين، كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟ وما التسهيلات المتاحة لهم؟ حتى هذا العام، لا تمثل الزراعة الهدف الرئيس للمستثمرين السعوديين، وللعلم أنه خلال هذه الأيام هنالك زيادة مستمرة في عدد المستثمرين السعوديين في رومانيا الذين سجلوا في ملفات الاستثمار، حيث يراقبون عن كثب ليكونوا مستثمرين كبارا لهم دور في قطاع الزراعة الرومانية، وذلك من خلال الهدف بتأسيس شركات لمشاريع زراعية مشتركة أو على نهج شراكات ثابتة على المدى الطويل. وفي هذا الصدد فإن كل مستثمر سعودي يرغب في الاستثمار في رومانيا ويريد أن يطور أعماله، تتفاوض السلطات المحلية والمركزية معه على تقديم حوافز استثمارية وكذلك تخفيض الضرائب، وأيضا تسهيل توظيف موظفين محليين معه ذوي خبرة في مجال العمل والاستثمار المطلوب تنفيذه، وكذلك تحسين البنية التحتية لربط المزارع والمصانع من خطوط الإنتاج الرئيسة حتى يتسنى للمستثمر السعودي الوصول إلى الأسواق المطلوبة. وأيضا، لدعم رواد الأعمال والمستثمرين، تقوم الحكومة الرومانية بتسهيل إجراءات الأعمال التجارية والاستثمارية، وتقليل الوقت اللازم لهذه الإجراءات وتقليصها من 29 يوما إلى أقصى حد وهو عشرة أيام. كما أنه من المميزات التي يمكن للمستثمرين السعوديين الاستفادة منها، أن هنالك 16 في المائة إعفاء من ضريبة الأرباح، كما أنه يمكن الاستفادة من الأرباح المعاد استثمارها في المعدات التكنولوجية الجديدة المستخدمة لأغراض تجارية، علاوة على خصم يبلغ 50 في المائة من القيمة المالية للأصول للسنة الأولى من الاستثمار وعديد من المزايا المالية الأخرى. السعودية في حاجة لاستيراد الأعلاف، هل لدى رومانيا الاستعداد لتصديرها بأسعار معقولة؟ ربما يعرف الجميع أن رومانيا تمتلك أكبر المزارع في إنتاجها للأعلاف على مستوى دول الاتحاد الأوروبي، بحكم موقعنا الجغرافي والمناخ الجيد للبلاد، وأن إنتاج الأعلاف يعد عاليا، ونمتلك نوعيات ذات جودة جيدة وبأسعار عادلة ومعقولة، ويمكنا أن نصدر ونمد الأسواق السعودية بكميات كبيرة، ولدينا شركات زراعية في رومانيا ذات خبرة طويلة في هذا المجال، وبالفعل سجلنا قمة الاهتمام من الجانب السعودي في هذا المجال، حيث يرغبون في استيراد الأعلاف من بلادنا.