بيروت 07 صفر 1438 هـ الموافق 07 نوفمبر 2016 م واس تميز لبنان مع نهايات القرن الثامن عشر والنصف الأول من القرن التاسع عشر الماضي بنهضة أدبية وثقافية واسعة بدأت مع أواخر الوجود العثماني والانتداب الفرنسي وقد ظهر في تلك الحقبة المئات من الأدباء والشعراء والعلماء والفلاسفة والمفكّرين جلهم من بلاد الشام من بينها لبنان، ومن أبرز هؤلاء جبران خليل جبران وأمين الريحاني وتوفيق يوسف عواد وغيرهم ممن ساهموا في تعزيز النهضة الأدبية والعلمية العربية والمحافظة على لغة العرب وعلومهم وإرث فلاسفتهم كتراث وقاموا بصوغ إنتاجهم الفكري والعلمي ومواكبة الثورة العلمية الكبرى ومجالات تطورها وأهمها تعريب المصطلحات العلمية وإدخالها إلى القاموس العربي بأرقى ما يكون الفن والإبداع. وترافق مع هذه النهضة الأدبية والثقافية ظهور المطابع التي قامت بإبراز النهوض الفكري والأدبي والعلمي في كتب ومنشورات حيث اشتهرت بلدة الخنشارة بمنطقة جبل لبنان باحتوائها على إرث فـريد من نوعه وهو المطبعة العربية الأولى في الشرق التي تأسست عام 1733م وطبعت أول كتاب بالحرف العربي كان بعـنوان (ميـزان الزمـان) وفيما بعد اتخذ قرار بتحويل المطبعة إلى متحف جرى افتتاحه في احتفال رسمي في العام 1998م وتأسست في بيروت عام 1751م أول مطبعة وهي مطبعة (مار جاورجيوس) وتوقفت عن العمل بوفاة مؤسسها الشيخ يونس نقولا جبيلي عام 1834م . والجدير بالذكر أنه مع بدء نشاط المطبعة الأميركية في بيروت إنطلق (الحرف المشكول) الذي بات يعرف باسم (الحرف الأميركاني). كما أن نشوب الحرب العالمية الأولى 1914 ـ 1918م أثر تأثيرا مباشرا على حركة الصحافة وحركة الطباعة معًا حيث أقفل المزيد من الصحف والمطابع وبعد انتهاء الحرب ودخول الفرنسيين إلى لبنان نشطت من جديد الحركة الصحافية والطباعية في لبنان وعدد من دول الجوار. ومن أبرز المطابع في بيروت مطبعة "دار صادر" التي تأسست عام 1863م والتي اهتمت بطبع الجريدة اللبنانية الرسمية المتخصصة بنشر القرارات والمراسيم الصادرة عن الجهات الرسمية اللبنانية كمجلس النواب ومجلس الوزراء بالإضافة إلى إصدار المطبوعات والمنشورات القانونية والحقوقية كما وأن مطبعة عيتاني تميزت آنذاك بأهميتها لكونها من المطابع الأولى التي استخدمت الـ (الأوفست) ومطبعة جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية التي تأسست عام 1936م وكانت متخصصة بطباعة الكتب المدرسية. ولا يمكن أن نغفل ارتباط الطباعة بفن التجليد الذي عرفته بيروت منذ العهد العثماني في مطابعها الشهيرة .. وما يزال فن التجليد في بيروت ولبنان حتى اليوم من أهم المهن في المنطقة العربية ومن أفضلها مستوى ونوعية ومن المصانع الهامة في فن التجليد في بيروت معامل البساط وبعينو وحمصي وغيرها. وفي معرض الحديث مع (صاحب دار صادر للنشر) نبيل صادر عن دور النشر في لبنان تحدث لـ"وكالة الأنباء السعودية" في بيروت عن عدد دور النشر حاليا في لبنان مقارنة مع ما كانت عليه في الماضي، مشيرا إلى أن: "عددها في لبنان يتجاوز حاليا الستمئة دور وهي مسجلة في نقابة، كما أن هنالك أيضا عدداً لا بأس به من دور النشر التي حصلت على تراخيص من وزارة الإعلام اللبنانية ولم تنتسب بدورها إلى نقابة الناشرين .. مبينا أن العدد العامل والناشط من دور النشر في لبنان لا يتجاوز المئة والخمسين في الوقت الحاضر. وردا على سؤال قال صادر إن من بين دور النشر العاملة حاليًا هي دار صادر ومكتبة لبنان والدار العربية للعلوم ودار الفكر ودار الكتب العلمية وبيسان والفرات ودار الساقي ودار رياض الريس ودار الفارابي وغيرها. وبسؤاله عن أبرز معارض الكتب في لبنان حاليا أوضح صادر أن أشهر معارض الكتب في لبنان هي معرض بيروت العربي الدولي للكتاب ومعرض انطلياس للكتاب ومعرض طرابلس للكتاب بالإضافة إلى معرض الكتاب للدول الناطقة باللغة الفرنسية "الفرانكوفون". // يتبع // 16:03ت م spa.gov.sa/1556432