×
محافظة المنطقة الشرقية

ترشيد بدلات الموظفين.. هل يخفض إيجارات المساكن؟

صورة الخبر

أمام محل طيور بمنطقة السيدة عائشة تقف «محروسة»، امرأة فى عمر الستين، تظهر عليها علامات الفقر والحزن، تتشاجر مع عامل بالمحل، قائلة: «ليه 6 جنيه مرة واحدة، حرام عليك يابنى حتى الهياكل غليتوها علينا.. دول شوية عضم.. مال العضم بالغلا طيب.. أعمل إيه أنا دلوقتى». أمام المحل جلست تبكى فى حسرة وخوف لعدم كفاية معاشها لمستلزمات بيتها بعد الغلاء الذى طال «أكل الغلابة» على حد قولها، متمتمة بكلمات: «يا رب الغلابة إكرمنا.. الفلوس مش هتكفى لآخر الشهر بالمنظر ده». موجة غلاء الأسعار التى طالت العديد من السلع الأساسية مثل السكر والزيت، لم ترحم هياكل الفراخ التى يستخدمها «البسطاء» فى طهو أكلاتهم بديلاً للفراخ، ليرتفع سعرها من 5 جنيهات إلى 6 جنيهات للكيلو، الأمر الذى يمثل مشكلة عند «محروسة»، صاحبة الـ«300 جنيه معاش»: «يعنى أنا مطالبى مش كتير، نفسى بقالى مدة طويلة آكل فرخة حتى ولو مرة فى الشهر.. بلاش طب مرة فى السنة.. قبل ما أنسى طعمها زى ما نسيت طعم اللحمة.. بقالى أكتر من سنة مابجبش غير هياكل الفراخ بسلقها وأطبخ على الشوربة بتاعتها أى أكل عندى.. أكيد طبعاً ملهاش طعم وزفرة لكن هعمل إيه العين بصيرة والإيد قصيرة.. دلوقتى الفراخ زادت والهياكل كمان زادت». سنوات عديدة مرت على محروسة مع معاش تركه لها زوجها وترك لها معه ابنتين عكفت على تربيتهما وتزويجهما بصعوبة: «يعنى عايزين تغلو الأسعار مش مشكلة لكن غلو معها المعاش والمرتبات، إزاى كل السلع بتزيد حواليا والـ300 جنيه زى ما هما، دول لا يكفوا أكل ولا مواصلات ولا ميه ولا كهربا..أشحت ولا أعمل إيه». منذ سنوات وتبحث محروسة عن توفير أى جنيه، فتخرج كل أول شهر من مسكنها فى السادس من أكتوبر للسيدة عائشة لتستلم المعاش وتحضر التموين واحتياجات منزلها من الأماكن الرخيصة، لكن هذا الشهر اختلف الحال: «نزلت الصبح من بيتى، وكل ما أركب ميكروباص ألاقيه مغلى عليا جنيه.. وجنيه فى جنيه لغاية ما وصلوا 20 جنيه.. وبعدها أخدت المعاش اللى ميتعداش الـ300 جنيه برضو ورحت على التموين لقيت الزيت وصل لـ7 جنيه بعد ما كان بـ5 جنيه فمجبتش حاجة، قولت آجى أشوف الهياكل لقيتها وصلت لـ6 جنيه.. وآدينى قاعدة مش عارفة أجيب إيه وماجبش إيه.. ربنا هو اللى هيحلها من عنده». كثيرون بخلاف محروسة أصبح ملجأهم «الهياكل»، بحسب أحد العاملين بمحل فراخ: «كان زمان كل فين وفين بيجى لى حد ياخد هياكل، لكن دلوقتى الحال اتعكس والزبون اللى بيجى ياخد فراخ هو اللى مبقاش موجود، وشوية وهيختفى»