×
محافظة المنطقة الشرقية

تدريب وتأهيل 48 أخصائياً اجتماعياً بـ«الأحساء»

صورة الخبر

على مدى حوالي سنة ونصف السنة، انشغل الأمريكيون، والعالم أيضاً، بحملة انتخابات الرئاسة 2016. ولكن طوال هذه المدة، كان المرشحون يتجادلون ويتصارعون حول مسائل تافهة، متجاهلين القضايا الكبرى التي تهم حقاً الأكثرية العظمى من الأمريكيين وبقية العالم. نعود إلى التركيز على المسائل المهمة حقاً: * هل يمكن أن تستكمل أمريكا، أخيراً! إقرار ضمان صحي شامل يغطي جميع مواطنيها باعتبار ذلك حقاً من حقوق الإنسان؟ وهل سيرفع هذا الضمان عن كاهل الأمريكيين الأكلاف الباهظة التي لا تستطيع أكثريتهم تحملها، كما هي الحال في معظم الديمقراطيات والدول الصناعية الأخرى؟ * هل يمكن أن تقلص تغيرات اقتصادية تراكم الثروة بأيدي ال1% الأكثر ثراء، وأن توفر فرصاً أفضل لبقية طبقات المجتمع؟ * هل يمكن أن تحد ضوابط قانونية من انتشار الأسلحة النارية التي تعطي أمريكا أحد أسوأ معدلات الجريمة في العالم؟ * هل مكافحة التلوث، ستقلل أخيراً! الخطر الكارثي للاحترار المناخي؟ * هل سيصبح شعار حياة السود تهم واقعاً حقيقياً، ما سيقلل من حالات قيام رجال شرطة بإطلاق النار وقتل أمريكيين أفارقة غير مسلحين؟ * هل ستضعف حركة القائلين بتفوق العرق الأبيض في وقت تتزايد نسب السكان السود، والأمريكيين اللاتينيين، والآسيويين، والمسلمين... إلخ، بحيث تصبح أمريكا متعددة الثقافات حقاً؟ * هل ستستمر النزعة العسكرية الأمريكية، الأشد بما لا يُقاس في العالم، والتي تكلف دافعي الضرائب الأمريكيين تريليون دولار سنوياً؟ * هل ستواصل أمريكا سجن أكثر من مليون شخص في آن واحد، ما يجعل سجل بلدنا الأسوأ في العالم، من حيث نسبة السجناء إلى مجموع السكان؟ * هل يمكن إحداث تغييرات تشريعية جوهرية تمنع الشركات الأمريكية من تسريح العمال والموظفين الأمريكيين، ونقل عملياتها الإنتاجية إلى بلدان أجنبية، حيث الأيدي العاملة أقل كلفة، كما تمنع الشركات الأمريكية من إخفاء أرباحها في ملاذات ضريبية في الخارج، حتى تتهرب من دفع الضرائب؟ * هل يمكن أن تصبح حقوق الإنسان محصنة أكثر من أجل كبح ممارسة الأعمال الوحشية والتعذيب؟ إلخ.. إلخ. بعد أن ينتهي صخب وجعجعة حملة الانتخابات، يجب أن نركز اهتمامنا على قضايا مثل هذه. هذه هي القضايا التي يجب أن تكون في صلب الديمقراطية الليبرالية، ونظام حكم الشعب بالشعب، ومن أجل الشعب. وعلى مدى القرن الأخير، حققت الديمقراطية الليبرالية مكاسب هائلة، النساء حصلن على حق التصويت، والمتقاعدون على معاشات تقاعد. والعاطلون عن العمل حصلوا على بدل بطالة، وشبكة أمان اجتماعي. والعمال حصلوا على حق التنظيم النقابي. والأمريكيون الأفارقة تحرروا من قوانين جيم كرو العنصرية. وبرامج الرعاية الصحية أصبحت تغطي علاجات طبية. والمعوقون والعمال الذين يتأذون في أماكن العمل، حصلوا على حمايات قانونية. والرقابة على الكتب، والأفلام السينمائية ووسائل الإعلام زالت من الوجود. وخلال كل هذه النضالات، قاوم المحافظون بضراوة، ولكن التقدميين الليبراليين فازوا في النهاية، ما أدى إلى تحسن أوضاع الناس. وآمل أن يستمر هذا النموذج إلى الأبد. لقد كانت حملة انتخابات الرئاسة 2016 مهرجاناً، وسيركاً، ومهزلة. وعندما يحين يوم الانتخابات، ستصبح هذه الحملة شيئاً من الماضي. ولكن القضايا العامة الكبرى - المسائل التي تهم حقاً - لا تزال تواجهنا.