تسيدت وسائل التواصل الاجتماعي «السوشيل ميديا» ساحة الحراك الإعلامي في انتخابات مجلس الأمة الكويتي المقرر اجراؤها في 26 نوفمبر الجاري بعدما فرضت نفسها كأحد أبرز الوسائل الإعلامية التي يستخدمها المرشحون لاستقطاب الناخبين الكويتيين. وتركت الهواتف الذكية بصمة واضحة في حياة الأشخاص وعلاقاتهم الاجتماعية في ضوء التكنولوجيا الحديثة وثورة الاتصالات لتسيطر على أوقاتهم وعقولهم ما دفع المرشحين إلى استغلال هذه الوسائل الأكثر تأثيراً لإدارة حملاتهم الانتخابية ولاسيما الإعلامية منها. وساهم تنوع الخدمات والمميزات التي تتمتع بها وسائل التواصل الاجتماعي المتمثلة في «تويتر انستغرام - يوتيوب فيسبوك» في تركيز المرشحين على تلك الوسائل على حساب وسائل الإعلام التقليدية كالقنوات التلفزيونية والإذاعية والصحف. فالانتشار والفاعلية والتواصل أهم الأسباب التي دفعت وسائل التواصل الاجتماعي إلى تصدر المشهد والحراك الإعلامي الانتخابي غير أن التكلفة المالية لاستخدام تلك الوسائل في الإعلان عن حملات المرشحين الانتخابية باتت متساوية نسبياً مع وسائل الإعلام التقليدية. فتكلفة تغريدة من 140 حرفاً في تويتر أو إعلان أو فيديو مصور «بوست» في تويتر أو انستغرام أو مقابلة «يوتيوبية» تساوي قيمة إعلان في أي من الصحف المحلية أو القنوات التلفزيونية والتي تتراوح ما بين 300 و1000 دينار كويتي. وتنشط خلال هذا المناخ الانتخابي والعرس الديمقراطي الشركات والمؤسسات العاملة في مجال السوشيل ميديا مقدمة عروضاً وباقات لإدارة الحملات الإعلامية للمرشحين في برامج ومواقع التواصل الاجتماعي تترواح كلفتها ما بين 10 آلاف و 60 ألف دينار كويتي. الكلفة المادية من جانبه، قال صاحب شركة «اووميديا» عبدالوهاب العيسى في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» أن وسائل التواصل الاجتماعي تعد لاعباً رئيسياً في ساحة الحراك الانتخابي إذ تفوقت بشكل كبير على وسائل الإعلام التقليدية. وعزا العيسى التفوق إلى سرعة تحقيق تلك الوسائل للأهداف المرجوة منها من خلال الانتشار والتفاعل والتأثير والكلفة المادية، مشيراً إلى تساوي التكلفة المادية لإعلان المرشحين عن حملاتهم الانتخابية في وسائل التواصل الاجتماعي مع وسائل الإعلام التقليدية. وأضاف أن برامج «السوشيل ميديا» هيمنت على السوق الإعلانية في الكويت ولاسيما خلال الحملات الإعلامية للمرشحين لانتخابات مجلس الأمة 2016 ليتم خلالها عرض لقاءاتهم التلفزيونية واليوتيوبية وبرامجهم الانتخابية ومواقفهم ازاء قضايا الوطن والمواطن. وبيّن أن وسائل التواصل الاجتماعي اثبتت «قوتها وفعاليتها» ولا يستطيع الإعلام التقليدي بوسائله المختلفة منافستها لاثرائها الرسالة الإعلامية واعطائها قيمة أكبر من حيث العرض والمضمون لما تملكه برامجها من امكانات وخدمات فريدة ومميزة. وأوضح العيسى أن الشركات العاملة في مجال السوشيل ميديا تقدم خلال هذا العرس الديمقراطي خدماتها الإعلامية لإدارة حملات المرشحين الانتخابية في مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي وتتنافس في ما بينها للحصول على أكبر حصة من السوق الإعلانية. تنافس من جهته، قال نائب مدير إدارة تطوير الأعمال في شركة «غالية» سليمان الغريب أن الشركات العاملة في مجال السوشيل ميديا حرصت على توقيع اتفاقيات مع شركات عالمية ومتخصصة إضافة إلى إقامة شراكات مع عدد من الخدمات الأخبارية والصحف والمواقع الإلكترونية المتخصصة لاحكام سيطرتها على الساحة الإعلامية والسوق الإعلاني في دولة الكويت. وأوضح الغريب في تصريح مماثل لـ «كونا» أن الحرص على تطوير العمل في شركات السوشيل ميديا جاء للتنافس على تقديم أفضل الخدمات الإعلامية والإعلانية في مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي بما يخدم الحملات الانتخابية للمرشحين لانتخابات مجلس الأمة 2016. وأضاف أن العروض المقدمة من قبل تلك الشركات للمرشحين تختلف في قيمتها ووسائلها وتنوعها والخدمات المستخدمة والتي قد تتراوح تكلفتها المالية لإدارة الحملة الانتخابية ما بين 13 و60 ألف دينار كويتي وتستمر حتى يوم الاقتراع المقرر في 26 نوفمبر الجاري. وقال أن شركات السوشيل ميديا تنشر بعد التعاقد أخبار المرشحين على هيئة تغريدات في تويتر ومن خلال الإعلانات الترويجية عن طريق انستغرام وموقع يوتيوب إضافة إلى خدمات الرسائل النصية القصيرة والإعلان الحصري عن طريق عدد من الخدمات الاخبارية المتاحة بمختلف تلك الوسائل. واعتبر وسائل التواصل الاجتماعي الأكثر تأثيراً في الحملات الانتخابية للمرشحين وذلك لسهولة استهداف الشرائح المطلوبة من الناخبين في مختلف المناطق والدوائر الانتخابية.