عواصم (وكالات) صعدت السلطات التركية أمس حملتها ضد حزب «الشعوب» الديمقراطي المؤيد للأكراد، واعتقلت 9 مسؤولين آخرين بعد يوم من توقيف وسجن رئيسي الحزب إصلاح الدين دمرداش وفيجن يوكسيكداج في إطار تحقيقات بشأن الإرهاب المرتبط بحزب «العمال الكردستاني» المحظور. وقالت مصادر، إن المسؤولين الـ9 بينهم رؤساء إقليميون ورؤساء أحياء من أعضاء الحزب في إقليم أضنة بجنوب شرق تركيا. تزامن ذلك مع استخدام الشرطة التركية خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع أمس ضد حشود من المتظاهرين في إسطنبول احتجاجاً على توقيف مسؤولي ونواب حزب «الشعوب»، حيث رددوا هتافات «فاشست» رافضين فرض «الصمت» عليهم. كما تم منع المتظاهرين من محاولة السير نحو مكتب تابع لصحيفة «جمهورييت» المعارضة بعد ساعات من إصدار السلطات أمراً رسمياً باحتجاز 9 من المديرين التنفيذيين والصحفيين العاملين فيها تمهيداً لمحاكمتهم بينهم رئيس التحرير مراد سابينجو وكاتب الافتتاحيات قدري غورسيل والرسام موسى كارت. وقال شهود عيان قرب موقع الاحتجاج، إن الغاز المسيل للدموع ملأ بعض الشوارع في حي شيشلي، في حين حلقت طائرات الهليكوبتر التابعة للشرطة فوق المنطقة. وقال ممثلو الادعاء في إسطنبول، إن العاملين بصحيفة «جمهورييت» المحتجزين يشتبه في ارتكابهم جرائم لحساب المسلحين الأكراد وشبكة فتح الله جولن المقيم في الولايات المتحدة والذي تتهمه تركيا بتدبير محاولة الانقلاب في 23 يوليو الماضي. فيما قالت نقابة الصحفيين التركية في بيان احتجاجاً على الاعتقالات، إن السلطات أغلقت 170 صحيفة ومجلة ومحطة تلفزيونية ووكالة أنباء مما تسبب في بطالة 2500 صحفي. إلى ذلك، قال مكتب حاكم ديار بكر، إن وراء الهجوم بسيارة ملغومة الذي أسفر عن سقوط 11 قتيلاً وإصابة 100 في الإقليم الجمعة مقاتلين من «العمال الكردستاني»، وليس تنظيم «داعش» الذي أعلن مسؤوليته عنه، مستشهداً باتصالات بين مقاتلين من الحزب. فيما قال مكتب حاكم شرناق، إن طفلين قتلا عندما انفجرت قنبلة زرعها «العمال الكردستاني» في إقليم شرناق، وأضاف أن 6 أطفال آخرين أصيبوا في الهجوم. وأعلن الجيش التركي عن القضاء على 11 من مسلحي «العمال الكردستاني» في عمليات بولايات هكاري، وشرناق، ودياربكر، إضافة إلى قتل 3 آخرين في مواقع بشمال العراق. وحذرت الجالية التركية في ألمانيا من صراعات مفتوحة بين الألمان ذوي الأصول التركية بسبب تطورات الوضع في تركيا. وقال جوكاي صوفوأوغلو رئيس الجالية «هناك تهديد بوقوع صراع تركي داخلي، والرئيس رجب طيب أردوغان يحاول بكل قوة تصعيد الوضع في تركيا، وهو ما سيكون له تأثيرات شديدة على الحياة في ألمانيا». وتظاهر آلاف الأكراد أمس في كولونيا رفضاً لسياسة اردوغان. كما تجمع مئات الأكراد في وسط مرسيليا جنوب شرق فرنسا وساروا حتى القنصلية التركية، تنديداً بتوقيف رئيسي حزب الشعوب الديموقراطي.