إيران تشجع الحوثيين على إعلان قبولهم بخطة ولد الشيخ بهدف تركيز الضغوط على الرئيس اليمني وحكومته. العربصالح البيضاني [نُشرفي2016/11/05، العدد: 10446، ص(1)] تعهدنا بالوفاء، متى يتعهد الحوثيون صنعاء - تبدي دول التحالف العربي، وخاصة السعودية، حذرا إزاء تعهدات قدمتها أكثر من جهة لإلزام الحوثيين بتنفيذ ما يخصهم من المبادرة التي عرضها المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وآخرها صادر عن سلطنة عمان التي تحتفظ بعلاقات خاصة مع المتمردين الموالين لإيران. وقال مسؤول يمني مقرب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لـ”العرب” إن وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي أكد لمسؤولين يمنيين التقى بهم أنه سيضمن تنفيذ الحوثيين لما ورد في المبادرة وأنه سيذهب إلى طهران لأجل إلزامهم بذلك. وكشفت مصادر دبلوماسية لـ”العرب” عن أن الضمانات العمانية لم تتجاوز أحاديث طمأنة للأمم المتحدة وسفراء الدول الراعية للتسوية السياسية في اليمن وأنها لم ترق إلى آلية متكاملة تضمن تنفيذ بنود خارطة الطريق من قبل الحوثيين. وأضافت المصادر أن دول التحالف مقتنعة بأن الحوثيين يمكن أن يخادعوا العمانيين، مستغلين حماسهم للعب دور في حل الأزمة اليمنية، وهو دور دفعهم إلى الاقتراب من إيران وأصاب علاقتهم الخليجية بالبرود. ويقول خبراء إن عوائق هائلة تحول دون التأكد من تطبيق المبادرة في ما يتعلق بالانسحاب من المدن بعد أن دمج الحوثيون جميع مقاتليهم في صفوف الجيش والأمن، إضافة إلى استحالة التأكد من النقطة الشائكة المتعلقة بتسليم الأسلحة التي يبدو أن الكثير منها غادر منذ وقت مبكر مخازن الجيش اليمني ليستقر في مخازن أسلحة سرية تابعة للميليشيات. وعلمت “العرب” أن إيران شجعت الحوثيين على إعلان قبولهم بخطة ولد الشيخ، بهدف تركيز كل الضغوط على الرئيس اليمني وحكومته ومن ثم إفراغ أي اتفاق من محتواه وهو أمر يمتلك الحوثيون خبرة واسعة فيه بالالتفاف على الاتفاقيات المختلفة. وعاد المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى صنعاء في جولة جديدة وصفتها مصادر سياسية مطلعة بأنها حاسمة في ما يتعلق بتمرير خارطة الطريق التي اقترحها لحل الأزمة في اليمن. وتأتي زيارة ولد الشيخ لليمن -والتي من المتوقع أن يتلوها بزيارة للرياض وأخرى لمسقط- في ظل مساع دولية تبذل لإقناع الفرقاء اليمنيين بالتعاطي الإيجابي مع المبادرة التي حظيت بموافقة الدول الراعية للتسوية. وفي تحول مهم، كشفت مصادر يمنية عن تسليم الرئيس اليمني السابق موافقته الرسمية على خارطة ولد الشيخ، في ذات الوقت الذي نشر فيه الرئيس السابق علي عبدالله صالح على صفحته في فيسبوك نص بيان يتضمن موافقة ضمنية على الخطة الأممية للتسوية في اليمن. ووصف صالح ما أسماه مبادرة جون كيري وزير الخارجية الأميركي والتي قال إن دول الخليج وافقت عليها وتبنتها الأمم المتحدة لاحقا بأنها “تشكّل في مجملها قاعدة جيدة للمفاوضات التي يجب أن تستكمل كل الجوانب المرتبطة بوقف العدوان وإيقاف العمليات العسكرية”. ووفقا لما كشفت عنه مصادر خاصة لـ”العرب” فقد دفعت دول التحالف العربي الرئيس اليمني وحكومته نحو التعامل الإيجابي مع خارطة الطريق الأممية، غير أنها لم تخف قلقها من عدم انصياع الانقلابيين لأي اتفاق مزمع واستثمارهم لعامل الوقت. وهو ما كشفت عنه تصريحات رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر الذي قال إن حكومته قبلت المبادرة شكلا ورفضتها مضمونا. :: اقرأ أيضاً أردوغان ينفي أن يكون دكتاتورا لكنه يملأ السجون بخصومه ماذا لو أفاق ترامب واكتشف أنه مسلم النظام المصري يواجه إحباط الشارع وتدهور الوضع الأمني المعارضة السورية تقابل هدنة روسيا بالنار