×
محافظة المنطقة الشرقية

حافظ: قرأت إقالتي من نجران في الصحف

صورة الخبر

في تحقيق سريع مع بعض المارة، عرضته الفضائية الأردنية في برنامج «أصحاب»، تبين مدى اهتمام المواطن الأردني بالقراءة. الأمر لا يتعلق فقط بالأردن وناسه، فهو معبّر تماماً عن الحال في كل أنحاء العالم العربي. والمقصود بذلك نسبة القراءة التي تبدي تقارير للتنمية البشرية صادرة عن «يونيسكو» على مدى اعوام تدهورها في العالم العربي، إذ إن كل 80 عربياً كان يقرأ كتاباً واحداً، بينما كان المواطن الأوروبي يقرأ 35 كتاباً في السنة، والإسرائيلي 40، وأن متوسط معدل القراءة في العالم العربي لا يتعدى ربع صفحة للفرد سنوياً فيما ما يقرأه الأوروبي يحتاج إلى 2800 عربي لقراءته وما يقرأه الإسرائيلي يحتاج إلى 3200 عربي لقراءته. ومهما تعددت وسائل البحث وسواء كانت الحسابات بالدقيقة أو بالصفحة أو بالكتاب، فإن النتيجة واحدة وهي نفور المواطن العربي من الكتاب ووجود فرق شاسع بين ما يقرأه العربي ونظيره في الدول الأوروبية. أما تقرير الفضائية الأردنية فعلى رغم قصره، أعطى دليلاً على الأرقام المذكورة فقد «هلكت» المذيعة قبل أن تقع على ثلاثة يقرأون. وكانت قراءاتهم متنوعة، واحدة تقرأ لأحلام مستغانمي وواحد يقرأ «دع القلق وابدأ الحياة» وثالث «كتاب ديني»... أما الآخرون فكان آخر كتاب أمسكوا به هو الكتاب الجامعي أي انهم لم يمسوا من سنوات هذا الشيء الغريب... وكان كتاب «التوجيه المعنوي» آخر كتاب أمسك به أحدهم ومن بعدها حرّم مسك الكتب! كيف يمكن التلفزيون الذي يتابعه الجميع أن يكون فاعلاً لجعل التعاطي مع الكتاب من الأساسيات ولتصبح القراءة ممارسة يومية؟ بالمساهمة في النشاطات التي تدعم القراءة ودعمها. هكذا يفعل «تلفزيون دبي» هذه الأيام فهو يهتم يومياً بنقل أخبار مشروع «تحدي القراءة لتحفيز الشباب العربي على القراءة» الذي تنظمه وزارة التربية في الإمارات والذي يقدم جوائز مالية للناجحين في التحدي من مختلف الدول العربية. أيضاً يمكن المسلسلات العربية أن تلعب دورها، وبدلاً من تمرير الوقت ومطّ الحلقة بالصفن وما شابه، يمكن الأبطال الامساك بكتاب والصفن فيه، أو مناقشته بالاشارة إلى أفكار قرأها البطل والحديث عنها مع البطلة وهذا في حال تعثر السيناريو في الحوار واحتار كاتبه في ايجاد الموضوع اللازم. كما يمكن وضع رفوف في الديكور عليها بعض الكتب بدلاً من تركها فارغة إلا من غرض أو غرضين، كتب حقيقية وليس كتلك المصفوفة بعناية شديدة بحيث تبدو للتزيين وليس للقراءة، لا حياة فيها مقارنة بالمكتبة الحقيقية حيث كتب بالطول وأخرى بالعرض وثالثة على وشك الوقوع وأخرى ممزقة من كثرة تصفحها! هكذا ينتبه المشاهد العربي إلى ان هناك شيئاً في الحياة اسمه كتاب!