وقع وزير الدفاع الإثيوبي سراج فقيسا اتفاق سلام مع زعيم "الجبهة الوطنية المتحدة" المعارضة توت بول شاي، لإنهاء كافة أشكال العدائيات والعمل المسلح، بعدما قادت الجبهة حربا ضد الحكومة لنحو عقدين من الزمان. ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية اليوم الجمعة قول فقيسا إن "الجبهة الوطنية المتحدة" ستجد كل الترحيب والدعم من الحكومة لانتهاجها مبدأ الحوار والتفاوض والعمل السلمي داخل البلاد. وأضاف أنه سيتم استيعاب أفراد الجبهة في مؤسسات الدولة، وأن الحكومة ترحب بكل من يعود إلى البلاد لممارسة العمل السياسي السلمي. من جانبه، قال زعيم الجبهة شاي إن هذا الاتفاق سيفتح مرحلة للجبهة مع الحكومة لحل الخلافات سلميا ووقف كافة العدائيات. وأضاف أن الجبهة قررت سلك طريق السلام والحوار لتحقيق الاستقرار والسلام في إثيوبيا. وكان شاي -الذي ينتمي إلى قبيلة النوير، إحدى القبائل الكبرى بشرق أفريقيا- حاكما لإقليم غامبيلا (غربي إثيوبيا) في عهد الرئيس السابق منغستو هايلي مريام (1977-1991). وقبل نحو عقدين من الزمان، قاد شاي تمردا على "الجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الإثيوبية" التحالف الحاكم بالبلاد، حتى عودته مطلع سبتمبر/أيلول الماضي إلى أديس أبابا بعد سنوات من الحرب. وتضم قوات "الجبهة الوطنية المتحدة" عرقيات من قبيلتي النوير والأورومو، وأقامت تحالفا مع فلول نظام منغستو الذي سقط عام 1991، وشكلت الجناح العسكري الذي نشط في أدغال جنوب السودان، وتنامى نشاطه على إثر الخلاف الذي نشب بين رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار. يُذكر أن المعارضة الإثيوبية -بشقيها السياسي والعسكري- تتخذ من إريتريا مقرا، منذ اندلاع الحرب بين البلدين عام 1998. وتعتبر "الجبهة الديمقراطية لتحرير تغراي" الذراع العسكري للمعارضة الإثيوبية، بينما تمثل حركة "سبعة قنبوت" بزعامةبرهانو نقا الواجهة السياسية، كما أن إثيوبيا هي الأخرى تدعم ائتلاف المعارضة الإريترية.