بعد الانتصارات المتتالية التي حققها الاتفاق في بداية مشواره في دوري جميل للمحترفين هذا الموسم، وامتدت لتطال قطبي الرياض الهلال والنصر، ثم الباطن، تفاءلنا كمتابعين وإعلاميين بأن يكون فارس الدهناء هو الحصان الأسود هذا الموسم، بعد أن ظهرت عليه بوادر لشخصية البطل التي تمثلت في الروح العالية والانضباطية والعمل الإداري، مما رفع من سقف تفاؤلنا وطموحاتنا في المنطقة الشرقية أن يحذو حذو الفتح وينهي الموسم بطلاً أو منافساً شرساً على أقل تقدير، وهذا ما قرأناه من التصريحات التليفزيونية لبعض المسؤولين والمنتسبين للاتفاق، إلا أن الفريق تعرض لهبوط كبير في المستوى، وغابت شخصيته، وبدا فريقاً عادياً، وتلقى عدة ضربات، وهو ما انعكس على نتائجه بدءاً بالتعادل أمام الفتح وانتهاءً بخسارتين مخيبتين للآمال أمام الوحدة والرائد، انتهت بالإطاحة بالمدرب التونسي جميل بلقاسم، الذي كان ينتظر بناء التمثال الموعود. هذا السقوط الذي دفع إدارة الدبل إلى الاستغناء عن مدربها كأول ردة فعل واتخاذه «ضحية» كما جرت العادة لدينا في المملكة، إلا أنها تناست أن تفتح الباب عن بعض الأسباب التي أدت إلى هذا السقوط المفاجئ، ويأتي في مقدمتها بحسب وجهة نظري الشخصية الإفراط في الطموح وعدم التواضع بعد الوصول للنقطة التاسعة، وهو ما انعكس على الجماهير والإعلاميين في المنطقة بشكل خاص، الذي امتد وارتفع ليقتصر في تعاملها مع الإعلام «المرئي» دون الصحافيين الذين كان لهم دور كبير في قلب الموازين داخل البيت الاتفاقي، وما أن رأت فريقها يتهاوى إلى الخلف -وهذا أمر طبيعي- حتى ثارت ثائرتها، وتغيرت عديد من الأمور حتى في برامج التواصل الاجتماعي «تويتر». وكنت في مقال سابق ذكرت أن شخصية الفريق القوية هذا الموسم كانت نتاج استقرارها بالإبقاء على مدرب الفريق والحفاظ على بعض اللاعبين من أبناء النادي، إضافة إلى الاستقرار الإداري، وحتى يستمر هذا النجاح كان من المفترض الحفاظ على هذه السمات المميزة التي تجلب لها النجاح، وأن تستفيد من درس جارتها إدارة نادي الخليج التي تحملت الهزائم المتتالية في الموسمين الماضيين، ووضعت كل ثقتها في مدربها جلال قادري، ولم تستعجل بإقالته رغم الهجوم الكبير من الجماهير والمتابعين، وكسبت الرهان. وحتى ينجح الفريق في الخطوة المقبلة بدءاً من لقاء الغد أمام التعاون، التي يحتاج فيها إلى الفوز لإعادة الثقة، والعودة إلى الطريق الصحيح الذي بدأ عليه بداية الموسم، فليبدأ التصحيح بإدارة النادي التي عليها أن تتواضع بمستوى طموحاتها، وتقصر نظرتها على البقاء على أقل تقدير وعدم الاستعجال؛ لأنها المرآة التي يرى منها الجمهور وينعكس منها ردات أفعالهم، خاصة أن الفريق رغم حصوله على عشر نقاط إلا أنه لم يضمن البقاء في دوري يصعب التكهن بنتائجه، في ظل المنافسة والرغبة لدى الأندية التي تقع في مؤخرة الترتيب إلى الابتعاد عنها في المباريات القادمة، وأن تتحلى بالصبر على أداء الفريق، وإن تعرض لبعض العثرات، وكلنا ثقة بأن الفارس الأصيل سينهض بسرعة.