أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز- إبسوس ونشر الأربعاء أن المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون متقدمة على منافسها الجمهوري دونالد ترامب بست نقاط بين الناخبين المحتملين لتحافظ كلينتون بذلك على نفس الفارق مثلما كان الحال قبل إعلان مكتب التحقيقات الاتحادي الذي أشعل الجدال من جديد بشأن قضية رسائلها الإلكترونية. وأجري الاستطلاع في الفترة من 28 أكتوبر وحتى الأول من نوفمبر أي بعد إخطار مدير مكتب التحقيقات الاتحادي جيمس كومي الكونغرس يوم الجمعة الماضي بأن المكتب سيفحص رسائل إلكترونية اكتشفت حديثاً وقد تتعلق باستخدام كلينتون لبريد إلكتروني خاص عندما كانت وزيرة للخارجية. وقال كومي إنه لا يعرف ما إذا كانت الرسائل الإلكترونية مهمة ولم ينشر أي معلومات بخلاف إنها موجودة. وأثار إعلانه غضب الديمقراطيين الذين عبروا عن قلقهم من أن ذلك قد يؤثر بشكل جائر على الناخبين قبل أيام من الانتخابات. واستغل ترامب وجمهوريون آخرون الفرصة لإثارة التساؤلات مرة أخرى حول مصداقية كلينتون. ومن بين 1772 شخصا إما صوتوا بالفعل أو تم تصنيفهم كناخبين محتملين في انتخابات الثامن من نوفمبر قال 45 في المئة إنهم يؤيدون كلينتون في حين قال 39 في المئة إنهم يؤيدون ترامب. وعشية إعلان مكتب التحقيقات الاتحادي عزمه فحص رسائل إلكترونية جديدة كانت كلينتون تتقدم على ترامب بنسبة 43 في المئة مقابل 37 في المئة للمرشح الجمهوري. وقبل ايام من موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية ازدادت المعركة الاربعاء شراسة بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، وتستخدم فيها التهجمات الشخصية العنيفة بشكل غير مسبوق. وشن المرشح الجمهوري مجددا هجوما شديد اللهجة قبل ستة ايام من الانتخابات متهما منافسته الديموقراطية بانها قد تتسبب بـازمة دستورية غير مسبوقة وحربا عالمية ثالثة اذا وصلت الى البيت الابيض. وقال خلال تجمع في ولاية فلوريدا انها تفتقر الى البديهة والحدس، واتهمت حملته كلينتون الاربعاء بأنها تضع بشكل مستمر مصالح محفظتها (...) قبل الاميركيين. واضاف هذه اكبر من فضيحة ووترغيت قضية التجسس التي اجبرت الرئيس ريتشارد نيكسون على الاستقالة عام 1974. كما قال ترامب مزهوا امام حشد من انصاره يطالبون بوضع وزيرة الخارجية السابقة وراء القضبان ان المرشحة الديموقراطية بالتأكيد ستخضع للتحقيق طوال سنوات عديدة، وربما يؤدي ذلك الى محاكمتها جنائيا. واتهمت كلينتون التي اضعفتها رسائل البريد الالكتروني ترامب بانه امضى حياته وهو يحط من قدر النساء ويوجه اليهن الاهانات فضلا عن الاعتداء عليهن. واضافت كلينتون (69 عاما) التي قد تصبح اول امرأة تنتخب رئيسة للولايات المتحدة الثلاثاء المقبل لقد اثبت انه يفتقر الى الطباع والمواصفات اللازمة لكي يكون رئيسا. وهاجمت كلينتون انصار ترامب بحدة اثناء تجمع الثلاثاء في ولاية فلوريدا عندما رفع احد المتظاهرين لافتة تتهم زوجها بيل كلينتون بانه مغتصب. وقالت سئمت فعلا من السلوكيات السلبية والمظلمة والتقسيمية والخطيرة من قبل اشخاص يدعمون دونالد ترامب، في مؤشر على ان المصالحة ستكون صعبة بين الاميركيتين اللتين تتواجهان عبر كلينتون وترامب في هذه الانتخابات. من جهتها أعلنت حملة المرشح ترامب انه سيمضي ليلة الانتخابات في 8 نوفمبر مع انصاره في نيويورك وذلك على بعد بضعة كيلومترات من تجمع مماثل لمنافسته كلينتون. وقالت الحملة انها من اجل ليلة الفوز الذي يأمل المرشح الجمهوري تحقيقه فقد حجزت فندق هيلتون ميدتاون في نيويورك الذي يبعد 600 متر فقط عن برج ترامب حيث يقيم رجل الاعمال الثري وزوجته ميلانيا. واضافت ان المشاركة في الاحتفال ستنحصر بمدعوين من اصدقاء ترامب وانصاره. أما كلينتون فستكون على بعد ثلاثة كيلومترات تقريبا من منافسها في مركز جاكوب كي جافيتس للمؤتمرات، وهو عبارة عن مبنى زجاجي في مانهاتن. واختارت كلينتون هذا المبنى الزجاجي بالكامل للدلالة على ما دأبت على قوله طوال الحملة الانتخابية من انها تعتزم تحطيم السقف الزجاجي للسياسة الاميركية، في اشارة الى انها قد تصبح اول رئيسة في تاريخ الولايات المتحدة. الى ذلك انتهز اكثر من 27 مليون اميركي الفرصة الممنوحة للناخبين بالاقتراع قبل الثامن من نوفمبر، في تصويت مبكر يسمح بكشف بعض التوجهات قبل اسبوع من الانتخابات الرئاسية. وبالنسبة للمرشحة كلينتون التي شهدت تقدم خصمها الجمهوري دونالد ترامب عليها قبل هذه الفترة القصيرة من الاقتراع، تحمل هذه الارقام انباء سارة واخرى سيئة. وقال خبراء ان عدد الناخبين المسجلين كديموقراطيين والذين اقترعوا في بعض الولايات كان اكبر من عدد الجمهوريين. لكن مشاركة الشباب والسود الذين كانوا اساس فوز باراك اوباما في 2008 لم تكن جيدة. في شيكاغو ثالث مدن البلاد، ساد الحماس لهذا التصويت المبكر. وتكاد نسبة المشاركة تصل الى او تتجاوز تلك التي سجلت في 2012 عندما اعيد انتخاب باراك اوباما الذي بدأ حياته السياسية في هذه المدينة. ويشكل الدفاع عن حصيلة اداء الرئيس المنتهية ولايته دافعا لعدد كبير من الناخبين الديموقراطيين وان كانت هيلاري كلينتون، على غرار دونالد ترامب، تواجه تراجعا قياسيا في شعبيتها. ويشير استطلاع لموقع ريل كلير بوليتيكس ان نسبة التأييد لكل منهما منخفضة جدا اذ يدعم 44 بالمئة من الناخبين كلينتون و38 بالمئة ترامب. ودفعت شراسة الحملة عددا كبيرا منهم الى التصويت لاحدهما، اكثر من قناعة الناخبين بهذا المرشح او ذاك. كلينتون: دونالد يفتقر إلى الطباع والمواصفات اللازمة ليكون رئيساً