على مدار اليومين الماضيين لا حديث في وسائل الإعلام الإسرائيلية سوى عن التهديدات التي تعرض لها إفرام غرانت مدرب منتخب غانا الإسرائيلي الجنسية، والذي سيواجه المنتخب المصري لكرة القدم 13 نوفمبر الجاري، ضمن إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم في استاد برج العرب العسكري بالإسكندرية. صحيفة هآرتس بنسختيها العبرية والإنجليزية، زعمت أن مصر أحبطت مؤامرة من قبل مشجعي كرة القدم لمهاجمة المدرب الإسرائيلي خلال المباراة، وقالت إن السلطات المصرية أعلنت عن اعتقال المشتبه بهم وإصدار تحذير أمني في الشارع المصري. وذكرت الصحيفة أنه رغم معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل إلا أن مشاعر العداء تنتشر في الشارع المصري ضد كل ما هو إسرائيلي، وقد يتعرض بسبب ذلك المدرب الإسرائيلي للخطر. أحد المواقع الإسرائيلية زعم أيضا أن مجموعات الأولتراس المصرية هددت غرانت بالقتل، ونشر الموقع تقريرا بعنوان تهديدات بقتل غرانت، أشار فيه إلى أن السلطات المصرية رفعت حالة التأهب القصوى لحماية المدرب الإسرائيلي خلال فترة تواجده في مصر. مدرب مصر لن يصافح مدرب غانا وسائل إعلام إسرائيلية أخرى زعمت أن هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب المصري والأرجنتيني الجنسية أكد أنه لن يصافح غرانت قبل انطلاق المباراة، مما يدفع المدرب الإسرائيلي للغياب لعدم إحراجه. مصدر أمني مصري نفى ما تداولته وسائل الإعلام الإسرائيلية حول اعتقال مجموعة من الأولتراس هددت بقتل غرانت، وقال لـالعربية.نت إن المنتخب الغاني وجميع الطاقم المرافق له بما فيهم المدرب سيتم تأمينهم بشكل طبيعي ومعتاد مثل الذي يحدث عند استقبال الفرق الأخرى. وأضاف أن فندق الإقامة والحافلات التي تقل الفريق لدى وصوله وخلال تنقلاته في مصر ستكون مؤمنة بشكل طبيعي ودون أي إجراءات إضافية، مؤكدا أن غانا ومدربها سيكونون في أمان تام خلال تواجدهم في مصر. اتحاد الكرة أسامة اسماعيل، المتحدث باسم اتحاد الكرة المصري، قال لـالعربية.نت إن ما تردده وسائل الإعلام الإسرائيلية مجاف للحقيقة تماما، مؤكدا أن المدرب الإسرائيلي مرحب به من جانب اتحاد الكرة والجماهير المصرية، فهو ضيف لدى مصر وشعبها ويتواجد في القاهرة لمرافقة فريقه الغاني والأخلاق الرياضية تمنعنا وتمنع جماهيرنا من التعرض له دون النظر لجنسيته أو ديانته . وقال إن اتحاد الكرة المصري لم يتلق أي إخطارات من جانب الأمن بوجود تهديدات تمس حياة المدرب الإسرائيلي ولم يبلغنا باعتقال عناصر من الأولتراس هددت بقتله مؤكدا أن الإعلام المصري لن ينجر إلى معركة الهدف منها الترويج لعدم وجود استقرار أمني في مصر ولإخراج الجماهير من تركيزها في تشجيع فريقها ومساندته في المباراة المصيرية مع المنافس القوي لفريقهم في المجموعة. قواعد الفيفا وأضاف أن قواعد الفيفا تمنع التلويح بأي إشارات سياسية أو عنصرية أو دينية داخل الملاعب الرياضية، ولذلك فإن الجماهير المصرية واعية وتدرك جيدا أن أي تصرف غير مناسب تجاه المدرب الإسرائيلي قد يؤدي لفرض عقوبة على المنتخب المصري وصدور قرار بأدائه لجميع مبارياته خارج أرضه، وهو ما يضعف فرصته في الوصول لنهائيات كأس العالم القادمة في روسيا، ويزيد من فرص المنافسين وعلى رأسهم غانا مثلما حدث في واقعة الطوبة الشهيرة مع حارس مرمي زيمبابوي عام 1993، وكلفت المنتخب المصري بالخروج من كأس العالم بعدما كان قاب قوسين أو أدني من التأهل لكاس العالم التي أقيمت في أميركا عام 1994. وقال المتحدث باسم اتحاد الكرة المصري إن المنتخب الغاني منتخب إفريقي ووجود مدرب إسرائيلي الجنسية على رأس قياداته الفنية أمر يخص المسؤولين في غانا وحدهم، لكنهم في مصر سيعاملونه بالطريقة الواجبة واللائقة من حسن الاستقبال والرعاية الكاملة وتذليل أي عقبات تواجههم خلال وجودهم في الإسكندرية بغض النظر عن جنسية مدربهم فالرياضة لا علاقة لها بالسياسة أو الدين.