عقب مرور أيام من الانتظار والترقب، استيقظ الشعب المصري اليوم ليفاجأ بقرار البنك المركزي المصري بتعويم الجنيه، ليطلق بذلك الحرية للبنوك العاملة في مصر لتحديد سعر الصرف من خلال آلية الإنتربنك للتعامل بين البنوك. وتزامن مع هذا القرار قرارات أخرى بشأن رفع سعر العملية الرئيسية للبنك المركزي بواقع 300 نقطة أساس ليصل إلى 15.25 %، وزيادة سعر الائتمان والخصم بواقع 300 نقطة أساس ليصل إلى 15.25 %، وطرح للبيع 100 مليون دولار في عطاء استثنائي. وأثارت هذه القرارات حالة من الارتباك في السوق المصرفية ما أدى إلى توقف التعاملات في السوق السوداء اليوم، بالإضافة إلى الكثير من المخاوف لدى مدخري العملة الدولارية والعاملين في تجارة العملة. من جانبها رحبت الدكتورة يمن الحماقى، أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، بالقرار، وقالت إن «قرار تحرير سعر صرف الجنيه المصري، يجب أن يتزامن معه اتخاذ العديد من الآليات الاقتصادية، من أهمها تعزيز قطاع الاستثمار وذلك من خلال القرارات التي صدرت مؤخرا عن المجلس الأعلى للاستثمار والتي تهدف في الأساس إلى جذب الاستثمارات الأجنبية». وأضافت الحماقي «لابد من دعم الصادرات وتنويع الأسواق الخارجية، واحلال الصادرات محل الواردات، فضلا عن تفعيل دور جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية لضبط الأسواق وحماية محدودى الدخل من تبعات قرار التعويم». أما المحلل المالي عمر الشينيطي، فيرى في تصريحاته للغد، أن «السوق المصرفيةغير مستقر في الوقت الحالي ولابد من الانتظار لحين استقراره لكي تضح الصورة بشكل أفضل». في الوقت نفسه، أكد أحد المتعاملين لموقع الغد، أن سعر الدولار وصل اليوم الخميس، إلي 13.80 جنيه شراء ويتراوح ما بين 14 و14.50 جنيه بيع عقب القرار الذي اتخذه المركزي المصري صباحا بتعويم الجنيه وتحرير سعر الصرف فى البنوك ، ما أثر على سعر الدولار فى السوق السوداء وأدى إلى تراجع السعر بشكل ملحوظ. وأكد المتعامل أن تلك الأسعار ظاهرية نظرا لتوقف عمليات البيع والشراء عقب الهزة القوية التي تعرضت لها السوق السوداء اليوم، فضلا عن زيادة المعروض من الدولار بعد الارتفاع المفاجئ للدولار وبلوغه 18 جنيها يوم الثلاثاء الماضي. كما صرح مصرفيون بأن سعر الدولار اليوم في السوق السوداء، يختلف من مكان لآخر، حسب سياسة العرض والطلب، بفارق من 5 قروش إلى 25 قرشًا. وكان رئيس شعبة الصرافة أكد في تصريحات صحفية سابقة، على اتفاق بين الكثير من رجال الأعمال على إيقاف hستيراد السلع الترفيهية لمدة ثلاث شهور، مؤكدا أن حالة إرتفاع الدولار جاءت بسبب دخول الكثير من فئات الشعب فى المتاجرة به مما أدي إلي إنخفاض الطلب متوقعا إنخفاض قيمة الدولار مقابل الجنيه وعودته لمستوياته المعهودة. من ناحية أخرى، رحب صندوق النقد الدولي بقرار مصر تحرير سعر صرف الجنيه اليوم الخميس وقال إن الخطوة ستعزز قدرتها التنافسية وتساعد في جذب الاستثمار الأجنبي مما يسهم بدوره في تعزيز النمو وخلق فرص العمل. وقال كريس جارفيس رئيس بعثة مصر بصندوق النقد في بيان «نرحب بما قرره البنك المركزي المصري من تحرير نظام الصرف الأجنبي واعتماد نظام مرن لسعر الصرف. وفي ظل النظام الجديد سيكون الناس على استعداد لبيع العملة الأجنبية وشرائها أيضا وبذلك يوفر العملة في السوق». وأضاف «سيؤدي نظام سعر الصرف المرن الذي يتحدد فيه سعر الصرف تبعا لقوى السوق إلى تحسين تنافسية مصر الخارجية ودعم الصادرات والسياحة وجذب الاستثمار الأجنبي. وكل ذلك سيساعد على تعزيز النمو وخلق فرص العمل وتقوية مركز مصر الخارجي».