×
محافظة المنطقة الشرقية

أمير الرياض يوجه بإعادة بناء أحد مساجد حوطة بني تميم

صورة الخبر

هنالك قطار ثان يأتي لا يهم إن تأخرنا، المهم أننا في الطريق، متى نصل سنوضح أسباب تأخرنا للشمس، أنتِ تعلمين جيداً أن هنالك دوماً وقت ثان، ونهار ثان، فلم العجلة؟ نبتسم مرة أخرى ابتسامة غائرة حتى الأعماق، فأحس أنني ولدت معها من جديد، أعانق طفولتي التي أكاد أنسى نصفها حينما ألمح وجهي في فنجان القهوة، أحتسي جرة سيجارة كلاسيكية أهدتْ لي إياها حينما قدمت من مدريد، ننظر في الساعة الكبيرة المعلقة على حائط المحطة بمراكش الحمراء، مازال القطار على السكة ينتظر دوره في الوصول، يأخذنا الكلام إلى ما نصادفه في الكتب من أفكار، فنناقش بعض الأفكار التي تخص الهنا والهنالك، أتواصل معها جاهداً بلغتي الإسبانية البسيطة، أحياناً كثيرة تندهش للكلمات والعبارات التي أتفوه بها وتبتسم، وأنا فقط من درس اللغة الإسبانية في الصف الثانوي، المدينة الساحلية في الجهة الأخرى تنتظرنا هي الأخرى بشوق، نرغب في معانقة الشمس هنالك، على الشاطئ تتذكر أَدِلْلَا كلبها بيجو الذي لا يفارقها، تحملق في الشمس بعينين متأملتين، وتنظر إليها وتبكي كثيراً، إنها حساسة ورقيقة المشاعر، تبكي لأن يوماً انقضى من حياتها لا تستطيع استرداده، تأخذها السهوم برهة زمن، تعود إلى الحاضر المتصل، تودع النهار، وتفتح صدرها لليل، تقول لي: كم أحب ليلك، عفواً أي ليل تقصدين؟ فتجيب مخفية قوة المجاز في العبارة، أقصد الليل حينما يكون دافئاً، أرتمي في صمتي وأصاب بالبرد لست أدري، لأنني عار من الحقيقة التي جعلت الشمس تغرب، وجعلتها هي تبحث عن الدفء، نتعانق قليلاً، فيرتسم فينا الزمان البطيء والسريع معاً، كما لو كنا ننتظر القطار الذي لا يأتي، يتداخل ظلنا فنشتعل في الضدان، فنصبح معاً ذلك النهار وذاك الليل، فنذوب في كأس زجاجي واحد لست أدري من أي عنب هو آت، نستفيق من عجين الحلم، يأتي القطار مهرولاً أرتشف قهوتي الجميلة، فنرتمي في القطار الذي كنا ننتظر حتى نعانق الشمس في الساحل.