متابعة: ضمياء فالح ثأر مانشستر سيتي الإنجليزي من برشلونة الإسباني وهزمه 3-1 في الجولة الرابعة من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وبعد خسارته الموجعة أمام برشلونة صفر-4 قبل اسبوعين، رد مانشستر سيتي الدين على ملعب الاتحاد وأمام 52 ألف متفرج، ملحقاً الخسارة الأولى ببرشلونة بعد 3 انتصارات متتالية، ومحافظاً على سجله من دون خسارة على ملعبه في 13 مباراة. وبقيادة مدربه الإسباني بيب غوارديولا (مدرب برشلونة سابقاً)، حرم سيتي برشلونة من ضمان التأهل إلى دور ال16 برغم تخلفه مبكراً في الشوط الأول. رفع سيتي رصيده إلى 7 نقاط في المركز الثاني بفارق نقطتين عن برشلونة المتصدر، ومتقدماً بفارق 3 نقاط عن بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني الذي تعادل على أرضه مع سلتيك الاسكتلندي (نقطتان) 1-1. وغاب عن برشلونة صانع ألعابه الفذ اندريس انييستا الذي تعرض لإصابة في ركبته ستبعده حوالي الشهرين عن الملاعب، ويعاني الفريق الكاتالوني من إصابات عدة أخرى طالت تحديداً خط الدفاع في غياب جيرار بيكيه والفرنسي جيريمي ماتيو وجوردي ألبا، فاعتمد على خط خلفي مؤلف من سيرجي روبرتو والأرجنتيني خافيير ماسشيرانو والفرنسيين صامويل اومتيني ولوكاس ديني. في الشوط الأول، طالب سيتي بركلة جزاء ضد اومتيتي اثر عرقلة على رحيم سترلينغ، بيد ان الحكم المجري فيكتور كاساي رفع الانذار في وجه الأخير (11). وجاء الهدف الأول لمصلحة برشلونة من مرتدة سريعة انطلق بها البرازيلي نيمار على الجهة اليسرى، فموه ومرر عرضية للأرجنتيني ليونيل ميسي الذي تابعها بيسراه من داخل المنطقة في شباك الحارس الأرجنتيني ويلفريدو كاباييرو (21)، ليسجل ميسي الهدف ال90 في 100 مباراة. لكن بعد خطأ بالتشتيت من دفاع برشلونة، وصلت الكرة إلى رحيم سترلينغ فلعبها عرضية مقشرة إلى الألماني ايلكاي غوندوغان الذي عادل الأرقام (39). وحقق سيتي بداية رائعة في الشوط الثاني، فمن ضربة حرة للبلجيكي كيفن دي بروين لعبها قوية فوق رأس الحارس الألماني مارك-اندريه تير شتيغن تقدم سيتي لأول مرة في المباراة (51). ومن مرتدة سريعة لبرشلونة وعرضية من الأوروغوياني لويس سواريز إلى البرتغالي اندريه غوميش، سددها الأخير بيسراه صاروخية انفجرت في عارضة كاباييرو (65)، رد عليها دي بروين بتسديدة ارضية تابعها تير شتيغن بعينيه تمر بجانب قائمه الأيسر. وبنى سيتي هجمة منسقة انطلقت من أغويرو إلى دي بروين فلعبها بالعمق إلى البديل الإسباني خيسوس مافاس، عكسها عرضية ارتدت من يد أغويرو إلى غوندوغان الذي اطلقها صاروخية في المرمى شبه الخالي من مسافة قريبة (74). وهذه أول مرة يسجل فريق إنجليزي 3 اهداف في مرمى برشلونة في دور المجموعات من دوري الأبطال منذ موسم 1998-1999 ضد مانشستر يونايتد. وبعد المباراة، غمرت السعادة مشجعي سيتي والفريق والإدارة واحتفت الصحافة الإنجليزية: وعنونت الديلي تليغراف: سيتي كسر سحر برشلونة وذبح التنين الكاتالوني أخيراً، وكتبت: كل الفرق الأوروبية كانت تبحث عن دليل يثبت أن بمقدور أحد هزم ميسي ونيمار وسواريز وسيتي فعل ذلك بكثير من الصلابة واستطاع جر برشلونة من مواقعه وأظهروا شجاعة كبيرة أمام الأصدقاء الثلاثة (ميسي ونيمار وسواريز) الذين تراجع أداؤهم الأسطوري ليصبح عادياً، أغويرو حاول إعادة استكشاف نفسه وكان ديناميكياً ومهاجماً فذاً، لكن المشكلة الوحيدة له ولفريقه هو أن ميسي ظل يشكل خطراً كلما أمسك بالكرة. أما الديلي ميل فكتبت سيتي في بلاد العجائب، وأكدت أن ثنائية غوندوغان وركلة دي بروين الحرة الرائعة تشهد على انتصار مانشستر سيتي الرائع على حساب برشلونة مع أداء مُذهل. ورأت ان الفوز على برشلونة لم يكن عن طريق الحظ، بل كان مستحقاً، كانت ليلة عظيمة، وربما تكون نقطة تحول لغوارديولا. وأكدت: بعد الوصول إلى الدور نصف النهائي في الموسم الماضي، هذا الأداء يُشير إلى أن سيتي يمكنه الفوز بدوري أبطال أوروبا، لأن الجميع كانوا يتوقعون رأس غوارديولا. وقالت الصحيفة أيضاً: غوارديولا اكتشف طريقة محاربة الطبقة الأرستقراطية الأوروبية بعدما كان جزءاً منها. من جهتها قالت صحيفة الصن: ثنائية غوندوغان وركلة دي بروين الحُرَّة يختمون على فوز غوارديولا على فريقه السابق، غوارديولا قام بعمل كبير، واستطاع أن يحصل على المجد في صراع الأبطال. من جهته قال الإسباني غوارديولا مدرب مان سيتي إن فريقه تحدى التاريخ بفوزه على برشلونة في أمسية تمت تسميتها بالزلزالية والمثيرة على استاد الاتحاد، وأضاف: عندما لا يتواجد فريق مثل مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا على مدى 25 عاماً، ويواجه فريقاً كبيراً وجهاً لوجه ويفوز عليه فهذا إنجاز، لم نلعب ضد برشلونة بل لعبنا ضد تاريخنا. واحتفلت مدرجات الاتحاد بشكل جنوني ويحتاج الفريق 3 نقاط فقط من مبارياته المتبقية ليتأهل للدور الثاني، لكن المدرب يرى أن المشوار لا يزال طويلاً.ووصف غوارديولا نجمه أغويرو بالمذهل بعدما صنع هدف غندوغان الذي عادل هدف ميسي، وكان طوال المباراة شوكة في خاصرة البارسا، وقال: لعب بشكل مذهل، بالنسبة إلينا، أغويرو أكثر من لاعب مهم وبدونه لا نستطيع تحقيق أهدافنا، وأنا سعيد جداً به وسعيد لسيتي لكنني لست سعيدا جداً لأنني هزمت النادي الذي أحبه كثيراً. وتابع غوارديولا: لأول مرة في حياتنا لعبنا ضد أول فريق في العالم وهزمناه لذلك تستطيع أجيال هذا النادي أن تقول واو، يمكننا هزم أفضل فريق في العالم. في المقابل، قال لويس أنريكي مدرب برشلونة إنه لا يملك تبريرا للهزيمة أمام سيتي وأضاف: لعب سيتي بشكل مميز جداً، كانوا هجوميين واستطاعوا أن يجبرونا على ارتكاب أخطاء ، ليس لدي تفسير لما حصل، أعتقد أن ال40 دقيقة الأولى كانت واحدة من أفضل ما لعبنا خصوصاً في هذه المرحلة من البطولة وأمام منافس عالي الأداء، في الشوط الثاني تطلعنا لمواصلة الهيمنة لكن لم نستطع بسبب الأخطاء وضغط الخصم، سيتي استغل أخطاءنا ولديهم لاعبون رائعون. تفوق مالي تفوق نادي مانشستر سيتي الذي وصل نصف نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي على البطل ريال مدريد صاحب الألقاب ال11 في المسابقة الأوروبية وحصل على عوائد من البطولة وصلت ل230.76 مليون جنيه إسترليني في موسم 2015-2016 وهو ضعف العائد الذي حصل عليه مانشستر يونايتد . ونشر الاتحاد الأوروبي (يويفا) لائحة بعوائد الفرق ويعود سبب تفوق سيتي على الريال لحصته في صفقة البث التلفزيوني الإنجليزية الكبيرة. في المركز الثالث جاء يوفنتوس ب69.323 مليون جنيه يليه باريس سان جيرمان ثم أتلتيكو مدريد في المركز الخامس وتشيلسي في المركز السادس وروما سابعا وبايرن ميونيخ ثامنا وحل برشلونة في المركز التاسع وأرسنال في العاشر ثم فولفسبورغ الألماني وبعده ليون الفرنسي واحتل مانشستر يونايتد المركز ال13. شجار ميسي.. حقيقة أم قصة مختلقة؟ كشفت الصحافة الإسبانية عن تورط النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في شجار في نفق استاد الاتحاد بعد المباراة، حيث ثارت ثأرته بعدما سمع كلمة أنت غبي صادرة من أحد لاعبي سيتي. وأكدت صحيفة موندو ديبورتيفو أن ميسي تعرض للإهانة من أحد اللاعبين، الأمر الذي دفعه لرد الإهانة، وقال بصوت عال: تعال هنا وأرني وجهك أيها الحقير. وأوضحت الصحيفة أن سيرجيو أغويرو تدخل ليهدأ ميسي، مؤكداً له عدم معرفته بالشخص الذي أهانه. وفي المقلب الآخر، أوضح مايك كيغان، صحفي صحيفة الديلي ميل أن هذه القصة مختلقة، وأنه كان حاضراً عقب المباراة ولم يحدث أن تشاجر ميسي مع أي لاعب. سواريز: غوارديولا فاجأنا قال النجم الأوروغوياني لويس سواريز الذي زار ملعب فريقه السابق ليفربول والتقى صديقه البرازيلي كوتينيو: كان بمقدورنا حسم المباراة في الشوط الأول بتسجيل هدف ثانٍ، لكننا كنا نعلم أن الخصم سيلعب مثلنا بشكل جيد، أعتقد أن علينا أن ننتقد أنفسنا على الأداء الضعيف في الشوط الثاني. في الشوط الثاني غيّر غوارديولا طريقة اللعب وطريقة الضغط علينا، وهذا فاجأنا، علينا أن نستخلص الجيد والسيىء من هذا اللقاء. سيتي كان مهتماً أكثر منا بالفوز في ملعبه، لذا تعاملوا مع المباراة بطريقة أفضل. وأكد سواريز أن الخسارة لن تؤثر في استعدادات الفريق لرحلته لملعب إشبيلية، وقال: علينا الآن التفكير في مباراتنا المقبلة وهي مهمة أمام إشبيلية. مباراة كبيرة قال البلجيكي كيفن دي بروين الذي سجل هدفاً رائعاً من ركلة حرة في معرض تعليقه على المباراة: كانت مباراة كبيرة وكنا نعاني الضغوط، ارتكبنا بعض الأخطاء، لكن في الشوط الثاني قدمنا أداء مميزاً. عن هدفه قال: أعتقد أن حارس برشلونة شتيغن كان منحازاً إلى الوسط كثيراً. وقال الألماني غندوغان الذي سجل هدفين: بدأنا المباراة بتوتر، لكننا استعدنا الثقة في الشوط الثاني وهيمنا على برشلونة.