أطلقت مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز "مسك الخيرية"، اليوم فعاليات مهرجان "حكايا مسك"، حيث توافد مئات الطلبة منذ الصباح الباكر على أقسام "المؤلف الصغير" و"محترف الكتابة"، و"ساحات الرسم"، و"استديو الإنتاج"، ليبدؤوا بعد ذلك في حضور ورش عمل وعروض مسرحية قدمها رسامون ومؤلفون ومنتجون، تتحدث عن أساليب الإبداع في طرح الأفكار وعرض المحتوى. الفترة الصباحية لفعاليات مهرجان حكايا مسك اليوم، شهدت عقد ثلاث ورش عمل وثلاثة عروض مسرحية في قسم المؤلف الصغير، فيما شهد قسم محترف الكتابة عقد ست ورش عمل وثلاث ندوات، أما ساحات الرسم فشهدت انعقاد 6 ورش عمل و3 عروض مسرحية للرسم، بينما شهد معمل الأنميشن "الرسوم المتحركة" ست ورش عمل وثلاث ندوات، والحال كذلك في قسم استديو الإنتاج، كما تشهد الفترة المسائية إعادة انعقاد جميع هذه الورش والندوات من الساعة الخامسة حتى الساعة العاشرة مساءً. وانطلقت بعد عصر اليوم فعاليات سوق حكايا التي شارك بها 30 شاباً وشابة لعرض إبداعاتهم في لوحات رسم ومجسمات وأعمال حرفية، بينما تبدأ فعاليات مسرح حكايا الساعة السادسة بفقرة حكايا شباب يتحدث خلالها عمرو الناظر، يتبع ذلك عرض مرئي لأفلام قصيرة، وعند الساعة التاسعة من مساء اليوم يستضيف المسرح الدكتور عبدالله المغلوث في فقرة حكايا مرابطين يتحدث خلالها عن تجربته في تغطية أحداث الحد الجنوبي، يتبع ذلك عرض مسرحية حبل غسيل. المؤلف الصغير سجلت أروقة قسم "المؤلف الصغير" توافد المئات من طلبة المرحلة الابتدائية، وبدأت ورش العمل في عقد جلسات عملية عن كيفية تعلم كتابة القصة، والتأليف، عبر أقسام خصصت وجهزت بأحدث وسائل التقنية لتعلم كتابة القصة، والتي كانت بمثابة جلسات عصف ذهني يقودها متخصصون في الكتابة وأساليبها، مستعرضين مراحل كتابة القصة من الفكرة مروراً بالرسم حتى الوصول إلى إنتاج قصة قابلة للنشر. وكان للقائمين على قسم المؤلف الصغير طرق مبتكره لتعليم المشاركين في اليوم الأول طرق الكتابة، وتأليف القصة من خلال الْجَمْع بين قيم التعليم والتدريب والتثقيف، إضافة إلى إدخال بعض الفقرات الترفيهية والتفاعلية. وتحدث عدد من المشاركين في ورش العمل التي جرت في اليوم الأول عن مشاركتهم وتفاعلهم، إذ يقول محمد الرابغي، إن سبب حضوره إلى قسم المؤلف الصغير هي الرغبة في المشاركة وتجربة تأليف القصص والكتابة، لا سيما أنها تقدم بطرق مبسطة وسهلة في إيصال المعلومة مع التطبيق العملي والتجربة من خلال كتابة القصة، وإنتاجها، وطباعتها في نفس الوقت. من جهته قال محمد عمر البالغ من العمر ١٢ عاماً، إنه استفاد من التطبيقات العملية في القسم، بينما قال عطية محمد الذروي -وهو أحد الزوار- إنه تمكن من كتابة قصته والتي كانت حول المدينة المنورة، مبيناً أن تجربته في كتابة القصة والتأليف كانت مفيدة بالنسبة له شخصياً، خصوصاً أنها شرعت له الأبواب للدخول إلى عالم القصة، والكتابة، معتبراً أن مثل تلك الورشة مهمة في تنميه المهارات، وتطوير الإبداعات . ساحات الرسم تحوّلت ساحات الرسم ضمن فعاليات الأقسام الإبداعية بملتقى حكايا مسك، إلى خيمة لتأمل الزائرين في تفاصيل لوحات معروضة على الجوانب، ومن ثم ورش عمل وعروض مسرحية يقدّمها رسامون بهدف إتاحة الفرصة أمام الحضور لبث آمالهم والتعبير عنها عبر الرسم. أجواء تلك الساحات دفعت بطلاب المدارس ممن زاروا الملتقى خلال الفترة الصباحية إلى خوض تجربة محاكاة واقعية، والتي بدأت بجانب فكري نظري لتنتقل فيما بعد إلى عرض عملي كان نتاجه أكثر من 40 ورقة رسمها الطلاب من تلقاء أنفسهم. ويرى مقدّم العرض المسرحي الروائي والرسام مهنا طيب، فاعلية إشراك الحضور في ممارسة الرسم المباشر مع المشاركين من الرسامين ومناقشة رسوماتهم مباشرة في نفس الوقت. وقال: مثل تلك المناقشات تركت انطباعاً إيجابياً لدى كل طالب تقدّم برسمه أمام زملائه عبر منصة الرسم، وهو ما زرع بداخلهم حب أوراقهم ليتهافتوا على تذييلها بتوقيع الرسامين بالساحات. ولفت إلى تقديمه لعرضين مسرحيين اليوم وورشة عمل مكثفة لمدة ساعة ونصف تحوي مهارات الرسم والتركيز في التفاصيل، في حين سيقدم عرضاً مسرحياً وورشة عمل اليوم ومثلها غداً. وعلى الجانب الآخر من ساحات الرسم، أعشاب طبيعية تعرف باستخدامها كمشروبات ساخنة، فضلاً عن بذور تدخل في بهارات المأكولات، سخرتها الرسامة إيمان سراج في لوحاتها لتعتمد عليها كلياً كألوان طبيعية تنتج منها لوحات فنية مختلفة. وتقول إيمان سراج: أستخدم الشمندر والكركم والزعفران واللبن والطحين وبن القهوة على اختلاف أنواعها ما بين العربية والتركية وحتى سريعة التحضير، وذلك للرسم بها والدمج فيما بينها بهدف الحصول على درجات ألوان مختلفة. وذكرت أن لكل خامة طريقة في إعدادها كألوان، إذ بعضها تحتاج إلى غليها على النار، في حين يكتفى بإضافة الماء العادي للبعض الآخر بكميات مختلفة باختلاف درجات الألوان المراد الوصول إليها. وأضافت: تعد القهوة من أصعب الخامات المستخدمة في الرسم مقارنة بالألوان المائية العادية، إلا أنها تعتبر أكثر سهولة من الإكروليك، مبيّنة أن المنتج الأخير من الأعمال المرسومة بالقهوة يشبه كثيراً الرسم بالألوان المائية. ولفتت إلى أن اللوحة الواحدة تستغرق ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بمعدل 4 ساعات عمل يومياً، لا سيما وأن كل طبقة من طبقات الألوان المستقاة من تلك الأعشاب والبذور تحتاج إلى التجفيف قبل وضع الطبقة الثانية عليها. إدارة الحشود 110 متطوعين من الفتيات والشباب يديرون فعاليات ملتقى حكايا مسك في نسخته الثانية بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية وعلى مدار ثلاثة أيام متتالية، ليكملوا به ساعات التطوع الـ100 والمطلوبة منهم كأحد شروط التخرج من جامعة الأعمال والتكنولوجيا. 60 طالبة ومثلهن من الطلاب، يتفاوتون في مستويات التطوع، فمنهم القادة والقائدات، وآخرون لا زالوا تحت التدريب ضمن نادي التطوع التابع للجامعة، والذي يقدّم لهم برامج تدريبية متعددة، إلى جانب 10 متطوعين إضافيين لسد النقص وقت الحاجة. وتؤكد وكيلة شؤون الطالبات بجامعة الأعمال والتكنولوجيا سحر الحسيني، استمرار تدريب المتطوعات قبل وأثناء وبعد فعاليات الملتقى، وأضافت: كل متطوعة حريصة على تمثيل نفسها بصورة مشرّفة من خلال هيئتها وتعاملها مع الزوار. وأشارت إلى تدريب القائدات من المتطوعات للمستجدات في التطوع، فضلاً عن عقد اجتماعات لمناقشة أبرز الملاحظات والثغرات والعمل على تحسينها وتلافيها أولاً بأول. ولفتت إلى ضرورة إتمام كل طالبة بالجامعة لـ25 ساعة تطوعية خلال الفصل الدراسي الواحد، في حين تنضم الطالبة للعمل داخل الجامعة إذا لم تكمل ساعات التطوع المطلوبة منها قبل التخرج. أمام ذلك، أوضح مشرف المسؤولية الاجتماعية بجامعة الأعمال والتكنولوجيا بدر الغانم، تمكّن المتطوعين والمتطوعات القائمين على فعاليات حكايا مسك، من التواصل مع الناس بمهارات عالية، إلى جانب إدارة الحشود والإسعافات الأولية. وأضاف: يتم إخضاعهم لدورات تدريبية وورش عمل تعقد داخل الجامعة بالشراكة مع جهات رسمية كالغرفة التجارية الصناعية تتيح لهم الحصول على شهادات معتمدة، عدا عن تجارب تدريبية يتم تنظيمها في نفس مواقع الفعاليات.