يشارك أكثر من 300 صحافي عربي وعالمي في الملتقى التاسع لشبكة أريج (إعلاميون من اجل صحافة استقصائية عربية)، والذي يلتئم في منطقة البحر الميت في الأردن في الفترة الممتدة ما بين 1 3 ديسمبر/ كانون الأول، بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى العشرية الأولى على انطلاق عمل الشبكة في الدول العربية. تحت شعار "أريج: عقد من صحافة الاستقصاء العربي: نرى، نسمع، نكشف"، يستضيف ملتقى هذا العام الصحفي الدولي المخضرم وولتر "روبي" روبنسون، رئيس الفريق الصحفي الاستقصائي المعروف بـ "سبوتلايت" أو "في دائرة الضوء" في صحيفة "بوسطن غلوب" الذي فضح تحرش كهنة الكنسية الكاثوليكية بالأطفال في أبرشية بوسطن، والذي تحولت قصته إلى فيلم سينمائي فاز بجائزة الاوسكار 2016. ويشارك في الملتقى أيضاُ نخبة من المدربين الصحافيين في العالم منهم: أيقونة الاستقصاء التلفزيوني العربي الزميل يسري فوده، أحد مؤسسي شبكة أريج ورئيس تحرير ومقدم برنامج "السلطة الخامسة" على فضائية دويتشه فيله. والأسترالي أيفو بوروم، كبير مطوري صحافة الموبايل، المعروفة بـ "الموجو" وفريق عمل تحقيقات "أوراق بنما" من الولايات المتحدة الأمريكية والذين قادوا أضخم جهد استقصائي عابر للقارات. وتقدم الزميلة ديمة الخطيب، رئيس تحرير منصة +AJ عرضاً حول طرق تحويل المحتوى الوارد من الجمهور لتقديم خدمة الأخبار على شكل مقاطع فيديو، إضافة إلى رسوم توضيحية (إنفوجرافيك) ومحادثات عبر سكايب ولمسات شخصية أخرى. من جهتها، قالت المدير التنفيذي للشبكة رنا الصبّاغ، إن أريج نجحت إلى حد كبير خلال العقد الماضي في ترسيخ ثقافة الصحافة الاستقصائية الغائبة عن معظم غرف التحرير العربية، نتيجة معوقات سياسية ومهنية وقانونية ومجتمعية ومالية وأخرى مرتبطة بإملاءات السلطة ورأس المال. وتابعت "عملنا في بيئة طاردة وأقرب ما تكون إلى المستحيلة، لذلك فمن حق جميع من ساهم في تأسيس أريج وتطويرها، ونفّذ مئات التحقيقات بإشرافها ودعمها وكان سبباً في تفعيل دور "السلطة الرابعه" أن يحتفل بقصة نجاحنا هذه". وتؤكد الصبّاغ: "استمرينا بالعمل لخدمة شعوبنا وقضايا مجتمعاتنا ولمأسسة صحافة المسائلة القائمة على توثيق الحقائق والمعلومات باحترافية ومهنية ودقة، إذ لم يتعرض الأريجيون، لغاية اليوم للمساءلة القانونية بسبب دقتهم وحرصهم على التوثيق. وبالرغم من الحروب الأهلية والقلاقل السياسية التي تعصف بعديد الدول التي نعمل فيها، وانخفاض سقف الحريات في منطقتنا وغياب التعددية بكافة أشكالها وصعوبة الحصول على معلومات تمددنا في المنطقة وتطوّر أسلوب عرض التحقيقات الاستقصائية وقوة تأثيرها". وتابعت الصباغ: "أصبحنا مثالاً للصحافة المحترفة والمستقلة التي باتت مصدر إلهام لعديد المؤسسات الإعلامية خارج نطاق عمل الشبكة، ما شجّع مجلس إدارة أريج على اتخاذ استراتيجيات جديدة، سيعلن عنها في نهاية الملتقى لتمنح الشبكة قدرة أكبر على الحركة والوصول إلى أكبر عدد ممكن من الصحافيين الجادين في العالم العربي، بعد أن أضحت أريج عنواناً للصحافة المحترفة التي تساهم في إحداث تغيير صوب الأفضل". وتتمحور جلسات الملتقى في فندق الموفنبيك/ البحر الميت على ضمان أمن وسلامة الصحفي الجسدية، تحصين ملفاتهمم الإلكترونية، تدقيق المعلومات المتدفقه عبر الانترنت وتتبع مسارات أموال مختلسة إلى جزر الأمان الضريبي. كذلك تتعلق بتقنيات السرد القصصي البصري الحديثة، التعامل النفسي مع الصدمات والضغوط، الكتابة للمنصات الإعلامية المختلفه، دعم التحقيقات الاستقصائية بصور احترافيه، وطرق عرض القصص عبر البيانات وسرد التحقيقات الاستقصائية الطويلة والقصيرة على منصات مختلفة. ويشهد الملتقى عرض تحقيقات استقصائية مرئية ومكتوبة عن انتهاكات البيئة وحقوق الإنسان واستغلال المستهلك أنجرها الزملاء الأريجين في مناطق عمل الشبكة؛ الأردن، سورية، لبنان، مصر، البحرين، اليمن، العراق، فلسطين وتونس. ويستقطب الملتقى إعلاميون من دول عربية أخرى: الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، موريتانيا والسودان والجزائر وليبيا ما يعد فرصة نادرة لتشبيك مبدعين عرب مع خبراء دوليين في صحافة الاستقصاء، لهم حضور مميز في مؤتمرات دورية تنظمها منظمة الصحفيين والمحررين الاستقصائيين/ أمريكا والاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين ICIJ. وفي ختام هذه التظاهرة، التي تعقد في الأردن للمرة الثامنة، توزع الجوائز على الأريجيين الذين أنجزوا أكثر التحقيقات تأثيراً هذا العام عن فئات المطبوع والمرئي القصير/الطويل وجائزة خاصه لأفضل تحقيق استقصائي عابر للحدود. منذ نشأتها في أواخر 2005 في عمان، درّبت أريج مايزيد عن 1600 صحافي ومحرر وأستاذ إعلام وطالب وساهمت في تأسيس وحدات استقصاء في وسائط إعلام في الاردن، تونس، فلسطين، اليمن، مصر ولبنان وشجعت الاريجيين على قيام ستة مؤسسات اسستقصائية محلية في تونس والعراق وفلسطين وسورية واليمن. كما أشرفت الشبكة على بث/ ونشر قرابه 450 تحقيقاً استقصائياً على فضائيات محلية وعربية ودولية مثل "بي.بي.سي" و"الجزيرة" الانجليزية و"دويتشه فيله" بالعربي و"العربي الجديد". وتستخدم عدة كليات إعلام عربية مساق أريج التدريسي (ثلاث ساعات فصلية معتمدة) مبني على منهجيتها الميدانية للصحافة الاستقصائية. يرعى بعض فعاليات المؤتمر كل من تلفزيون دويتشه فيليه، والبنك الأردني الكويتي، وسفارات عالمية مثل مملكة هولندا والولايات المتحدة الأمريكية، ومؤسسة إيبرت شتيفتونغ/ مكتب عمان، إضافة إلى المانحين الرئيسيين: المنظمة السويديه للتعاون الدولي (سيدا)، منظمة الـ أي.أم. أس الدنماركية، سفارة مملكة النروج في عمّان ومنظمة المجتمعات المفتوحة OSF.