×
محافظة المنطقة الشرقية

القرية التراثية.. كنز العادات والتقاليد

صورة الخبر

بيروت: الخليج يسجل معرض الشارقة الدولي للكتاب حضوراً ثقافياً وجماهيرياً على الساحتين العربية والدولية، وهو يعتبر من المعارض التي استطاعت خلال السنوات القليلة الماضية أن تجسد الثقافة كمفهوم بجانب الترويج للكتاب العربي والأجنبي، وذلك من خلال ما قدمه ويقدمه المعرض من فعاليات ثقافية وندوات وأنشطة وبرامج متنوعة، تستمر على مدار فترة انعقاد المعرض. في التحقيق التالي يسجل عدد من المثقفين اللبنانين المعروفين على الساحة العربية آراءهم في هذا المعرض الكبير الذي تحتفل الشارقة هذا العام بدورته الخامسة والثلاثين. يرى الأديب والشاعر سلمان زين الدين أن المعرض حقق، سنة تلو أخرى، قفزات نوعية، جادة وفاعلة يؤكد ذلك، الحضور المكثف من دور النشر العربية والدولية التي ستشارك هذا العام، إلى جانب أُدباء وشعراء ومفكرين، منهم من يأتي للمرة الأولى وآخرون اعتادوا على المشاركة، لا بل أدمنوا على الحضور، حتى أصبح المعرض شغفاً لديهم، وسياحة فكرية وثقافية وحضارية تمتد على الساحتين العربية والدولية. يشير سلمان إلى أن المعرض أصبح علامة فارقة في تاريخ الثقافة، خصوصاً إذا أخذنا بالاعتبار مشاركة 1420 دار نشر من 60 دولة، تعرض مليون نصف عنوان من الإصدارات القيمة، القديمة والجديدة، وبذلك تسجّل دورة 2016 أعلى نسبة مشاركة، إلى جانب الندوات ونشاطات ثقافية وبرامج فنية متنوعة، تستمر حيوية على مدى عشرة أيام.. بالتالي قطع معرض الشارقة الدولي للكتاب شوطاً طويلاً في بناء الإنسان المثقف، ونجح في خلال مسيرته لثلاثة عقود ونصف، ليصبح واحداً من أهم معارض الكتاب، وأبرز الروافد الثقافية والفكرية على المستويين العربي والدولي. في المقابل، يأسف سلمان لافتقاد العالم العربي إلى تناقص جمهور القراء، كباراً وصغاراً، سنة بعد أخرى، حتى أصبحت النسبة تدعو للخجل، وقد لا يمضي وقت طويل حتى تلفظ الثقافة أنفاسها. ويضيف: تحاول معارض الكتب العربية والدولية معاً، إعادة جمهور الكتاب إلى عقود طويلة مضت، حين كان الكتاب خير جليس، وقد يكون معرض الشارقة في مقدمة الساعين إلى نشر حب الكتاب والمطالعة، ودائماً من خلال مجموعة النشاطات الثقافية التي لا تغيب عن الإمارة طوال أيام السنة، لكن المؤسف أيضاً، أن هذه المحاولات، من الشارقة كما من عواصم ومدن عربية أخرى، لم تؤد الغاية المطلوبة، أقله حتى الآن، ففي الزمن الراهن، ومع الأسف الشديد، نشهد عزوفاً ملحوظاً عن شراء الكتب، فقد يكثر رواد المعارض، لكن قلة منهم تشتري الكتاب، وأقل منها هي التي تقوم بقراءته، ويلفت إلى إحصائيات دولية أخيرة على بعض المواقع الإلكترونية، بيّنت أن 80 عربياً يقرأون كتاباً واحداً في السنة، بينما يقرأ الأوروبي الواحد 35 كتاباً في السنة.. علماً أن أكثر الكتب مبيعاً في منطقتنا هي الدينية والطبخ والأبراج. والمفارقة أن هذا كله يحصل في أمة تحضّ السورة الأولى من كتابها الكريم، على القراءة، كذلك من المفارقات الطريفة أن القادرين على شراء الكتب لا يحبون القراءة، وأن من يحب القراءة قد لا يكون قادراً على شراء الكتب في بعض الأحيان. وينتهي سلمان للتأكيد على أنه ورغم كل الظروف، فأنا لا أرى بديلاً عن الكتاب، مهما تقدمت وتنوعت وسائل أدوات المعرفة، ولابُدّ من أن يأتي يوم، تستعيد القراءة حماسها وشغفها لدى المواطن العربي، ويعود لمعارض الكتاب ازدهارها. عرس ثقافي ومن جانبه يقول الكاتب أحمد بزون: يعتبر المعرض، واحداً من أهم أربعة معارض مماثلة في العالم، وهذا يكفي ليكون محط اهتمام المعنيين بالكتاب في العالم العربي والعالم أجمع، لذا نرى أن المعرض، منذ بدأ تطوره والاهتمام شخصياً به من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لثلاثة عقود ونصف مضت، استطاع أن يجتذب عدداً كبيراً من دور النشر العربية والعالمية حتى وصل هذا العام إلى ما يزيد على 1400 دار نشر. كذلك يجتذب المعرض سنوياً، عدداً كبيراً من الكتّاب والمبدعين العرب، إضافة إلى عدد من نجوم الفن، وبذلك يتحول إلى عرس ثقافي دولي، يحضره ليس فقط أهل الشارقة، إنما جمهور دولة الإمارات بشكل عام، إضافة إلى العاملين في الإمارات من جنسيات مختلفة، وهم كثر، وجمهور كبير يأتي من جميع أنحاء العالم، ويستقطب المعرض عناوين مختلفة باللغات الحية، والعربية بوجه خاص، وتبعاً لما ذكرته هيئة الشارقة للكتاب، فقد وصل عدد العناوين المشاركة إلى مليون ونصف المليون كتاب، وإن مجرد التطلع إلى هذا الرقم، فضلاً عن النشاطات والفعاليات والحضور الإبداعي إلى الجمهور، يكشف إلى أي مدى حقق المعرض حضوره الثقافي والحضاري على الساحة الدولية ونحن نتمنى أن يكون الاهتمام بأي معرض عربي دولي موازياً لما يحصل في الشارقة، الذي بات معرضها مثلاً يحتذى إن كانت هناك إرادات من قبل الجهات الرسمية، ذلك أن أي معرض، وبهذا الحجم، يحتاج إلى دعم واحتضان رسميين. مشاركة نوعية ويقول الكاتب شربل داغر: لقد كان من دواعي سروري تلقي الدعوة للمشاركة في المعرض، مع نخبة من الأدباء العرب المتميزين، فقد شاركت في الشارقة في أكثر من ندوة ومؤتمر، كما حكمت أكثر من مرة في البينالي الدولي فيها للفنون المعاصرة، ما يضيف ويعزز بالتالي علاقاتي النشطة والحيوية والمتمادية مع الثقافة والفنون والنشر فيها، أما مشاركتي في هذا المعرض فتمثل لي مشاركة نوعية، أعتز بها، إذ ستكون مناسبة لإطلاق الترجمة الإنجليزية لكتابي: الحروفية العربية: فن وهوية، بعد أن تعاونت على ترجمته ونشره مؤسسة بارجيل للفنون المختصة بفن الحروفية، من جهة، ودار سكيرا الإيطالية المتميزة في إصدارات كتب الفن في العالم، من جهة ثانية، ستكون هذه المشاركة هي حفل الإطلاق العالمي لهذا الكتاب، بعد خمسة وعشرين عاماً على صدوره الأول بالعربية، وستتبع هذه المشاركة لقاءات أخرى حوله، في مكتبة الإسكندرية وغيرها. كما سيكون لي، في المعرض، محاضرة تحت عنوان: الفن بين القيمة والمعنى. كما ستكون لي، في المعرض مشاركة أخرى، وهي حفل توقيع روايتي الجديدة: ابنة بونابرت المصرية، إذ اختارت دار النشر، المركز الثقافي العربي، إطلاق هذه الرواية ولأول مرة في الأسواق العربية في معرض الشارقة، لما يتمتع به هذا المعرض من مشاركة نوعية من قبل دور النشر العربية والأجنبية.