تحقيق: نجاة الفارس أكد عدد من الكتاب والأدباء أهمية معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومكانته الرائدة في المنطقة، فهو متنفس ثقافي عالمي للجميع، حيث أسهم منذ 34 عاماً في الانفتاح الثقافي والتبادل المعرفي والحضاري، وشددوا على أن المعرض كان الوجهة الأولى لجميع المثقفين والأدباء والكتاب، كما استعرضوا أهم ذكرياتهم في ربوع هذا الصرح الحضاري الراقي. يقول الدكتور الشاعر شهاب غانم: إن المعرض مفخرة من مفاخر الإمارات فهو من أهم معارض الكتب في العالم العربي بل العالم، ولا شك عندي أن هذا المعرض لعب دورا مهما في اختيار الشارقة عاصمة للثقافة العربية عام 1998 وفي اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014. وحول ذكرياته مع المعرض قال غانم: أقيم المعرض لأول مرة في يناير/كانون الثاني 1982 وكان ذلك في خيمة، وكنت في التوقيت نفسه قد أصدرت كتابي الأول وكان ديوان شعر بعنوان بين شط وآخر نشرته على حسابي في مطبعة صحيفة البيان، وفي يوم صدور الكتاب في منتصف يناير وفي نفس المطبعة صدر لشقيقي الدكتور قيس غانم أول كتبه، وكان كتاباً طبياً صغيراً باللغة العربية بعنوان مرض الصرع، وكان إهداء الكتابين باسم والدنا الشاعر الكبير الدكتور محمد عبده غانم رحمه الله، وقد ذهبت مع الدكتور قيس وشقيقي الآخر الدكتور المحامي عصام غانم رحمه الله إلى أبوظبي وقدمنا كتابينا كما قدم الدكتور عصام مجموعته الشعرية آمال لوالدنا بمناسبة عيد ميلاده السبعين في ذلك اليوم، وكان والدي يومها يعمل مستشاراً ثقافياً في سفارة اليمن بأبوظبي. وأضاف الدكتور غانم: ثم ذهبت مع الدكتور قيس في إثر ذلك إلى خيمة معرض الكتاب في الشارقة فاستقبلنا الدكتور الصحفي يوسف عيدابي بغاية الترحاب وسلم كل واحد منا خمسين نسخة من الكتابين فوضعهما عند مدخل الخيمة لكي يكونا أول ما يرى زوار المعرض وأتذكر بالفعل أنه بيعت أكثر من أربعين نسخة من كتابي خلال أيام المعرض، ووضع الدكتورعيدابي لاحقا الديوان الأول للشاعر الإماراتي أحمد راشد ثاني رسائل إلى أمي بالقرب من كتابينا. ويضيف الدكتور غانم: توسع المعرض وانتقل إلى موقع على طريق الخان في موقع بين دار الخليج والقصباء وكان الاقبال عليه كبيرا بحيث كنا نعاني في الحصول على موقف للسيارات، ثم انتقل في السنوات الأخيرة إلى موقعه الحالي الضخم الممتاز في موقع أرض المعارض، مشيرا إلى أنه في عام 2003 تقدمت بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن السفير السلوفاكي الدكتور بيتر جولدش بتقديم كتابنا لآلئ وتمرات إلى جائزة معرض الشارقة للكتاب ونال الكتاب جائزة الكتاب المترجم وقدم لنا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة جائزة الكتاب في حفل أقيم في القصباء مصاحب للمعرض. أما الكاتب عادل خزام مدير إدارة المحتوى للتلفزيون والإذاعة في مؤسسة دبي للإعلام فيقول: أستطيع أن أجزم أن المعرض هو الوجهة الأولى لجميع المثقفين في الإمارات، فمن هذا البيت انطلقنا جميعا نحو المعرفة واستطعنا أن ندرك ما هو مهم وضروري من الإصدارات، ومنذ دوراته الأولى أصبح المعرض هو الحاضنة السنوية الكبرى لجميع الإبداعات الإماراتية، والنافذة التي نطل عليها ونتعرف من خلالها إلى الإبداعات العربية والعالمية، ومع الزمن تراكمت التجربة وأصبحت غنية بكل ما فيها من استضافات لكبار الأدباء العرب في الأمسيات الشعرية والندوات الفكرية والبرامج المصاحبة، لقد تكاملت هذه العناصر لتخلق حالة من العرس الثقافي الكبير الذي نفرح به كل عام. إن المعرض اليوم يضيف لا أقول شمعه وإنما يضيف شمساً جديدة في كل عام بوطننا الجميل، وأنا سعيد جداً بالمشاركة هذا العام في محاضرة عن دور الشعر، ويتزامن المعرض في وقت تعيش الإمارات فيه عرس عام القراءة. الكاتب سعيد حمدان الطنيجي مدير جائزة الشيخ زايد للكتاب يرى أن المعرض هو جزء من ذاكرة وهوية المكان والإنسان ليس فقط بدولة الإمارات ولكن على المستوى الإقليمي والعربي والدولي، وفي هذا العام سيقدم المعرض مالا يقل عن 400 فعالية ثقافية وأدبية وعلمية تقام على هامشه، مؤكدا أنه أصبح تقليدا سنويا ترتاده كافة الأعمار، منذ عدة سنوات، فقد نشأت أجيال وترعرعت على حضور هذا العرس الثقافي الجميل، وهو ليس فقط سوق للكتاب وإنما هو فرصة للتواصل والتقارب والتعارف الثقافي، وقد تطور المعرض جداً بفضل اهتمام ومتابعة وحرص صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حتى أصبح معلم دولي نفتخر ونعتز بوجوده سنويا، ونحن نرى جميع المؤسسات ومختلف الدوائر الحكومية تحرص وتسارع لدعم المعرض والمشاركة في نجاحه. ولفتت الكاتبة مريم محيي الدين ملا إلى الحميمية التي تشعر بها تجاه المعرض فقد تابعته منذ بداياته وحتى الآن، وقد كان موقعه مقابل لشرفة منزلها، ولا زالت تذكر كيف كان الناس يدخلون المعرض وهم متشوقون لما فيه وكل يبحث عن اهتماماته، لقد توسع وتطور أكثر على مدى عدة سنوات في المساحة وعدد دور نشر والفعاليات، وقالت لقد وقعت في المعرض إصدارين من نتاجي الأدبي الأول ديوان شعر بعنوان شظايا نافذة وذلك عام 2008، وكم كان شعوري بالفخر والاعتزاز بأن أصبحت كاتبة مشاركة في المعرض، وفي عام 2010 وقعت روايتي حدائق النار ومع أني كتبتها في مصر إلا أني حرصت على نشرها في الشارقة، مضيفة أن المعرض فعالية ثقافية مهمة تتيح الفرصة للتبادل الثقافي. وتقول الكاتبة منى كاظم يشكل المعرض تظاهرة ثقافية تعكس مدى تقدم وتطور المجتمع، فالمعرض ما هو إلا واحة خضراء تظلل من يقصدها وتكون الملجأ لكل باحث عن المعرفة ومتعطش للنور، وقد بات المعرض حدثاً ينتظره الكثير من المثقفين من عدة بلدان عربية وأجنبية وليس فقط دولة الإمارات. وأضافت ذكرياتي مع المعرض بدأت منذ أكثر من عشرة سنوات، عندما كنت أصطحب أبنائي ونحن على أهبة الاستعداد والتجهيزات وكأننا على موعد مع أجمل عرس، نطوف بين أروقة الناشرين وتلتقط أعيننا صورا لكتب بعضها يرحل بنا مئات السنين في الماضي وبعضها يربك عقولنا فمرةً ترتسم على وجوهنا ابتسامة تعبّر عن سعادتنا بقصة مفرحة ومرّةً نقاوم دمعةً فرضها علينا الكاتب المبدع عبر سحر كلماته المؤثرة.