×
محافظة المنطقة الشرقية

جائزة الشيخ زايد تتلقى الترشيحات لأدب الطفل

صورة الخبر

يبدو أن كلمة"النظرية"نفسها تثير في بعض الأحيان الهلع في نفوس الناس، وهو أمر له أكثر من أسباب تبرره وتفسره، فالكثير من النظريات الحديثة بمستواها الثقافي عصية على الفهم أو يراها البعض شيئاً مبتذلاً لا معنى له وفي هذا الصدد يذكر الأستاذ فايز الغيداني أن ثقافتنا ليست ثقافة تتقبل النظرية بكل تفاصيلها وتشعباتها بثقة وسهولة، بل إننا وفي مراحلنا التعليمية تعلمنا أن لا نثق بالنظرية التي تحلل مشاكلنا الثقافية وواقعنا المحلي لأننا وبكل بساطة لم نكتسب هذه الممارسة الواقعية مما يجعل الكثير من الأذهان تعتقد بأنها-أي النظرية- شيءٌ متجاوز لإدراكنا ولواقعنا ولثقافتنا....مختتماً حديثه أن ما يزيد الطين بله أن العلم الإنساني والمتناول للجوانب الثقافية والسلوكية البشرية هو علم متجدد ومتغير حيث إن بعض الدراسات البحثية تشير أن العلم يتعرض لتغير في جوهره كل ما يقارب العام والنصف وهذا ما يؤكد عليه أيضاً كتاب بنية الثورات العلمية والغني عن التعريف إلا أن ما يتم تعليمه حالياً هو إذا صح التعبير من القرون السالفة والتي قد تم نفي بعضها دون أي يعرف بذلك حتى المتخصصين في المجال نفسه. فيما يشير مرزوق العمري أن الثقافة المحلية وتكوينها في حد ذاته ساهم كثيراً في إقصاء هذا التفكير العلمي بل إن المتخصص أوالمتحدث أوالمنظّر أيضاً يتم تصنيفه في الحراك الشعبي بأنه أقل الناس واقعية وبعيدا عن الخبرات والممارسات المحلية بينما في العالم الغربي وفي الأقسام العلمية وغير العلمية التي تهتم بالثقافة نجد أن الإعلام والبشر ذوي التعليم المتدني يهتمون بالبحوث ذات الطابع الميداني ويعقدون لها برامج إعلامية وندوات متاح للجميع حضورها مما يجعل الباحث يكتسب شهرة واسعة ودافعاً أكثر نحو التناول وعرض الحلول، ليس كحالنا في العالم العربي الذي يقصي النظرية؛ لأنه لا يثق بها أو لأنه يعتقد بأنها مفصولة عن الواقع ولا تحمله بشكل شارح وواضح ومحلل حتى المهارات القليلة التي يتعلمها المتعلم في الجامعات وغيرها سُرعان ما يتم نسيانها بسبب عدم ممارستها عملياً في مجاله الوظيفي. وفي الطرق التي من الممكن أن تساعد على تغيير هذه الصورة النمطية في محيطنا يشير ماجد الشهري إلى أن المشكلة التي لا بد أن نعالجها هو في الأساس كيف نتعلم التفكير النظري والتحليلي في مراحل التعليم التأسيسية بل في الأسرة قبل ذلك بدلاً من الطريقة القديمة في التعليم والتي تعتمد على الاستقبال ونبذ ثقافة السؤال أو الاعتراض حتى على المسلمات القابلة للدحض وإعمال العقل نحو الإجابات والاحتمالات المتعددة والمختلفة لنعرف كيف ننظر إلى الأشياء بشكل شمولي،مضيفاً... أن الإشكالية الأساسية هي المؤسسات التي تقدم المعرفة؛لأنها تقدمها بصور تتسم بالانفصام عن الواقع ففي كندا مثلاً تركز الكثير من المدارس الأولية والجامعات على التدريب الميداني ليس فقط في الأشياء المتعقلة بالعلم الطبيعي وإنما أيضاً في المشكلات الثقافية ويكون هذا النزول الميداني مرتباً ومنظماً يحض على التحليل واستكشاف الأسئلة المهمة من الشارع وليس من الكتب فقط. فيما سلم الأستاذ ماجد الشهري بأن المشروع الثقافي النظري مفيد وضروري إلا أن بها عيوب لا يمكن تحاشيها على المستوى الداخلي وهو غموض الطريقة والمهارات التي من الواجب امتلاكها بالإضافة إلى تشرذمها وانقسامها....مشيراً إلى أن هذين العيبين يرجع إلى طبيعة العلوم الإنسانية والتي غالباً من تخضع إلى آراء متباينة ومختلفة أحياناً ورغم هذا لا نستطيع أن ننكر أن الاشتغال بالتحليل واقعياً هو جزء من الحياة اليومية وطريقة لفهمه أيضاً وإلا أصبحنا كائنات تُقاد وتحاصر لأتفه الأسباب وهذا ما يحدث فعلاً فإننا وللأسف نتبع الآراء والمشورات أكثر مما نتبع التفكير المنطقي بحده الأدنى!