صحيفة المرصد:اعتبر الداعية و الدكتور محمد السعيدي ، أن الأزمات التي تعاني منها مصر في الوقت الراهن وراءها، مؤامرة دولية خطيرة لا تستهدف الحكومة المصرية، بل تستهدف الوجود المصري على الخارطة. وقال الكاتب السعيدي ، في مقال له عبر موقعه الرسمي محمد بن إبراهيم بن حسن السعيدي بعنوان مَن سيأوي أربعين مليون لاجئ سعودي؟: اقرأ معي المشهد التالي في الحالة المصرية، وهو يتضمن مقدمات واقعة حاليًا، ونتائج متوقعة إن لم يتولَ الله المسلمين بستره ويتداركَ سبحانه السياسيين والمفكرين والاقتصاديين بتوفيقه إياهم للرأي الصائب، وتقديم مصلحة البلاد والعباد على مصالحهم الخاصة ورؤاهم السياسية والحزبية التي يجب أن تنصرم، ويتم استبدالها بما يتناسب مع متغيرات الأحوال ومستجدات الأحداث والوقائع. وألقى الأكاديمي السعودي، الضوء على المشهد الحالي في مصر بجميع جوانبه، وما تعاني منه البلاد من أزمات، موضحًا أن أزمة الدولار في مصر في التصاعد حتى بلغت الحاجة المصرية إليه تٓفُوقُ عشر مرات حجم الموجود في البنوك المصرية والسوق المحلية، الأمر الذي نتج عنه انخفاضٌ كبيرٌ جدًّا، وغيرُ مسبوق في سعر الجنيه مقابل الدولار. وعن أداء الحكومة المصري تجاه ما تتعرض له البلاد قال الأكاديمي ، إنها فشلت في معالجة هذه الظاهرة الغريبة جدًّا، والتي تعود غرابتها إلى كون الظروف الموجودة في مصر لا تؤهلها لهذه المشكلة، فالانخفاض المريع في مصادر العملة الصعبة لا يوجد له ما يبرره أبدًا، لافتًا إلى أن مصر مرت بظروف أشد قسوة وصعوبة ولم تحدث هذه الظاهرة، الأمر الذي يعني أن وراءها مؤامرة دولية خطيرة لا تستهدف الحكومة المصرية، بل تستهدف الوجود المصري على الخارطة. وتطرق الكاتب السعودي إلى النشاط السياحي في مصر، موضحًا أن عدد السياح لم يكن مؤهلًا لهذا الانخفاض الكبير جدًّا، وغير التقليدي في ظل استقرارٍ للحالة الأمنية، وتوفرِ كلِ الخدمات المناسبة للسائح الأوروبي من نقل وخدمات وترفيه ومنتجعات بحرية وبرية وفنادق بمختلِف الدرجات. وأشار إلى أن حالُ قناةِ السويس من حيث قدرتُها الاستيعابية وخدمات تسهيل العبور، وقيمة الضريبة المأخوذة على السفن العابرة كل ذلك لا يفسر هذا الانخفاض الكبير في عدد السفن التجارية المارة، كما لا يفسر عودة شركات النقل العالمية لاستخدام طريق رأس الرجاء الصالح، أو قناة بنما، بديلًا عن القناة رغم البعد وحاجة السفن فيهما إلى زمن مضاعف للوصول إلى مقاصدهن في الشرق أو في الغرب. ووصف الكاتب السعودي المساعدات الخليجية، بأنها عبارة عن ودائع من الخطر أن تمد الحكومة المصرية اليد إليها، وبين مساعدات عينية كالنفط ليست مرشحة لحل الأزمة، وبين شركات عاملة في الداخل، غالبها معمارية هي في حاجة ماسة أيضًا للدولار لاستيراد مستلزماتها، أي أن هذه الشركات أصبحت جزءًا من المشكلة وليس الحل. وتابع: حتى العمالة المصرية في الخارج والتي كانت تُعَدُّ مصدرًا ممتازًا للعملة الصعبة، أصبحت تحويلاتها بالجنيه المصري، حيث يقوم مصريون وأجانب ليسوا مجرد تجار عملة بالتعاون على تهريب ملايين الجنيهات من الداخل لبيعها على العمالة المصرية في الخارج بأسعار ممتازة من الدولار والريال والدينار والدرهم واليورو، فيقوم العامل المصري في الخارج بتحويل الجنيهات مباشرة إلى أهله بدلًا من الدولارات، وهو يعتقد أنه رابح، ولا يعلم أن هذا الربح الآني يمثل حٓطٓبةً لإحراق مصر. وأكد الكاتب السعودي أن الوضع السيئ جدًّا أنتج بطبيعة الحال تذمرًا شعبيًا كبيرًا ليس من قِبَل الطبقات الكادحة كما هو معتاد، بل من كل الطبقات المتضررة، ومنهم الإعلاميون في الداخل الذين لم يعودوا موظفين في الدولة كما كان الأمر قبل عقدين من الزمن، بل أصبحوا موظفين في شركات رأسمالية متضررة هي أيضًا من هذا الوضع، بل أصبحت مُهَدَّدَة بالإفلاس، لذلك اشتغلت آلتهم بشدة ضد الحكومة المصرية، وضد رئاسة الدولة، وضد العلاقات المصرية الخليجية، موضحًا أنه بالرغم من العداء الكبير بين الإعلام المصري الداخلي الليبرالي أو القومي أو الاشتراكي، وبين إعلام المعارضة المصرية في الخارج، والذي يغلب عليه التوجه الإسلامي السياسي، ورغم هذا الخلاف إلا أن التعبئة ضد النظام المصري وحلفائه أصبحت عاملًا مشتركًا. وأضاف أن الإعلام الحكومي المصري ، والإعلام العربي المؤيد للنظام المصري كان فاشلاً جداً في معالجة الأزمة وفي توجيه الرأي العام العربي والمصري على حدٍ سواء الوجهة التي يُمْكِن بها درء الخطر عن البلاد. وبالنسبة لإعلاميي القطاع الخاص في مصر نصحهم، بأن يفقهوا أن حملاتهم الإعلامية ضد السعودية عبارة عن لعب أطفال، وكثيرًا ما كانت ألعاب الصغار جسيمة الضرر.