×
محافظة المنطقة الشرقية

مياه جازان: اتخاذ تدابير عاجلة حيال بحيرة صرف أبوعريش

صورة الخبر

عبد اللطيف الزبيدي الأمم بنيان. عندما تريد هدم بناء، تهوي بالمعاول على الأسس والدعائم. ذلك هو الضرب في المليان. تحطيم المعنويات هو أخطر بنود الاستراتيجيّة في الحروب. الحروب الموازية للحرب بالنار الحامية، هي تدمير الروح والطموح. تنقسم الخطة إلى قسمين، الأول: استهداف الرموز الثقافية والفكرية والفنيّة، والآخر: نشر وباء الهبوط والضحالة والاستهتار بالقيم الرفيعة. لدينا رموز موسيقيّة كثيرة، لكن أمّ كلثوم تظل حالة فريدة، فمسيرتها تستطيع أن تلخّص الذرى التي وصلت إليها الموسيقى العربية، في الكلمة والتأليف الموسيقيّ والأداء. طوال عشرات السنين، كانت سيدة الغناء العربيّ، تشدّ إلى المذياع العرب من الماء إلى الماء. وجمْع العرب حتى حول مأدبة حبّ يشكّل خطراً على من يريد التشتيت والتفتيت، فما بالك بالدعوة إلى اليقظة؟ أنا إن قدّر الإله مماتي.. لن ترى الشرق يرفع الرأس بعدي. الأنكى لدى المخطّطين أن تنشر الوعي السياسيّ العسكريّ: وما نيل المطالب بالتمنّي.. ولكن تؤخذ الدنيا غلابَا. يصدر القرار: حيكوا مؤامرة لهذه التي يسمّونها كوكب الشرق، نريد سماء الشرق حالكة السواد، لا أن تكون مثل الحلم الكارثيّ الآخر: يا سماء الشرق طوفي بالضياء.. وانشري شمسك في كل سماء. المخططون أذكى من أن يحيكوا المؤامرة بأنفسهم، فبلاد العرب لا تخلو من المتبرّعين بدعم المخططات الجهنميّة. بمجهود إعلاميّ عربيّ، أنتج بعضهم شريطاً لا يقنع حتى الحمقى والمغفلين، يُظهر الصبيّة فاطمة إبراهيم، وقد اكتشف اليهود صوتها، وهم سجّلوا لها الأغاني على الأسطوانات، وهم نشروها في الآفاق، ولكي يرتبط الحاضر بالماضي، يرينا الشريط شارعاً في الأرض المحتلّة باسم أم كلثوم، ومدى غرام الجيل الصهيونيّ الصاعد بأغانيها. أطرف ما في هذه الخدع، هو لقطة لتمثال السيدة، وخلفه جامع، مع التعليق: انظروا كيف تدير ظهرها للمسجد! نشر هذا السخف على يوتيوب هيّن، إذا قيس على أن جلّ لقطات الشريط مقتطفة من فيلم وثائقيعن الستّ، أعدّته وبثته قناة عربية. ما الذي لم يفعله بعض الفضائيات بالشرف الإعلاميّ؟ هذه قطرة من بحر تحطيم الرموز والمعنويات لهدم الدعائم. محو ذاكرة الشعوب يحتاج إلى حاسوب: تدمير التحف الأثرية في العراق، بدءاً بتدمير متحف بغداد عند الغزو، وسرقة متحف الموصل، تحطيم تمثالي المعرّي وأبي تمّام وفظائع تدمر التي كادت بالمدفعية تُدمّر، محاولة إحراق المتحف المصريّ، إحراق المجمع العلميّ المصريّ في القاهرة، والهجوم على متحف باردو في تونس، القائمة لا تبدو لها نهاية. لا تتعبوا أنفسكم بالبحث عن المستفيد. لزوم ما يلزم: النتيجة المتحفيّة: هل من نحّات عبقريّ، يضع تمثالاً للفهم العربيّ لنضعه على الرّف، ونستريح؟ abuzzabaed@gmail.com