بصوت واحد، خرجت وسائل الإعلام العبرية أمس تتحدث عن «تشاؤم أميركي» لجهة التوصل إلى «اتفاق إطار» خلال الشهر الجاري، في وقت استبعدت أوساط قريبة من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أن يتعرض الأخير الى ضغوط من الرئيس باراك اوباما خلال لقائهما في البيت الأبيض اليوم لدفع جهود وزير خارجيته جون كيري للتوصل إلى اتفاق. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤوليْن إسرائيلييْن كبيرين عقدا في الأيام الأخيرة لقاءات في واشنطن، انطباعهما بأنه خلافاً للماضي «فإن ثمة تشاؤماً متزايداً لدى الأميركيين في شأن احتمال التوصل إلى مسودة اتفاق إطار بنهاية الشهر الجاري». وأضافت أن التشاؤم أخذ يزداد بعد لقاء كيري الرئيس محمود عباس (أبو مازن) في باريس قبل عشرة أيام، موضحة أن النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي (البرلمان) أحمد الطيبي نقل إلى رئيسة طاقم المفاوضات، وزيرة القضاء الإسرائيلية تسيبي ليفني انطباع «أبو مازن» بأن لقاءه مع كيري «كان سيئاً للغاية». وذكرت الصحيفة أن الإدارة الأميركية التي تصر على التوصل الى اتفاق إطار يشكل أساساً لاستمرار المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية حتى نهاية العام الحالي، تدرس أيضاً احتمال التخلي عن هذه الفكرة في حال فشلها في تضييق الهوة في المواقف بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، واعتماد تصريح شفهي، وليس خطياً، «يكون مرناً وضبابياً يحتمل أوجه تفسير مختلفة» لإتاحة تمديد المفاوضات حتى نهاية العام. أما السيناريو الآخر المطروح، فيقضي بأن تطرح الولايات المتحدة تصورها لحل النزاع ويتضمن الخطوط الأساسية لذلك، وتفرضه على الجانبين وتطالب كلاً منهما بإعلان الموافقة أو الرفض. لكن أوساطاً إسرائيلية استبعدت لجوء الإدارة الأميركية الى هذا الخيار حيال معارضة اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة قيام الولايات المتحدة بفرض حل على إسرائيل. من جانبه (أ ف ب)، تعهد نتانياهو قبيل توجهه إلى الولايات المتحدة بمقاومة «الضغوط» الأميركية، ونقل مكتبه عنه قوله وهو يصعد على متن الطائرة: «سأغادر الآن في رحلة مهمة إلى الولايات المتحدة حيث سألتقي اوباما ... وسنناقش المسألة الإيرانية وعملية» السلام، مضيفاً: «في السنوات الأخيرة، خضعت إسرائيل لضغوط رفضناها. هذا ما قمنا به في السابق، وهذا ما سيحصل في المستقبل». وذكرت الإذاعة العسكرية أمس أن الرئيس الأميركي، وخلافاً لما نشر، لن يلقي بثقله لدفع جهود كيري حيال انشغاله بالأزمة في أوكرانيا، مضيفة: «ليس لدى الرئيس الوقت الكافي والمصلحة والقوة» لممارسة الضغط على نتانياهو في شأن التسوية مع الفلسطينيين، فضلاً عن أن نتانياهو سيكرر على مسامعه أن رفض السلطة الفلسطينية المطالب الأمنية الإسرائيلية (استمرار وجود جيش الاحتلال في غور الأردن) هو الذي يشكل عائقاً في طريق نجاح المفاوضات، رغم أنه لم يُسجَل أي تقدم في المسائل الرئيسة في الصراع. ويتوقع ان يحاول نتانياهو أن يركّز في لقائه، كما في الخطاب الذي سيلقيه أمام مؤتمر «ايباك»، على «الخطر النووي الايراني» والمقاطعة التي تتهدد إسرائيل من دول أوروبية، وليس على الملف الفلسطيني. وتابعت الإذاعة أن تعثر المفاوضات قد يحول دون تنفيذ إسرائيل الدفعة الرابعة والأخيرة من الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المتوقعة أواخر الشهر الجاري، والمفترض أن تشمل الأسرى من فلسطينيي عام 1948. مصرالثورة المصرية