سؤال ربما يتبادر إلى أذهان الكثيرين، عند النظر إلى انتشار ظاهرة «المجموعات على واتس آب» بصورة غير طبيعية، الإجابة عن هذا الاستفسار العريض، ربما تكون عبر السؤال. هل إدمان وسائل التواصل بمثابة هروب من عالم الواقع المليء بالإحباطات والضغوط المعيشية، إلى عالم الخيال الافتراضي على شبكات التواصل الاجتماعي؟ خبراء وباحثون يرون أن هذه الوسائل الحديثة تسبب الاكتئاب لمستخدميها. ظاهرة الهروب الجماعي للناس من عالم الحياة الواقعية إلى الحياة الافتراضية من خلال «واتس آب»، و«فيس بوك»، هل هي ظاهرة مرضية؟ ما تفسير العلم لهذه الظاهرة؟ وما العلاج؟ ما الآثار المترتبة على هذه الظاهرة؟ وما تأثيرها في المجتمع؟ يرى أستاذ الطب والصحة النفسية، البروفيسور علي بلدو، أن ما يحدث الآن في المجتمع من تغيرات وتحولات في البناء الشخصي والتركيبة البنيوية للمجتمع السوداني، الذي تأثر كثيراً في الآونة الأخيرة، هو بسبب عوامل كثيرة أدت إلى وجود أكثر من عوالم يعيش فيها الإنسان على أكثر من مستوى، ما خلق فجوة وصراعات نراها ونسمعها في جرائم مستحدثة ومشكلات أسرية وما شابه ذلك. ولفت بلدو إلى ورود العديد من الروافد الثقافية الأجنبية، عبر الفضاء المفتوح وسهولة الوصول إلى عالم التكنولوجيا، والعالم الافتراضي بكل مسمياته ووسائطه المعروفة والمتاحة، التي أصبحت ميسرة، وانعكس ذلك على مدى التأثر بالعالم الواقعي الذي نعيشه كل يوم. ويضيف: إن الشعور بالإحباط والغبن وعدم القدرة على تحقيق الذات، وأيضاً الرغبة في الإرواء العاطفي والوجداني في موجة من أنواع الجفاف العاطفي، انعكست على شغفنا بالدراما الوافدة والمسلسلات والأغاني، كما انعكست على الشعور الدائم بإدمان الوسائط، وخلق عالم افتراضي أكثر جمالاً وأكثر سعادة.