عقد وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا محادثات مع رئيس الوزراء الليبي، فايز السراج، اليوم الإثنين، لبحث الأزمة السياسية التي تمنع حكومة الوفاق الوطني، التي يرأسها، من بسط سيطرتها خارج نطاق العاصمة. والتقى السراج ونائباه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ونظيرهما الإيطالي باولو جنتيلوني، في مقر الخارجية البريطانية في لندن، كما حضر الاجتماع مسؤولون من فرنسا والسعودية والإمارات. وقالت زارة الخارجية الأمريكية، في بيان بخصوص الاجتماع، إنه استهدف مناقشة الجهود الجارية لدعم حكومة الوفاق الوطني في ليبيا برئاسة فايز السراج، حيث أكد الوزراء على الدعم الدولي المستمر والقوي للسراج وحكومته، وأشاروا إلى أهمية التقدم الذي تحرزه القوات المتحالفة معها في مكافحة تنظيم داعش في مدينة سرت. وأكد الوزراء دعمهم لزيادة قدرة حكومة السراج على الاستجابة لاحتياجات الشعب الليبي، كما دعوا جميع المؤسسات الاقتصادية الليبية والوزراء للعمل معا لدعم هذا الجهد. وأيد الوزراء بقوة المحادثات التقنية التي من شأنها متابعة وتنفيذ هذا الجهد، كما أكدوا على التزام المجتمع الدولي بتقديم المشورة التقنية والاقتصادية والإنسانية والأمنية لحكومة السراج والمساعدة في مكافحة الإرهاب. كما أكدوا على أهمية مضي حكومة السراج قدما في عملها لتشكيل اقتراح مجلس الوزراء الجديد، الذي يمثل جميع أنحاء ليبيا. وتشهد ليبيا اقتتالا داخليا منذ الإطاحة بمعمر القذافي في انتفاضة عام 2011. وتشعر القوى الغربية بالقلق من المقاومة التي يواجهها السراج وحكومة الوفاق الوطني من القائد العسكري خليفة حفتر في شرق البلاد، الذي عرقل تصويتا برلمانيا للتصديق على الحكومة. ورفض البرلمان الليبي في الشرق مرتين تشكيلا حكوميا طرحته قيادة حكومة الوفاق الوطني كان يهدف لتمثيل الأطراف المختلفة على الساحة السياسية الليبية. وتعثرت عملية اتخاذ القرارات الاقتصادية في الدولة المنتجة للنفط والعضو في أوبك نتيجة عدم تعيين وزير للمالية، ويهدف اجتماع اليوم الاثنين لمحاولة بحث سبل مواجهة انزلاق ليبيا نحو الانهيار الاقتصادي. وهناك أثران جانبيان أساسيان للاضطرابات المستمرة منذ فترة طويلة في ليبيا يسببان القلق في الخارج، وهما التدفق الخارج عن السيطرة للمهاجرين غير الشرعيين نحو أوروبا في قوارب تنطلق من سواحل ليبيا، ووجود متشددي تنظيم اداعش الذين يسيطرون على مناطق في البلاد.