كشفت السلطات الأمنية السعودية عن تأسيس مواطن تنظيماً إرهابياً في سورية يعمل على تهريب الأموال والأسلحة والمتفجرات إلى العراق، قُبض عليه في تركيا، ويحمل جواز سفر مزوّراً باسم صادق جعفر حسين، خطّط للسفر إلى إيران، وذلك بعد تواصله مع عدد من قيادات تنظيم «القاعدة» هناك، والتخطيط للقيام بعمليات قتل واغتيالات داخل المملكة، تهدف إلى إثارة فتنة طائفية. واُدعي على المتهم الـ76 في خلية الـ71 في المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض أمس بالعمل مع تنظيم «القاعدة» في العراق، وتنظيم فتح الإسلام في لبنان، والاستعانة بهم في تدريب منفذي العمليات الإرهابية، وذلك بعد أن أنشأ تنظيماً إرهابياً في سورية، يعمل على تهريب الأموال والأسلحة والمتفجرات والمقاتلين إلى العراق، والتحريض والمساعدة في التخطيط للقيام بعمليات إرهابية داخل المملكة، تستهدف المعاهدين والمنشآت النفطية في البلاد. وارتبط المتهم مع قيادي في تنظيم «القاعدة» (سعودي الجنسية، وأحد المطلوبين على قائمة الـ85، سلم نفسه بعد إصابته بعاهة مستديمة) لمساعدته في الانضمام لقياديين في «القاعدة» في إيران للعمل معهم، خصوصاً أن المتهم يعلم أن القيادي في إيران لديه مخبأ سري في المملكة خزّن فيه أسلحة عدة ووسائط تخزين حاسوبية مهمة للأعمال الإرهابية. وعمل المتهم مع قائد تنظيم فتح الإسلام القتيل شاكر العبسي لنصرة التنظيم، وتزويده بعدد من الأسلحة الرشاشة والمسدسات وخمسة صواريخ «الكاتيوشا»، ومحاولته إدراج هذا التنظيم بـ«القاعدة»، واستعداده لتولي مهمة التواصل في ذلك مع التنظيم. وحول دفع المتهم بتسليم نفسه للجهات الأمنية بواسطة والده، أوضح قاضي الجلسة أنه تم التواصل مع الجهات المختصة للتأكد من ذلك براءة للذمة، وأجابوا بأن هذا الكلام غير صحيح. وأضاف بحسب الخطاب: «المتهم لم يقم بتسليم نفسه، وإنما أوقف في تركيا خلال مغادرته إلى إيران، وهو يحمل جواز سفر مزوراً باسم صادق جعفر حسين علي، وحينها اضطر المتهم للاتصال بقسم الرعايا في القنصلية السعودية في إسطنبول، مفيداً بأنه موقوف في سجن الأجانب، خشية ما يحدث له، ولجهله بالمصير الذي ينتظره، كونه يحمل جواز سفر مزوّراً». واعترف المتهم خلال اتصاله بقسم الرعايا في القنصلية السعودية من داخل سجن الأجانب بأنه مطلوب للسلطات السعودية، وهو على استعداد إلى تسليم نفسه، إلا أنه تعثر تسليمه للمملكة لأسباب قانونية خاصة بالجانب التركي، وتمت المفاهمة بين الجانبين السعودي والتركي على ترحيله على متن خطوط الطيران التركي. ورد المتهم شفهياً على خطاب الجهات المختصة بأن بعض الحقائق غير صحيحة، إذ كان في سورية، واتصل بوالده معترفاً بالغلط الذي ارتكبه ضد بلاده، وأنه على استعداد لتسليم نفسه، لكنه يخشى من وقوعه في يد المخابرات السورية، فقرر الدخول إلى السعودية بواسطة التهريب. وأضاف المتهم الذي انضم إلى «القاعدة» تاركاً زوجته: «خرجت من سورية بواسطة التهريب عبر المنفذ، وكنت أخطط للدخول إلى إيران، ومن ثم السفر إلى الإمارات، والتسلل إلى المملكة، حتى أستطيع تسليم نفسي للسلطات الأمنية في الرياض». وتورط المتهم مع عدد من قياديي «القاعدة» في المملكة قبل أن يتسلل إلى الخارج، إذ قام بإيواء الهارب من سجن المباحث في عليشة محمد الجليدان (قتل في مواجهات في حي النخيل بالرياض 2006)، وقام بنقله والمساعدة في إيجاد مأوى له، وقام بنقل رسائل من الجليدان إلى أحد الموقوفين، كما اشترك في تهريب عدد من عناصر التنظيم من سجن المباحث في الخرج، إضافة إلى إيوائه في منزله عدداً من أعضاء «القاعدة» الذين تمكنوا من الهرب من سجن الملز وهما القتيلان مشعل الرشود وحمود الحبردي، مع اثنين آخرين موقوفين في السجون السعودية. المتهم الـ76 واجه تهمة إنشاء تنظيم إرهابي في سورية. (بدر الراجح) إيرانالسعوديةالقاعدةسوريا