توسَّعت منظمة فتح الله غولن في أعمالها السرية، واعتمدت على عدة قطاعات؛ لتوجيه عملها داخل المجتمع التركي، وأسَّست امبراطورية إعلامية كأداة للدعاية للمنظمة، واتخذت خيار التبرع الإلزامي، واستغلال التبرعات لتمويل التنظيم، ونشطت كذلك في أجندات التنظيم السرية المتعلقة بحوار الأديان، والتغلغل في الجهاز الإداري للدولة، لكن أبرز أوجه النشاط الخاص بالتمويل، وتجنيد الأعضاء، ونشر الفكر، وذلك من خلال شبكة المدارس التي تديرها المنظمة، حيث تمتلك نحو 140 مدرسة بنظام التعاقد في الولايات المتحدة الأمريكية؛ لتكون بذلك من أكبر المنظمات التي تدير شبكات مدارس فيها. 2000 مدرسة خاصة هناك أكثر من 2000 مدرسة خاصة تابعة لحركة غولن في 160 بلدًا حول العام. وهذا العدد الكبير من المدارس التي تمتلكها منظمة فتح الله غولن، الذي يُقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية منذ عام 1999، يشير إلى أنها تدير نحو 500 مليون دولار من عائدات الدولة المخصَّصة لهذه المدارس. أغلق بعض هذه المداس الخاصة، والبعض الآخر منها في الولايات المتحدة تخضع للتحقيق الفيدرالي في 4 ولايات، إلا أن مكتب التحقيقات الفيدرالي لا يُعلِّق على مجريات التحقيقات، والاحتمال أنها تتعلق بعمليات مالية غامضة تقوم بها شبكة المدارس هذه، وهي الأكبر من نوعها في البلاد. ومنذ محاولة الانقلاب، أغلقت تركيا مئات المدارس لغولن وعشرات الجامعات التابعة لشبكته، وكافة تلك المؤسسات كانت قيد التحقيق، لكن الحضور الكبير المتغلغل لأتباع المنظمة في القضاء، والعديد من مؤسسات الدولة، جعلت التحقيقات تسري ببطء. الامبراطورية الإعلامية خلال سنوات تغلغل أتباع غولن في الدولة، واستغلوا الإعلام وسيلة لتبرير أفكارهم، وللتحكُّم بمفاهيم الناس، ومن الأمثلة صحيفة زمان، التي كانت تسوِّق نفسها على أنها الأوسع انتشارًا لسنوات، لكنها كانت أكثر من مجرد لسان حال جماعة أتباع غولن السرية من المتآمرين، وعلى رأسهم غولن؛ إذ كانت تبيع بعض النُّسَخ لخلق جمهور شبح من القراء عبر التحكُّم والإكراه. ولم يكن الأمر يتعلق بزمان فقط، فمنظمة غولن تملك العشرات من الصحف اليومية والمجلات وقنوات التليفزيون والإذاعات، تستخدمها للسيطرة على العقول. وكشفت وسائل إعلام تزوير أتباع غولن مبيعات الصحف، وأظهرت فيديوهات أنهم كانوا يُتلِفون القسم الأكبر من النسخ حتى قبل وصولها للقراء، وكانوا يُجبرون العديد ممن يُظهر تعاطفًا معهم للاشتراك بصحفهم، كما كانوا يوزعونها مجانًا لزيادة انتشارها. وبالرغم من التزوير بالأرقام، استطاعت المنظمة أن تفتح لنفسها بابًا في تركيا وفي الخارج بقولها إنها تملك أكبر مبيعات للصحف في البلاد، وأي شخص في تركيا له الحق في الدفاع عن موقفهم عبر وسائل الإعلام التي يمتلكونها، لكن ليس لهم الحق في اختلاق أخبار ومقالات لاستخدامها ضد معارضيهم في تحقيقات جنائية، واستهداف كلّ مَن وقف في وجه المنظمة وإسكات ألسنة النقاد. ففي مقابلة تليفزيونية في شهر سبتمبر 2015، قال رئيس تحرير صحيفة زمان، في ذلك الوقت، أكرم دومانيل، إن على أردوغان الرحيل باختياره الآن أو أنه سيُجبَر على فعل ذلك رغمًا عنه. استغلال التبرعات يلتزم أعضاء منظمة فتح الله غولن الإرهابية بدفع 20% من مدخولاتهم إلى المسؤولين عنهم في التسلسل القيادي بالمنظمة أو مباشرة إلى واحدة من مؤسسات جمع التبرعات، مثل جمعية هل هناك أحد (mu yok Kimse) الخيرية. وتمتلك منظمة غولن عشرات الجمعيات الخيرية، وتشير التحقيقات إلى أنها لم تسجل التبرعات في حساب مصرفي، وأخرجتها إلى الخارج دون علم المؤسسات الحكومية المختصة. كما استخدمت منظمة غولن الأموال التي تبرع بها أعضاؤها لتنفيذ أجندتها السرية. أجندات تنظيم غولن السرية بحجة الدعوة إلى السلام، يدير غولن وأتباعه العديد من جمعيات الحوار بين الأديان، مثل منتدى الرومي، ومقرها أمريكا، وجمعية الحوار المنتشرة في أوروبا. وتستخدم منظمة غولن الإرهابية، غير المرحَّب بها من قِبَل معظم الجمعيات الإسلامية، الحوار بين الأديان أداةً في الغرب لدفع تلك الدول للتساهل مع نشاطاتها. تأييد الأحزاب الحاكمة بالنظر إلى كافة التطورات منذ السبعينيات، ومرورًا بانقلاب سنة 1980، ثم انقلاب 1997، اللذين ساندهما غولن، لم يؤسِّس زعيم التنظيم حزبًا سياسيًّا، بل اختار بالأحرى تأييد الأحزاب الحاكمة، ومع ذلك، توقف دعمه للحزب الحاكم عندما اعتقد أنه قد أصبح من القوة بمكان، ما لا يمتلكه من أنصار في كافة أقسام الدولة للإطاحة بالحكومة سنة 2013. وبعد أن أطاح بزعيم أكبر أحزاب المعارضة، اعتقد غولن أن الوقت قد حان ليستولي على السلطة كاملة، مطيحًا بكافة السياسيين والموظفين.