محمد العشرى(ضوء):حذرنا ديننا الحنيف من عواقب الكذب،فكلما مضيتَ في الكذب قدماً اعتدت عليه وباتت نفسك تقبله، وصرتَ تتقنه، وفقاً لباحثين في لندن زعموا أنّ بوسعهم إثبات جزءٍ من المثل الشهير "حبل الكذب قصير". أجرى علماء الأعصاب في جامعة لندن كولج تجربة علمية دفعوا من خلالها الناس إلى الكذب بشكل مستمر، وكانوا يتلقون مكافأة مالية لكذبهم المتكرر، لكن نتائج البحث كانت أكثر من المتوقع حيث بيّن نيل غاريت وهو باحث في قسم علم النفس التجريبي بالجامعة أن "هذه الدراسة هي إفادة تجريبية أولى تثبت أنّ السلوك غير النزيه يتصاعد ويقوى إذا ما كرره الإنسان". في التجربة المذكورة، عُرضت على 80 مشاركاً صور جرار مملؤة بعملات معدنية صغيرة، ومن خلال الكومبيوتر طُلب منهم أن ينصحوا شخصاً ما (غيرمعروف لديهم) ينظر إلى صور مشوشة للجرار نفسها، وأن يقترحوا عليه كمية النقود التي تحويها الجرار. أكاذيب جيدة وأكاذيب سيئة في التجربة الأولى عُرضت على المشاركين مكافأة تحفّزهم على الصدق والنزاهة " قيل لهم أنه كلما كانت تقديراتهم لشريكهم المجهول أكثر دقة وقرباً من الحقيقة، تضاعفت المكافأة المالية التي ستقدم لهم وللشريك المجهول"، وفي إحدى المحاولات، أدت كذبة مقصودة إلى مضاعفة المكافأة للناصح والمنصوح المجهول. في حالة أخرى ضمن التجربة، قيل للناصحين أنّه في حال كذبهم سيقلل ذلك من مكافأة الشريك المجهول الموجه له النصح. وفي هذا السياق علّق تالي شاروت من الفريق القائم بالتجربة "يكذب الناس أكثر حين يعود ذلك عليهم وعلى الآخرين بالنفع، أما حين تختص الفائدة بهم، ويصيب الضرر شخصاً آخر، فإنّ إقبالهم على الكذب يتناقص". ولدى سؤاله عن إمكانية تصنيف الأكاذيب بوصفها" أكاذيب جيدة أو أكاذيب سيئة" أجاب غيرت: "في هذا السياق يمكن القول إن أثر الأكاذيب يشتد حين تكون مؤذية لمن كُذب عليه. وتوصلنا إلى أنّ الناس يكذبون أكثر حين لا تضرهم الأكاذيب ولا تضر من يكذبون عليه. كما أنّ التصعيد في هذه الحالة --- أكثر