حملت زيارة الموفد السعودي وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان إلى بيروت بوادر الأمل والفرح والخير في نفوس الشعب اللبناني الذي تربطه علاقة أخوة ومحبة مع المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا. وتعلق الأوساط اللبنانية عبر «اليوم» «آمالا على رعاية المملكة الأخوي للاستحقاق الرئاسي الذي من المقرر أن ينجز الإثنين المقبل، مما يعطي دفعا عربيا سياسيا ومعنويا للعهد الجديد وللحكومة العتيدة»، وهي ترى أن «في حضور الوزير السعودي موفدا من قيادة المملكة لحضوره في هذا التوقيت المفصلي إعطاء جرعة دعم للحكومة العتيدة التي سيشكلها زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري المعروف ببعد وعمق علاقته بقيادة المملكة وبما يكفي تفاؤلا لدى جميع اللبنانيين بأن لبنان مقبل على مرحلة مختلفة عن سابقتها، مرحلة ستشهد استقرارا سياسيا يعزز الاستقرار الأمني يواكبه نهضة على صعيد عمل المؤسسات الدستورية والإدارات الرسمية والوضع الاقتصادي والمالي بشكل عام. أوساط الحريري لن تتخلى عن الشعب اللبناني وعقب زيارة الموفد السعودي الرئيس سعد الحريري، كشفت أوساط «بيت الوسط» لـ«اليوم» أن للزيارة رسائل عدة، أولها أن المملكة العربية السعودية لن تتخلى عن لبنان وهي على تواصل دائم لمصلحة لبنان واللبنانين ولخيرهم، أما الرسالة الثانية فهي أن المملكة لا تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني ولا تملي على اللبنانيين خياراتهم ومن يجب أن يكون رئيسهم. أضافت الأوساط: لقد أوضح السبهان أن المملكة كالشعب اللبناني تتمنى أن ترى رئيسا للبنان وينتهي الفراغ الرئاسي كونه يضعف الدولة، كون ما يهمها هو أن تكون دولة لبنان قوية، كما جدد التأكيد على ان ما يتفق عليه اللبنانيون تسير فيه المملكة إن كان يصب في مصلحة اللبنانيين. أوساط السرايا: لبنان في قلب اهتماماتها وشددت أوساط السرايا الحكومية في تصريح خاص لـ «اليوم» على ان زيارة الموفد السعودي مرحب بها، لافتة الى انها المرة الأولى منذ فترة طويلة التي يزور فيها موفد سعودي على هذا المستوى لبنان، واللبنانيون متشوقون لإعادة الدفء الى هذه العلاقة الأخوية التاريخية، بين لبنان وبلاد الحرمين الشريفين التي اعترتها في الآونة الأخيرة غيوم هي بالتأكيد عابرة وزائلة نظرا الى ما يجمع البلدين والشعبين من علاقات أخوة وتلاقٍ حول الكثير من الأمور. وجددت التأكيد على ان الزيارة جاءت لتؤكد مرة أخرى وخلافا لما كان يتبجح به الكثيرون أن لبنان كان وسيبقى في بال المملكة العربية السعودية وفي قلب اهتماماتها على رغم كل مشاغلها والتحديات التي تواجهها في المنطقة. المملكة كانت دائما مع وحدة لبنان واللبنانيين وأوضح مستشار الرئيس سعد الحريري الدكتور داوود الصايغ في تصريح للصحيفة أن الزيارة تأتي في وقت مفصلي بالنسبة إلى لبنان، إذ يشهد لبنان تحولا أساسيا في انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد سنتين ونصف السنة من الشغور في هذا المركز ولهذه الزيارة إشارات عديدة، منها أن المملكة كانت وستبقى دائما صديقة للبنان واللبنانيين وهي مع جميع اللبنانيين بدون تفرقة واصطفاف وعبر المسؤولون دائما عن ذلك على توالي عهود الملوك منذ تأسيس المملكة وحتى اليوم، كان في لبنان انقسام سياسي كبير وكانت المملكة دائما تدعو إلى توحيد الجهود وإلى التوحيد بين اللبنانيين. أنشطة مكثفة للسبهان مع كل الاطياف السياسية في لبنان وقال: المملكة العربية السعودية بخلاف ربما جهات عربية وغير عربية أخرى هي كانت دائما مع وحدة لبنان واللبنانيين ولا تميز بين لبناني ولبناني آخر، وبهذا الإطار يأتي الموفد السعودي الرفيع ليتشاور مع جميع القيادات اللبنانية سياسية أو روحية، كدليل استمرار لهذه السياسة السعودية الراسخة والتي ترجع إلى أيام الملك المؤسس وحتى اليوم، واللبنانيون جميعا هم أصدقاء المملكة ويعولون دائما على حكمة القيادة السعودية في مساعدة لبنان على أن يبقى موحدا وسيدا وعربيا وفيا لالتزاماته ووفيا لأشقائه، لأن لبنان لا يصمد ولا يستمر إلا بالدعم المتفهم له ليكسب الأصدقاء الذين يساعدونه على أن يبقى موحدا وليس على أن يكون طرفا في محور أو في تكتل خارجي خارج مفهوم العروبة. أضاف الصايغ: أنا متفائل بعودة الحياة إلى المؤسسات الدستورية وهذا هو الدافع الأساسي وراء المبادرة الاستثنائية التي قام بها الرئيس سعد الحريري، والتي تجاوز فيها كل الاعتبارات السابقة حينما وجد أن مصلحة لبنان تقضي بالتلاقي في سبيل تعزيز الدولة الحاضنة والحامية للجميع، إنه تجاوز كل الاعتبارات السياسية السابقة في سبيل عملية إنقاذ قال عنها هو نفسه أنها تنطوي على مخاطرة، ولكن المخاطرة في سبيل لبنان ووحدته وسيادته ووحدة أبنائه تستحق كل أنواع المخاطرات. لقاءات السبهان في بيروت وكان الموفد السعودي قد وصل إلى بيروت مساء الخميس، في زيارة استهلها بلقاء رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في السرايا الحكومية، في حضور القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان وليد البخاري، وجرى عرض للأوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة. كما التقى السبهان بالرؤساء: ميشال سيلمان وأمين الجميل، سعد الحريري، فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي، رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، على أن يلتقي تباعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون،، رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، رؤساء الطوائف، وزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير الاتصالات بطرس حرب وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وأولم على شرفه الرئيس الحريري مساء امس السبت في «بيت الوسط».