×
محافظة المنطقة الشرقية

مضر يحلق بصدارة ممتاز اليد

صورة الخبر

شنّت فصائل المعارضة السورية هجوماً ضخماً أمس على منطقة «الفاميلي هاوس» بحي جمعية الزهراء في غرب حلب، في ثاني أيام معركة فك الحصار عن المدينة، وسط تقارير عن مزيد من التقدم للمعارضين في واحدة من أشد المناطق تحصيناً للقوات النظامية والميليشيات الموالية لها وعلى رأسها «حزب الله» اللبناني. ورحّب رياض حجاب رئيس «الهيئة العليا للتفاوض» بتقدم المعارضة في حلب، وكتب مغرداً على «تويتر»: «تحية إلى الأسود الكواسر بحلب... قلوب السوريين معكم في معركة فك الحصار، اللهم افتح لهم أبواب رحمتك». أما رئيس «الائتلاف الوطني السوري» أنس العبدة فقال إن «رجال حلب الأشاوس يخوضون ملحمة كبرى لأجل التحرير وفك الحصار، في وجه شذاذ الآفاق وأعداء الحضارة. أحرار العالم معكم». ونقلت شبكة «الدرر الشامية» عن «غرفة عمليات فتح حلب» تأكيدها أن الفصائل المشاركة في معركة فك الحصار عن حلب سيطرت «على أهم ثلاث كتل مبان في جمعية الزهراء غرب حلب» بما في ذلك «تجمع فاميلي هاوس بالقرب من حي حلب الجديدة». ويُعد هذا الموقع من أشد المناطق تحصيناً في غرب حلب ويسيطر عليه «حزب الله» اللبناني الذي قال في تقرير بثه «الإعلام الحربي» التابع له إن «الجيش السوري وحلفاءه صدوا هجوماً للمجموعات المسلحة عند «الفاميلي هاوس» في محور جمعية الزهراء غرب حلب بعد تفجير المسلحين آلية مفخخة». وقالت «شبكة شام» المعارضة، في تقرير لها عن المواجهات، إن «اشتباكات عنيفة تدور بين الثوار وعناصر قوات الأسد والميليشيات الشيعية... على جبهة جمعية الزهراء أكبر قلاع الأسد في الأجزاء الشمالية الغربية من مدينة حلب، وذلك ضمن المرحلة الثانية من معركة حلب الكبرى التي تهدف إلى كسر الحصار... عن مدينة حلب». وأوضحت أن منطقة جمعية الزهراء «تضم عدة مواقع حصينة لقوات الأسد» وتتمركز فيها «المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ التي تقصف مدينة حلب والريفين الشمالي والغربي، ويحيط بها عدة نقاط متقدمة لقوات الأسد لتأمين الحماية لها وهي مدينة الملاهي الفاميلي هاوس إلى الجنوب من المدفعية، ونقطة مزارع الأوبري غرب المدفعية، وبيوت مهنا شمال المدفعية». وزادت: «تمكن الثوار خلال الساعات الأولى من معركة اليوم (أمس) من كسر الخطوط الدفاعية الأولى عن الثكنة الحصينة وذلك بتحرير مباني الفاميلي هاوس وبيوت مهنا، بعد تفجير عربة مفخخة واستهداف المنطقة بعشرات صواريخ الفيل وراجمات الصواريخ، فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة على مزارع الأوبري ومدفعية الزهراء». وبحسب «شبكة شام» فإن السيطرة على موقع المدفعية تسمح للمعارضة بالتقدم داخل مدينة حلب «لا سيما جمعية الزهراء وحي الشهباء، وبالتالي إنهاء أحد أكبر قلاع الأسد العسكرية غرب حلب، كما تخفف الضغط على الثوار على أطراف الأكاديمية العسكرية في حي الحمدانية». وكانت فصائل المعارضة تمكنت أول من أمس في اليوم الأول من «معركة حلب الكبرى» من السيطرة على «ضاحية الأسد» ومعمل الكرتون وحاجزي الصورة وساتر المستودع ومناشر منيان، والأبنية التي كانت تتحصن فيها القوات النظامية في مشروع 1070 شقة، ما سمح للمعارضين بالوصول إلى مشارف مشروع 3000 شقة والأكاديمية العسكرية في حي الحمدانية حيث تركزت الاشتباكات أمس. أما «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فقال، من جهته، إن معارك عنيفة تدور بين القوات النظامية السورية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية وحزب الله اللبناني من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة فتح الشام والحزب الإسلامي التركستاني من جهة أخرى، و «تتركز المعارك في محاور 1070 شقة وضاحية الأسد وأطراف حي حلب الجديدة وجمعية الزهراء ومحيط تلة بازو وكتيبة الدفاع الجوي، حيث تشهد المحاور الممتدة على نحو 15 كلم من جمعية الزهراء إلى الأطراف الجنوبية والجنوبية الغربية لمدينة حلب... معارك عنيفة وقصفاً مكثفاً بمئات الصواريخ بين الطرفين، وسط قصف للطائرات الحربية على ضواحي المدينة الغربية». ولفت إلى أن الفصائل استهدفت مجدداً منطقة مطار النيرب العسكري والضواحي الشرقية لأحياء مدينة حلب الشرقية. وكان هجوم المعارضة أول من أمس بدأ بتفجير 4 عربات مفخخة نفذ أحدها مقاتل من «الحزب الإسلامي التركستاني» وأخرى نفذها مقاتل فرنسي من أصول شمال أفريقية ينتمي إلى «جبهة فتح الشام»، بينما نفّذ خليجي وتركي العمليتين الأخريين. وبحسب «المرصد» قُتل ما لا يقل عن 18 عنصراً من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين لها، من ضمنهم 3 من عناصر حزب الله، «في حين أصيب وقضى العشرات من الجانبين في هذه المعارك التي لا تزال مستمرة». ونقلت «فرانس برس» عن وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إشارتها السبت إلى إصابة ستة أشخاص بجروح، بينهم طفلة، في قذائف أطلقتها الفصائل على حيي الحمدانية وصلاح الدين الواقعين على خط تماس بين أحياء حلب الشرقية والغربية. ويضم «جيش الفتح» الذي يشارك في هجوم حلب فصائل إسلامية على رأسها «جبهة فتح الشام» («جبهة النصرة» سابقاً قبل إعلانها فك ارتباطها بـ «القاعدة») و «حركة أحرار الشام الإسلامية»، فيما تنضوي فصائل معارضة وأخرى إسلامية في «غرفة عمليات فتح حلب»، بينها «حركة نور الدين زنكي» و «جيش الإسلام» و «جيش المجاهدين». وشنت قوات النظام السوري السبت هجوماً مضاداً «تمكنت خلاله بدعم من حزب الله اللبناني من استعادة نقاط عدة خسرتها في ضاحية الأسد»، وفق ما قال مدير «المرصد السوري» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس». ونقلت الوكالة عن مراسلها في ضاحية الأسد حديثه عن «دمار كبير بسبب الغارات الجوية الكثيفة التي استهدفت المنطقة طوال الليل». ويشارك نحو 1500 مقاتل وصلوا من محافظة إدلب (شمال غرب) المجاورة ومن ريف حلب في المعارك التي تدور على مسافة تمتد نحو 15 كيلومتراً من حي جمعية الزهراء عند أطراف حلب الغربية مروراً بضاحية الأسد والبحوث العلمية وصولاً إلى أطراف حلب الجنوبية. وبالتزامن مع المعارك العنيفة في ضاحية الأسد، شنت الفصائل المقاتلة السبت هجوماً جديداً على حي جمعية الزهراء بدأ بتفجير سيارة مفخخة، وفق ما قال عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين زنكي ياسر اليوسف. وأكد عبدالرحمن بدوره إن «الطائرات الحربية السورية والروسية تشن غارات مكثفة على جمعية الزهراء تتزامن مع قصف عنيف جداً للفصائل أيضاً». وتحدث عبدالرحمن عن «معارك عنيفة جداً لم يشهد حي جمعية الزهراء مثلها منذ 2012». وتنقسم مدينة حلب منذ العام 2012 بين أحياء شرقية واقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة وأخرى غربية تسيطر عليها قوات النظام. وتحاصر قوات النظام منذ نحو ثلاثة أشهر أحياء حلب الشرقية حيث يقيم أكثر من 250 ألف شخص في ظل ظروف إنسانية صعبة. ولم تتمكن المنظمات الدولية من إدخال أي مساعدات إغاثية أو غذائية إلى القسم الشرقي منذ شهر تموز (يوليو) الماضي. وقال أبو مصطفى، أحد القياديين العسكريين جيش الفتح، لـ «فرانس برس» أثناء تواجده في ضاحية الأسد: «المرحلة المقبلة هي الأكاديمية العسكرية (في ضاحية الأسد) وحي الحمدانية». ويقع حي الحمدانية بين ضاحية الأسد غرباً وحي العامرية شرقاً الذي تسيطر الفصائل المعارضة على أجزاء منه.