حذّر مجلس محافظة الأنبار من خطر الخلايا النائمة التابعة لتنظيم «داعش» على المناطق المحررة في المحافظة، فيما شهدت العاصمة بغداد أمس، تفجيراً انتحارياً بحزام ناسف أودى بحياة عدد من الأشخاص، وقالت مصادر أمنية أن «التفجير استهدف موكباً حسينياً في منطقة الإسكان ذات الغالبية الشيعية غرب بغداد، ما أدى إلى مقتل وإصابة 17 شخصاً». وكشفت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية عن معلومات استخبارية تؤكد وجود تحركات مقبلة لبعض الخلايا التابعة للتنظيم لزعزعة الأمن في بغداد، ولفت الانتباه عن هزائم التنظيم في الموصل. وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت، لـ «الحياة»، أن «السلطات المحلية في الأنبار طالبت وزارتي الدفاع والداخلية بتفعيل الجانب الاستخباري بالتعاون مع عشائر المحافظة، لمنع أي خروقات أمنية أو محاولات قد تقوم بها بعض الخلايا النائمة التابعة لداعش والموجودة داخل المحافظة». وكشف عن «وجود خطط للقضاء على تلك الخلايا ومنع أي خروقات محتملة»، داعياً إلى «عدم تكرار الأخطاء التي حصلت عام 2008 عندما تم إهمال معالجة الخلايا النائمة للإرهابيين في المحافظة، ما أدى إلى أن تطوّر هذه الخلايا نفسها وأن تعيد تنظيم عملها في شكل أتاح لها إسقاط المحافظة». وعزا كرحوت ما «حصل أخيراً في قضاء الرطبة عندما تمكّنت عناصر من داعش السيطرة على بعض أحيائه قبل أن تتمكن القوات الأمنية من استعادته، إلى وجود هذه الخلايا النائمة». كما حذّر من «الصراعات العشائرية وعمليات الثأر التي من المتوقع أن تقع بعد عودة النازحين إلى مناطقهم المحررة، بسبب تورط بعض أبناء العشائر مع تنظيم داعش وتنفيذ بعض الجرائم في حق أهالي المحافظة». وكشف عن «تحركات جدية من سلطة الأنبار المحلية لعقد مؤتمرات واجتماعات بين تلك العشائر لتحقيق المصالحة المجتمعية لمنع أي صدامات محتملة مع العشائر»، معتبراً أن «أي جهد أمني لا يمكن أن يكون مثمراً ما لم يتم تحقيق هذه المصالحة». وعما تبقى من مناطق المحافظة تحت سيطرة «داعش»، أكد «استكمال جميع الخطط العسكرية لتحرير أقضية عانة وراوة والقائم التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم»، ولفت إلى أن «القائد العام للقوات المسلحة أكد أن موعد إطلاق حملة تحرير هذه الأقضية سيكون بعد الانتهاء من عمليات الموصل»، مشدداً على «استمرار العمل لإعادة جميع نازحي المحافظة إلى مناطقهم المحررة من طريق توفير الخدمات الأساسية لهم». وحذّر عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان النائب محمد الكربولي، من عمل الخلايا النائمة في بغداد، وقال في اتصال مع «الحياة»، أن «معركة الموصل والمعارك الأخرى التي حققت فيها القوات العراقية تقدماً ضد داعش، ستجعله يلجأ إلى تحويل بوصلة تلك المعارك ولفت الانتباه من طريق تحريك بعض خلاياه النائمة في بغداد وباقي المدن العراقية». وكشف عن «امتلاك لجنة الأمن والدفاع البرلمانية وثائق ومعلومات تؤكد وجود تحركات مستقبلية لبعض خلايا التنظيم النائمة داخل العاصمة بهدف زعزعة الأمن»، داعياً إلى «تحصين العاصمة من أي خرق أمني محتمل». وانتقد عدم تعامل الأجهزة الأمنية في شكل جيد مع المعلومات الاستخبارية التي تكشف مسبقاً عن خروقات محتملة، كما حصل في قضاء الرطبة غرب الأنبار ومحافظة كركوك، داعياً إلى «تفعيل الجهد الاستخباري في شكل أفضل والتعامل بجدية مع المعلومات الاستخبارية والتعاون مع المواطن ليكون مصدراً مهماً في كشف الخلايا النائمة من طريق بناء الثقة بينه وبين الأجهزة الأمنية». واعتبر أن «ظاهرة الفساد المالي الموجودة في بعض الأجهزة الأمنية أحد أهم أسباب تنشيط الخلايا النائمة».