أبوظبي:إيمان سرور تلعب الأسرة دوراً محورياً في تعزيز القيم الرفيعة والفضائل والمُثل العليا في نفوس الأبناء، من خلال مشاركتها الفعلية في مبادرة التربية الأخلاقية التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مجلس أبوظبي للتعليم، وتُدرّس في يناير 2017، في مرحلة تجريبية، تشمل 20 مدرسة حكومية وخاصة في الدولة، تمهيداً لتعميمها عام 2017-2018 الدراسي. وحدد منهج التربية الأخلاقية أدواراً حيوية ومهمة لأولياء الأمور على شتى المستويات، انطلاقا من المنزل ثم المدرسة وصولا إلى المجتمع، ففي المشاركة على المستوى المجتمعي، يشارك الآباء في البحث عن الأنشطة اللا صفية والمشاركة في العمل المجتمعي الذي يدعم البيئة التي نشأ فيها الطفل، وإطلاق المبادرات الخاصة للتأثير في المجتمع الذي يعيش فيه، وفي عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بالمدرسة، يشاركون في مجالس أو لجان الآباء والمعلمين أو تولي مناصب قيادية أخرى في المدرسة أو المستويات الأعلى، وفي المدرسة يشاركون أبناءهم في الأنشطة والأعمال التطوعية، لدعم المعلمين داخل الصف، أو بحضور الفعاليات، كما يتواصلون مع الإدارة، عبر الرسائل والمكالمات والاطلاع على التقارير المدرسية، والمشاركة في الاجتماعات، لضمان الحصول على تقارير منتظمة بشأن أداء الطالب وسلوكه. وتمثّل التربية الأخلاقية ركيزة أساسية في بناء الإنسان، منذ نشأته وخلال مسيرته العلمية والعملية، وترسيخ ولائه وانتمائه إلى الوطن وقيادته الرشيدة، حيث تعدّ نقطة تحول في منظومة التعليم من خلال الربط بين عنصري التعليم والتربية وما تحمله من قيم أخلاقية تتوافق مع الهوية الثقافية والعادات والتقاليد الإماراتية الراسخة والعريقة التي تجعل من التعليم منظومة متكاملة لبناء الإنسان المعتز بهويته وتقاليده وارثه الحضاري. وتعتمد الفوائد المحققة لمشاركة أولياء الأمور إلى حد كبير في المنهج على نوعيتها، حيث تعدّ أكثر تأثيراً وجودة، لأنها تتسم بدرجة أعلى من التنظيم، كما تعتمد على التزام ولي الأمر وخلفيته الثقافية والتعليمية. ومن خلال المشاركة المنزلية يترتب على الآباء مشاركة الأطفال في أنشطة التعليم وتقديم المساعدة لهم في استكمال الواجبات المنزلية والقراءة، وفي مراحل التطور في اتخاذ القرارات المهنية، وتلبية الاحتياجات الأساسية للأطفال في المنزل مثل الاهتمام بالصحة والسلامة، وترسيخ منظومة القيم الصحية. وتتباين درجة مشاركتهم عبر كل مستوى، حيث تتوافر لكل منها مجموعة من الأدوار الأساسية، ومسؤوليات أخرى داعمة، فالضرورية، منها توفير المأوى الآمن والغذاء، وتقديم الدعم الأساسي في الواجبات المدرسية. والداعمة، مثل توفير المسكن المريح، ونمط صحي آمن جسدياً وعاطفياً، والتركيز على تحقيق الإنجازات التعليمية ورعايتها. وأثبتت الأبحاث فوائد مشاركة أولياء الأمور في تعزيز المهارات المعرفية / الإدراكية وغير المعرفية لدى أبنائهم.